غيض من فيض من سيل الوقاحات الصهيوني تجاه الأردن؛ ملكا وحكومة وشعبا.
ما يثير الدهشة استغراب المسؤولين والإعلام الصهيوني من ردة الفعل الأردنية رسميا وشعبيا مما يجري في القدس المحتلة.
كشف رد خارجية العدو ما كنا نقوله من أن مفهومهم للهدوء ورمضان آمن هو أن يكون آمنًا للمتطرفين والمستوطنين لاقتحام المسجد بكل حرية وأمان.
الخارجية الصهيونية تقول إن استدعاء نائب سفيرها وتصريحات الخارجية الأردنية، “تقوض جهود إحلال السلام في القدس”، طبعا السلام على مقاس الصهاينة والمتطرفين اليهود!
تستكثر سمدار بيري على الشعب الأردني أن ينتفض نصرة لفلسطين والمسجد الأقصى، وترى أن السلطات هي التي دفعت الناس للاحتجاج كـ”نوع من التنفيس من مواضيع أخرى”.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
أكثر ما يثير الدهشة والاستغراب هو استغراب المسؤولين والإعلام الصهيوني من ردة الفعل الأردنية رسميا وشعبيا مما يجري في القدس المحتلة.
الخارجية الصهيوني تدرس الرد على الأردن، وتقول إن استدعاء نائب السفير الإسرائيلي، وتصريحات الخارجية الأردنية، “تقوض جهود إحلال السلام في القدس”. طبعا السلام على مقاس الصهاينة والمتطرفين اليهود!!
وحسب موقع “واينت” العبري، فإن مسؤولين صهاينة “يتوقعون من الأردن تهدئة الأجواء، واحترام قدسية العيد لجميع الشعوب”.
يستكثر الصهاينة على الأردن أن يتخذ موقفا حازما مما يجري في القدس، وقد كشف رد خارجيتهم ما كنا نقوله من أن مفهومهم للهدوء ورمضان آمن هو أن يكون آمنًا للمتطرفين والمستوطنين لاقتحام المسجد بكل حرية وأمان.
تقول الخارجية الصهيونية إن تصريحات الخارجية الأردنية التي تدين الاقتحامات الصهيونية “تقوض جهود إحلال السلام في القدس، وتعطي زخما لمن ينتهك حرمة الأعياد ويلجأ إلى العنف الذي يعرض أرواح المواطنين المسلمين واليهود، على حد سواء، إلى الخطر”.
ضعوا خطًّا تحت “يعرض أرواح المواطنين المسلمين واليهود للخطر”؛ إنها محاولة خبيثة للمساواة في الحق بالعبادة بين المسلمين واليهود في المسجد.
الإعلام الصهيوني لم يقصر كذلك بالوقاحة، وإليكم هذا النموذج.
الصحفية التي تعرف بأنها متخصصة بالشؤون العربية، وهي بالمناسبة تعرف ممرات مقرات الحكم في بعض البلدان العربية أكثر من مواطنيها العرب وصحفييها البؤساء.
تكتب سمدار بيري افتتاحية صحيفة “يديعوت أحرنوت”، وهي تجزم أن الأردن لن يقطع علاقاته مع الكيان الصهيوني.
تستكثر بيري على رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن يصرح تصريحا ناريا حول المسجد الأقصى، وتقول: “أعرف الخصاونة لسنوات طويلة. فقد اتخذ في نظري دومًا صورة الرجل المثقف، المنفتح، الموضوعي. كما أنه عندما تسلم منصب رئيس الوزراء لم يغير سلوكه. تصريحه القاسي ضد إسرائيل تسبب للحظة واحدة بالعجب عندنا”.
تستكثر بيري على الشعب الأردني أن ينتفض نصرة لفلسطين والمسجد الأقصى، وترى أن السلطات هي التي دفعت الناس للاحتجاج كـ”نوع من التنفيس من مواضيع أخرى”. كذلك تستكثر على مجلس النواب أن يوقع مذكرة لطرد السفير الصهيوني، وتعتبر ذلك أيضا لعبة من السلطات لمزيد من التنفيس.
تستكثر أيضا تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي، بل تذهب بعيدا في اللمز والغمز من قناته وتقول: استدعى الصفدي السفير الإسرائيلي كي ينقل رسالة احتجاج حادة. غير أنه بدلا من السفير، وجد الصفدي نفسه يجلس مع المفوض الإسرائيلي سامي أبو جنب.
الاثنان، الموبخ الأردني والدبلوماسي الإسرائيلي، هما من أبناء الطائفة الدرزية، يجتمعان للبحث في الوضع في المسجد المقدس لأبناء الطائفة الاسلامية”!!
وتتواصل الوقاحة حين تستكثر على الملك أن يهتم بما يحدث بالأقصى، وتزعم أن القصر الملكي في غضبته يحاول لفت الانتباه عن قضية الأمير حمزة، وقضية الحسابات البنكية في بنك “كريدي سويس”!!
ولا تنسى الصحفية التي تستقبل بحفاوة في الأردن، وتلتقي مسؤولين كباراً أن ترسل تهديدًا مبطنًا: “ينبغي أن لا ينسى الأردن أنه يتلقى كميات زائدة من مياه الشرب والزراعة من إسرائيل، تتجاوز الاتفاق. كما أن إسرائيل أوضحت بأنها ستعمل على استئناف نقل البضائع والمنتجات إلى مناطق السلطة الفلسطينية”.
هذا غيض من فيض من سيل الوقاحات الصهيوني تجاه الأردن؛ ملكا وحكومة وشعبا.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: