فلسطينية.. دلالات التصعيد وجهود التهدئة

محمود زين الدين18 أبريل 2022آخر تحديث :
التهدئة

قدرة شعب فلسطين على الفعل بشكل أربك الاستراتيجية الاسرائيلية، وأفقدها قيمتها وقدرتها على التحكم في مدخلات الصراع ومخرجاته.
ارتفعت كلفة التصعيد السياسية والأمنية بشكل غير مسبوق غلى الاحتلال ما جعل الإصرار على استراتيجية التصعيد مغامرة مدمرة مرهونة برد المقاومة.
تحولات بيئية وتطورات جيوسياسية متوقعة بالأراضي الفلسطينية أفقدت الكيان الصهيوني يقينه في إدارة الصراع مع تراكم قوة المقاومة في غزة والفعل المقاوم بالقدس والضفة وعزز مكانة المقاومة ودورها كفاعل سياسي وأمر واقع.
أظهرت التحركات الإقليمية الدولية انتقال مركز الثقل والتأثير وصنع القرار في الأراضي الفلسطينية نحو الفاعل الأساسي ممثلاً بالمقاومة الفلسطينية.
كشفت الاتصالات نجاح المقاومة في تأكيد الترابط بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ووحدة الوطن، ناسفة بذلك مفاهيم لطالما روّج لها الاحتلال وأنصاره.
* * *

بقلم: حازم عياد
كثفت الاتصالات في الساعات الأخيرة لخفض التصعيد والتهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ تجنبا لتصعيد يقود إلى مواجهة شاملة تنخرط فيها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع الاحتلال الإسرائيلي.
المواجهة الغسكرية ارتفعت فرصها، واحتمالاتها بعد الاقتحام الهمجي لقوات الاحتلال لباحات الأقصى ومسجده القبلي فجر يوم الجمعة؛ فاتحة الباب لانفجار الأوضاع داخل الضفة الغربية، وامتدادها إلى الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48.
الأنظار مباشرة اتجهت إلى حركة حماس وغرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة بعد التصعيد الإسرائيلي، فقطاع غزة بات العنوان الرئيس للوسطاء الإقليميين والدوليين.
الاتصالات مع قيادات المقاومة الفلسطينية لم تقتصر على الوسطاء الأمنيين في مصر والدول العربية المجاورة؛ إذ امتدت إلى مستويات سياسية غير معهودة، كوزير الخارجية القطري والعماني والإيراني، إلى جانب المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الذي اتصل برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، للبحث في شروط وسبل التهدئة وخفض التصعيد.
التحركات الإقليمية الدولية أشارت بوضوح إلى انتقال مركز الثقل والتأثير وصنع القرار في الأراضي الفلسطينية نحو الفاعل الأساسي ممثلاً بالمقاومة الفلسطينية، كما كشفت عن نجاح المقاومة في تأكيد الترابط بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ووحدة الوطن، ناسفة بذلك مفاهيم لطالما روّج لها الاحتلال ومن يناصره حول انقسام الفلسطينيين، وانفصال وتضارب المسارات السياسية والأمنية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية؛ نجاحٌ سُجل مبكرا للشعب المقاوم في الضفة والقطاع والقدس وأراضي 1948.
هواجس الاحتلال في انهيار الائتلاف الحاكم الإسرائيلي تضاعفت في ظل حركية التصعيد التي صنعها، والظروف الدولية غير المريحة المتولدة عن أزمة أوكرانيا؛ التي كان آخر مظاهرها التوتر بين الكيان الإسرائيلي والاتحاد الروسي؛ الناتج عن موقف الكيان الإسرائيلي الداعم لتجميد عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
كلفة التصعيد السياسية والأمنية ارتفعت على نحو غير مسبوق بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ما جعل من الإصرار على استراتيجية التصعيد مغامرة مدمرة مرهونة برد المقاومة الفلسطينية وقدرة شعب فلسطين على الفعل بشكل أربك الاستراتيجية الإسرائيلية، وأفقدها قيمتها وقدرتها على التحكم في مدخلات الصراع ومخرجاته.
ختاما.. تحولات بيئية وتطورات جيوسياسية متوقعة في الأراضي الفلسطينية؛ أفقدت الكيان الصهيوني اليقين الذي اعتاد عليه في إدارة الصراع، في ظل تراكم القوة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتراكم الفعل المقاوم في القدس والضفة الغربية، وعزز من مكانة المقاومة الفلسطينية، ودورها كفاعل سياسي معترف به كأمر واقع، وهو أحد أهم الإنجازات لمواجهة لم تنتهِ فصولها بعد.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

معركة الأقصى: استيطان المقدّسات الفلسطينية!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة