حصل المعارض المصري اليساري البارز علاء عبدالفتاح (40 عاما) على الجنسية البريطانية، وفقًا ما أعلنته أسرته في وقت سابق باكر صباح الثلاثاء، في الوقت الذي يقضي فيها حكمًا بالسجن خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة للمرة الثانية بعد أن قضى 5 سنوات سابقة في السجن حتى عام 2019.
وقالت عائلة علاء عبدالفتاح أنه وشقيقتيه ومنى وسناء حصلوا على الجنسية البريطانية من خلال والدتهم أستاذ الرياضيات بجامعة القاهرة ليلى سويف التي وصدت في العاصمة البريطانية لندن في مايو عام 1956.
علاء عبدالفتاح ومخرج المحنة المستحيلة
علاء أحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في مصر وأبرز وجوه ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وقد تم سجنه عدة مرات خلال فترة حكم مبارك، كما يعتبر علاء أحد أبرز المعارضين للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي وقد تم اعتقاله في عام 2013 وحوكم بتهمة التجمهر والاحتجاج ليتلقى حكمًا بالسجن خمس سنوات مع الخضوع لرقابة مشددة من الشرطة خمس سنوات، وبعد الإفراج عنه أجبر على المبيت لـ12 ساعة في قسم الشرطة كفترة مراقبته، عام 2019 لكن بعد أشهر قليلة أعادت السلطات اعتقاله ليظل رهن الحبس الاحتياطي لنحو عامين ولا يزال قيد الاعتقال وقد تم إصدار حكمًا ضده بالسجن خمس سنوات أخرى بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وهي تهمة تطال المعارضين السياسيين.
في بيان الأسرة قالت أنها طلبت جواز السفر البريطاني لنجلها علاء ليكون مخرجًا له من محنته المستحيلة في إشارة إلى إمكانية إطلاق سراحه بضغط بريطاني وأوروبي بعد هذا التطور، حيث عادة ما تفرج السلطات المصرية عن المصريين الحاصلين على جنسيات أجنبية بعد أشهر أو ربما سنوات من سجنهم، وتقرر إبعادهم للدول التي تضغط من أجل إطلاق سراحهم، وسبق أن كانت أمثلة تعرضت لتلك المواقف مثل محمد سلطان الذي أطلق سراحه بعد سنوات بسبب جنسيته الأمريكية وأبعد، كما أن السلطات قد تساوم المعتقلين بالتنازل عن جنسياتهم مقابل إطلاق سراحهم، مثلما حدث مع الناشط رامي شعث مؤسس حركة مقاطعة إسرائيل، الذي أفرج عنه بعد أن تمت مساومته على التنازل عن جنسيته المصرية ثم أبعد إلى الأردن يناير الماضي.
وقبل 10 أيام بدأ علاء عبدالفتاح إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله وعلى انتهاكات بحقه تعرض لها في سجنه، بينما تقول أسرته أنه محتجز في زنزانة لا تصلها أشعة الشمس لعامين ونصف العام ومحروم من الكتب والتريض والزيارة العادية، بعد إدانته بمحاكمة غير عادلة، كما عانى من سوء المعاملة وانتهاكات أسوأ ضد زملائه السجناء.
وأكدت الأسرة أنها لم تتخذ قرار الخطوة بالحصول على الجنسية البريطانية حتى عام 2019 حيث قال بيان الأسرة: “اضطرتنا الظروف لإطلاق خيالنا ومحاولة التفكير في أي وسيلة قد تبدو مستحيلة للخروج من سجون السيسي التي ترفض إطلاق سراح أسرتنا، وبالأخص سراح علاء”.
وأضاف بيان منى وسناء شقيقتي علاء عبدالفتاح: “صفته مواطنا بريطانيا، يطالب عبد الفتاح بزيارات قنصلية بريطانية في محبسه والتواصل مع محامين في بريطانيا حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات أمام القضاء البريطاني الخاصة بما تعرض له من انتهاكات وبكافة الجرائم ضد الانسانية على مدار سنين حبسه”.
وقال محامي الأسرة دانييل فورنر وهو بريطاني لوكالة أسوشيتد برس أن علاء عبدالفتاح مواطن بريطاني محتجز بشكل غير قانوني وفي ظروف مروعة، لمجرد ممارسته حقه الأساسي في التعبير السلمي وتكوين الجمعيات.
من جهته قال متحدث باسم الخارجية البريطانية أنه تم طلب زيارة قنصلية لمواطن بريطاني، لكن دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، مما زاد التأكيد على أن الزيارة تخص الناشط علاء عبدالفتاح في محبسه بسجن العقرب سيئ السمعة.
وشهدت الساعات الماضية تعليقات واسعة من نشطاء مصريون ومنشورات رحبوا خلالها بالخطوة معتبرين أن أي منفذ للإفراج عن علاء وزملائه في السجن مباح ولا يجب التأخير في اتخاذ الخطوات التي من شانها تعطي الناس حقها في الحياة، في إشارة لمعتقلي الرأي.
موضوعات تهمك:
ايمن هدهود بين التعذيب ومستشفى الأمراض العقلية: مصريون غاضبون وخائفون