يثير الجانب الصهيوني شهية بعض الدول العربية والإسلامية ليكون لها دور أكبر في القدس ليثير حساسية الأردن!
التحركات الأردنية لم تكن محل ترحيب الجانب الصهيوني وهاجم العديد من سياسييه وإعلامييه الموقف الأردني وتصريحات الخصاونة.
التناغم بين الموقف الرسمي الأردني والمقدسيين والمرابطين وشعب فلسطين بالضفة وأراضي 1948 هو الضامن الحقيقي للرد على المطامع الصهيونية.
حرص الأردن في كل اللقاءات على تأكيد الوصاية على المقدسات، والجانب الصهيوني عندما ينزعج من الدور الأردني يمارس لعبته المفضلة “فرق تسد”.
العامل الأساسي في تراجعات الاحتلال في الأقصى يعود لشعب فلسطين وفي قلبه المقدسيون والمرابطون فهم العدة الحقيقية لمواجهة المطامع الصهيونية بالأقصى والمقدسات بالقدس.
* * *
بعد أقل من ثلاثة أيام من اجتماع في عمان للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، عقدت قمة ثلاثية في القاهرة جمعت الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تناولت الأوضاع في القدس المحتلة.
الاجتماع الوزاري والقمة الثلاثية تأتي بعد توتر شديد شهدته المدينة المقدسة، وبعد تحرك أردني نشط وفاعل قاده الملك من غرفة علاجه في ألمانيا واستكمله في عمان، وبعد تصريحات مثيرة لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة رد فيها على رئيس حكومة الاحتلال مستنكرا.
التحركات الأردنية لم تكن محل ترحيب من الجانب الصهيوني، وهاجم العديد من السياسيين والإعلاميين الموقف الأردني وتصريحات الخصاونة. فيما غمز البعض من جهة الموقف الأردني، والبعض الآخر أرسل تهديدات مبطنة.
تعهدت الدول الثلاث بأنها “لن تدخر جهداً في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات”.
الأردن حريص في كل مثل تلك اللقاءات على تأكيد وصايته على المقدسات، والجانب الصهيوني عندما ينزعج من الدور الأردني يمارس لعبته المفضلة “فرق تسد”؛ حيث يثير شهية بعض الدول العربية والإسلامية ليكون لها دور أكبر في القدس ليثير حساسية الأردن.
يجب أن نعترف أن العامل الأساسي في التراجعات الصهيونية الأخيرة فيما يتعلق بالأقصى يعود للشعب الفلسطيني وفي قلبه المقدسيون والمرابطون؛ وهؤلاء هم العدة الحقيقية لمواجهة أي مطامع صهيونية تجاه المسجد الأقصى والمقدسات في القدس.
والتناغم هنا بين الموقف الرسمي الأردني ومواقف المقدسيين والمرابطين والشعب الفلسطيني خصوصا داخل الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 هو الضامن الحقيقي والقوي للرد على تلك المطامع الصهيونية. والعكس لا قدر الله سيكون المستفيد الوحيد منه هو الجانب الصهيوني.
اكتسب الموقف الأردني ثقة المقدسيين والمرابطين، في حين يلمس المراقبون حساسية وتوجسًا لديهم من أدوار أطراف أخرى في القدس، ما قد يؤثر في منسوب الثقة بالجانب الأردني.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: