عين الحوثيين على مأرب: استغلال الهدنة للحشد على الجبهات

محمود زين الدين30 أبريل 2022آخر تحديث :
الحوثيين

يسعى الحوثيون لتقدم باتجاه الطريق الدولي الذي يربط مأرب بحضرموت ومنفذ الوديعة.
جماعة الحوثي ضاعفت عمليات حفر خنادق وتحصينات وتحركات ميدانية ودفعت بأعداد كبيرة من المقاتلين إلى مختلف الجبهات القريبة من مأرب.
حقق الحوثيون نجاحاً ملحوظاً بالوصول لأطراف مأرب وتطويقها من ثلاث جهات لكن المعارك قربها باتت مكلفة للغاية وعجزت الجماعة عن التقدم فيها إلى حد كبير.
يواصل الحوثي حشد تعزيزاته نحو مأرب رغم الهدنة “الهشة” المعلنة برعاية أممية ما ينذر بأن الجماعة تستعد لمعاودة الهجمات التي تشنها للسيطرة على المحافظة النفطية منذ أكثر من عامين.
* * *
تواصل جماعة الحوثي حشد تعزيزاتها نحو محافظة مأرب اليمنية، رغم الهدنة “الهشة” المعلنة برعاية أممية مطلع شهر إبريل/نيسان الحالي وتستمر لمدة شهرين، ما ينذر بأن الجماعة تستعد لمعاودة الهجمات التي تشنها للسيطرة على المحافظة النفطية منذ أكثر من عامين.
واتهم الجيش اليمني الحوثيين بارتكاب 74 خرقاً للهدنة يوم الثلاثاء الماضي، في تراجع لمعدل الخروقات المعلنة من قبل قوات الحكومة والتي بلغت في أعلى مستوى لها 136 خرقاً في يوم واحد، في أسبوع الهدنة الأول، لكن مصادر عسكرية قالت إن طبيعة الاستعدادات الحوثية الحالية تنبئ بتحضيرات لحرب مقبلة في مأرب.
خروقات على مختلف الجبهات اليمنية
ورُصدت هذه الخروقات بحسب بيان للمركز الإعلامي للجيش اليمني، في مختلف الجبهات، لكن جزءاً كبيراً منها تركز في جبهات جنوب وغرب وشمال غربي مأرب، إضافة إلى جبهات شرقي مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، المحاذية لها.
وتنوّعت الخروقات وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الرسمية، بين إطلاق النار، وعمليات إعادة التموضع للآليات والعناصر المسلحة، والدفع بتعزيزات، واستحداث تحصينات، إضافة إلى تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع المسيّر التابع للحوثيين، ومحاولات تسلل في أطراف مأرب الجنوبية.
وقال نائب مدير المركز الإعلامي للجيش اليمني، العقيد صالح القطيبي إن “تحركات المليشيا في مأرب تشير إلى أنها تحضّر لمعركة مقبلة”، مضيفاً: “كعادتها الجماعة لم تلتزم بالهدنة، وتستغل غياب مقاتلات التحالف في تشييد التحصينات والدفع بالعربات والمدرعات والأسلحة الثقيلة لتعزيز الخطوط الأمامية”.
وأضاف أن جماعة الحوثي “ضاعفت من عمليات حفر الخنادق والتحصينات والتحركات الميدانية، إضافة إلى أنها دفعت بأعداد كبيرة من المقاتلين إلى مختلف الجبهات القريبة من مأرب”.
في موازاة ذلك، أفاد سكان في محيط العاصمة صنعاء أن “مشرفين حوثيين كثّفوا خلال الأيام الماضية من عمليات الحشد والتعبئة في المساجد والمقايل (أماكن التجمعات لتناول القات) مستغلين أجواء شهر رمضان، ودفعوا بعشرات المجندين الجدد إلى مراكز تدريب في محيط العاصمة”.
من جهته، قال مصدر في استطلاع القوات الحكومية في مأرب إن “حشوداً حوثية مسنودة بمعدات ثقيلة تصل إلى مختلف الجبهات مستغلة توقف الغارات الجوية”، مشيراً إلى أن “أكثر التعزيزات تصل إلى الجبهات الشمالية في منطقة العلمين (شرقي الحزم مركز محافظة الجوف)، وكذلك إلى الجبهات الجنوبية”.
وأضاف: “بناء على التحركات الحوثية فإن الميليشيا لن تستمر طويلاً في الالتزام الصوري بالهدنة، وستبدأ بشن هجمات، خاصة بالجبهات الشمالية وتحديداً منطقة العلم التي حاولت إحداث اختراق فيها في المرات السابقة وفشلت، إضافة إلى الجبهات الجنوبية” التي تسعى من خلالها لتطويق مدينة مأرب.
وتحاول الجماعة من خلال الهجمات التي تشنها في منطقة العلم، التقدم باتجاه الطريق الدولي الذي يربط مأرب بحضرموت ومنفذ الوديعة بين اليمن والسعودية لقطع الطريق وإطباق الحصار على مأرب، إضافة إلى التقدم باتجاه حقول صافر النفطية وأهم ثروات البلاد.
وقال المصدر العسكري: “الحرب قادمة سواء من شمال المحافظة أو جنوبها، لم نعرف عن الحوثي أنه التزم بهدنة من قبل، وهذه الفترة هي للاستعداد وحشد المزيد من المقاتلين، ومصير هذه الهدنة مثل سابقاتها”. وأضاف: “لا نتمناها، لكن إذا حلت سنكون مستعدين لها بالطبع”.
هدنة يمنية ناجحة رغم هشاشتها
وكانت جبهات مأرب قد شهدت هدوءاً نسبياً خلال الشهر الحالي، عقب إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ في 2 إبريل الحالي عن موافقة أطراف الصراع على هدنة إنسانية لمدة شهرين، تتضمّن وقفاً لكل الأعمال العسكرية، فضلاً عن رفع جزئي للحظر المفروض من التحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وكذلك فتح المعابر في مدينة تعز الواقعة تحت حصار الحوثيين منذ بداية الحرب.
ونجحت الهدنة، التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بـ”الهشة”، في تخفيف الأعمال العدائية إلى حد كبير، مع توقف الغارات الجوية والهجمات الحوثية على الأراضي السعودية، إضافة إلى دخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، ما مثّل أبرز مكاسب الهدنة. غير أن بقية البنود الخاصة بمطار صنعاء ومعابر تعز ما تزال متعثرة ويدور بشأنها جدل كبير.
وكانت جماعة الحوثي قد بدأت مطلع عام 2020 بتنفيذ عملية عسكرية واسعة من جبال نهم شرقي صنعاء، بهدف السيطرة على محافظة مأرب الوازنة في الصراع باعتبارها أهم معاقل الحكومة المعترف بها، وحققت نجاحاً ملحوظاً بوصولها إلى أطراف المدينة وتطويقها فيما يشبه الهلال من ثلاث جهات. غير أن المعارك بالقرب من المدينة باتت مكلفة للغاية وعجزت الجماعة عن التقدم فيها إلى حد كبير.
المصدر: العربي الجديد

موضوعات تهمك:

طرائق الاستثمار خلف حرب المسيّرات الحوثية ـ الإماراتية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة