تبلغ حدود فنلندا مع روسيا 1300 كيلومتر وقد بقيت في السنوات الماضية خارج أي تحالفات عسكرية.
بعد أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير تحوّل الرأي العام السياسي والشعبي بشدة لصالح الانضمام إلى “الناتو”.
قابل عدد كبير من الفنلنديين المقيمين على الحدود الشرقية بارتياح، احتمال تقدّم بلادهم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
رغم أن روسيا تثير الخوف، على مرّ السنين، قامت بالمناطق الحدودية علاقات يومية مع الروس”. والفنلنديون هناك معتادون على روسيا وكثير منهم لديهم أصدقاء هناك.
* * *
دفعت حرب أوكرانيا الدائرة المتقاعد الفنلندي مارتي كايليو البالغ 73 عاماً إلى الاحتفاظ ببندقية صيد في متناول يده في منزله، ببلدة هيفانييمي المطلة على الحدود الروسية من الضفة الأخرى لبحيرة تفصل بين البلدين.
يقول مارتي: “لشدة غضبي، سأكون بين أول المتطوعين الذين سيتوجهون إلى هناك مع بندقية محشوة، رغم أنني لست في عمر يسمح لي بأن أكون جندياً”.
وقابل عدد كبير من الفنلنديين المقيمين على الحدود الشرقية بارتياح، احتمال تقدّم بلادهم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويضيف كايليو “كان ينبغي أن ننضم من قبل. لا جدوى من إطالة الأمر أكثر”.
وتتشارك فنلندا بحدود طولها 1300 كيلومتر مع روسيا، وقد بقيت في السنوات الماضية خارج أي تحالفات عسكرية. لكن بعد أن غزت جارتُها الشرقية القوية أوكرانيا في فبراير/شباط، تحوّل الرأي العام السياسي والشعبي بشدة لصالح الانضمام إلى “الناتو”. ودعا الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء، الخميس، إلى انضمام بلادهما إلى الحلف “بدون تأخير”.
وأعاد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أذهان بعض الفنلنديين ذكريات أليمة لحرب شتاء عام 1939، عندما اجتاحت قوات الجيش الأحمر الدولة الاسكندنافية.
وكما في أوكرانيا، فإن الجيش الفنلندي الصغير أبدى مقاومة شرسة، وكبّد السوفييت خسائر فادحة. مع ذلك، أُرغمت فنلندا على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي لصالح الاتحاد السوفييتي.
يحمل فيلي-ماتي رانتالا (72 عاماً)، الذي يبعد منزله ومزرعته مسافة قصيرة سيراً على الأقدام عن الحدود الروسية في سوكوما، خوذة عسكرية صدئة، ويروي قصص المعارك التي دارت في الغابات المجاورة. وقال: “لم أعد قلقاً بشأن الوضع، الآن فيما ننضم للمجتمع الغربي، فإن المساعدة قادمة”، فهو يرى أن انضمام فنلندا للتحالف “ضرورة”.
ويبعد منزل المعلمة جانا ريكينن، البالغة 59 عاماً، بضع مئات من الأمتار عن الحدود الروسية في فاينيكالا. وهي تقول إن أصوات حرس الحدود تتناهى إليها من الجانب الآخر من البحيرة. وريكينن، التي خسرت أعمامها في الحرب، تشعر أيضا بـ”الارتياح” إزاء مسعى فنلندا للانضمام للناتو، وإن راودتها في السابق شكوك إزاء التكتل.
وحتى بعد الحرب، تتذكر حصول محاولات عبور غير قانونية للحدود بشكل منتظم قرب منزلها. وتشرح ريكينن: “كان يحصل ذلك ليلاً على الدوام. يُسمع أولاً نباح الكلاب ثم إطلاق نار”، وتقول إنها كانت تتمنى لو لم تسمع إطلاق النار.
في 2001، اجتاز جندي روسي فارّ الحدود، واقتحم منزلاً مجاوراً، قبل أن ينتحر عقب تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وتخشى ريكينن من أنه إذا تدهور الوضع في روسيا، قد يحاول عدد أكبر من الناس عبور الحدود.
رغم ماضي المنطقة، كثيراً ما تقاطعت الحياة اليومية للناس على جانبي الحدود. ويقول رانتالا “رغم أن روسيا دائماً ما تثير الخوف، على مرّ السنين، أقمنا في هذه المناطق علاقات يومية مع الروس”. ويضيف أن الفنلنديين المقيمين على الحدود معتادون على روسيا، والكثير منهم لديهم أصدقاء هناك.
وقبل الحرب، كانت ريكينن تتسوق أسبوعياً في الجانب الآخر من الحدود، وتذهب إلى سان بطرسبرغ في عطلة الأسبوع، ولم يكن لديها أي شي “سلبي لتقوله” عن الروس. لكن تلك “الثقة تجاه جيراننا ولّت الآن”. وتقول: “الحدود مغلقة/ وإذا ذهبنا إلى هناك لا نعلم ما يمكن أن يحصل”.
وإذ ترتبط معظم سبل العيش في فينيكالا بروسيا، فيما توظف محطة القطار وحرس الحدود معظم القرويين، تخشى ريكينن من أن تعاني المجتمعات الحدودية بسبب النزاع. وتضيف: “آمل أن تنتهي الحرب”.
رئيس فنلندا يناقش مع بوتين توجه بلاده للانضمام للناتو
سياسياً، اتصل الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، اليوم السبت، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتحدث معه بشأن توجه الدولة الاسكندنافية للترشح قريباً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والذي أثار استياء موسكو.
وقال رئيس الدولة الفنلندية في بيان صادر عن الرئاسة: “كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توتراً. اعتُبر تجنب التوتر أمراً مهماً. الاتصال تم بمبادرة من فنلندا”.
المصدر: فرانس برس
موضوعات تهمك: