كثف عباس اتصالاته بدول الجوار وقوى إقليمية ومنها روسيا فأجرى مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الروسي بوتين تناول فيه التصعيد الإسرائيلي في رام الله.
اتصال عباس ببوتين حمل رسالة للاتحاد الأوروبي أكثر من الكيان الصهيوني وأوحى بارتباك أجندة السلطة الفلسطينية في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي.
أجندة “السلطة” المرتبكة تبتعد تارة وتقترب أخرى من ميدان المواجهة بالقدس ومحيطها لكنها تبقى في ذات المربع الذي أفقدها فاعليتها؛ أي: مربع الانتظار!
الاتحاد الأوروبي أعاق المساعدات والمنح للسلطة حتى تحديد موقف أوضح من حملة بوتين بأوكرانيا إلى جانب مطالبته بوقف رواتب الأسرى والمعتقلين وأسر الشهداء.
السلطة الفلسطينية مرتبكة تتجنب التنسيق مع القوى الوطنية في غزة وحشد القوى داخل الضفة والقطاع والداخل المحتل وصولا لاشتباك يربك الاحتلال وائتلافه الحاكم الهش.
* * *
بعد موجة من الانتقادات التي تبعت إلغاء الرئيس محمود عباس اجتماعا طارئا لمنظمة التحرير، تصدر الرئيس محمود عباس المشهد وبدون سابق إنذار.
الرئيس عباس كثف اتصالاته مع دول الجوار والقوى الإقليمية، ومن ضمنها روسيا، ليجري مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناول فيه التصعيد الاسرائيلي في رام الله.
اتصالٌ حمل رسائل إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من كونه رسالة إلى الكيان الصهيوني، وقادة الائتلاف الحاكم الثلاثي (لبيد؛ بينيت؛ غانتس)، فالاتصال بالرئيس بوتين أوحى بوجود أجندة مرتبكة للسلطة الفلسطينية للتعامل مع التصعيد الإسرائيلي.
فالاتحاد الأوروبي أعاق تقديم المساعدات والمنح للسلطة إلى حين تحديد موقف اكثر وضوحا من حملة بوتين في أوكرانيا، إلى جانب مطالبته بوقف رواتب الأسرى والمعتقلين وأسر الشهداء.
مساومةٌ لا يُتوقع أن يكون لها أثر ميداني في الأقصى والضفة؛ فبوتين لن يرسل السلاح إلى الفلسطينيين أسوة بالأمريكان والأوروبيين في أوكرانيا.
النتائج المرجوة من الاتصالات لم تتضح بعد، فالاقتحامات الإسرائيلية ما زالت متواصلة على قدم وساق للمسجد الأقصى، سواء في جولة الصباح أم المساء.
والاحتلال لم تردعه الإدانات والتحركات العربية، ولم توقفه اتصالات الرئيس عباس بالرئيس بوتين؛ فالاحتلال ما زال ماضيًا في الاقتحامات اليومية، ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف.
والاجتماع الطارئ لقيادة منظمة التحرير في ظل هذه العاصفة الرملية من المواقف والتصريحات والاتصالات الغامضة المعدومة الأفق خيار فقد مغزاه!
فأجندة السلطة في رام الله مرتبكة، تتجنب التنسيق مع القوى الوطنية في قطاع غزة، وحشد القوى داخل الضفة والقطاع والداخل المحتل عام 48، وصولا الى اشتباك يربك الاحتلال وائتلافه الحاكم الهش، وهو تحرك لم تلجأ له السلطة في رام الله حتى اللحظة، ولا يُتوقع أن تلجأ إليه.
ختامًا.. الاتصالات الخارجية بالتواصل مع روسيا، وانتظار رد الفعل الأوروبي؛ أملا بإعادة فتح القنوات مع السلطة في رام الله، واستئناف الدعم الاقتصادي، كشف عن أجندة “السلطة” المرتبكة التي تبتعد تارة، وتقترب تارة أخرى من ميدان المواجهة في القدس ومحيطها.
لكنها تبقى في ذات المربع الذي أفقدها فاعليتها؛ أي: مربع الانتظار، إلا إذا كان الهدف من الاتصال مع بوتين إعادة تسليح منظمة التحرير في الضفة الغربية!
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: