عندما حذر باحثون أمريكيون من غلبة روسيا في اوكرانيا!

محمود زين الدين14 مارس 2022آخر تحديث :
روسيا

خيار زيادة إنتاج النفط ضمن الخيارات الأكثر إيذاء لروسيا، والأقل تكلفة على أمريكا.

تقديرات بوتين بعدم التدخل العسكري الغربي والاقتصار على العقوبات كانت صحيحة، فالكرملين إذن اتخذ هذا القرار بملء إرادته ولم يغرر به!

«رغم نقاط الضعف والقلق هذه، لا تزال روسيا دولة قوية، ولا تزال قادرة على أن تكون منافسا للولايات المتحدة في عدد قليل من المجالات الرئيسية».

أكثر نقاط الضعف في روسيا هو اقتصادها الصغير نسبيا، المعتمد على صادرات الطاقة، وأكثر نقاط القوة هو آلتها العسكرية وحرب المعلومات.

«عمليات انتشار الناتو واسعة النطاق على حدود روسيا ستزيد خطر نشوب صراع مع روسيا، لا سيما إذا اعتبرت أنها تتحدى موقف روسيا شرق أوكرانيا أو بيلاروسيا أو القوقاز».

الصراع في أوكرانيا إن اندلع «فسيكون لروسيا فيها ميزات كبيرة بسبب القرب» ونشر قوات الناتو على حدود روسيا يشكل أعلى مخاطر على أمريكا وفق جدول مطول لتقديرات الفوائد والكلفة لكل خيار.

* * *

بقلم: وائل عصام

ما زال الكثير من المعلقين يروجون لفكرة أن حرب أوكرانيا «مكيدة» و«فخ» صنعته أمريكا لاستهداف روسيا، وأنها «خطة» محكمة أعدها الغرب لموسكو، مذكرين بحادثة احتلال العراق للكويت، رغم الاختلاف الكبير بين الحالتين.
وكأن روسيا وقعت في حرب أوكرانيا فجأة، وليست أزمة تتدحرج مثل كرة الثلج منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وتعتبرها موسكو مصدر تهديد لأمنها القومي، إذا ما اقتربت من الناتو والغرب.
ومن الواضح أن بوتين عندما دخل هذه الحرب كان مستعدا إلى حد كبير لكل العواقب، كما أن تقديراته بعدم التدخل العسكري الغربي والاقتصار على العقوبات كانت صحيحة، فالكرملين إذن اتخذ هذا القرار بملء إرادته ولم يغرر به.
ولو اطلعنا على تقرير أمريكي مهم صدر قبل ثلاثة أعوام، عن مؤسسة راند البحثية الأمريكية، وثيقة الصلة بالإدارات الأمريكية، لوجدنا أن مجموعة من الباحثين الأمريكيين، أعدوا دراسة مفصلة عن أساليب وخيارات مواجهة التوسع الروسي، اللاعنفية، أي الخيارات الاقتصادية والتعاون مع الحلفاء، وصولا للعقوبات، وتكلفة كل من هذه الأساليب على الولايات المتحدة.
ولعل اللافت في هذه الدراسة أنها تقر بأن الصراع في أوكرانيا إن اندلع «فسيكون لروسيا فيها ميزات كبيرة بسبب القرب» كما أن الدراسة تعتبر أن نشر قوات الناتو على حدود روسيا، قد يشكل في محصلته أعلى مخاطر على الولايات المتحدة، حسب جدول مطول لتقديرات الفوائد والكلفة لكل خيار.
يبدأ التقرير بالقول المأثور إن «روسيا ليست بهذه القوة ولا بالضعف كما تبدو» وإنه «رغم نقاط الضعف والقلق هذه، لا تزال روسيا دولة قوية، ولا تزال قادرة على أن تكون منافسا للولايات المتحدة في عدد قليل من المجالات الرئيسية».
ويعتقد معدو التقرير أن أكثر نقاط الضعف في روسيا هو اقتصادها الصغير نسبيا، المعتمد على صادرات الطاقة، وأكثر نقاط القوة هو آلتها العسكرية وحرب المعلومات.
وبالتالي يضع التقرير خيار زيادة إنتاج النفط ضمن الخيارات الأكثر إيذاء لروسيا، والأقل تكلفة على أمريكا:
«قد يؤدي توسيع إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة إلى إجهاد الاقتصاد الروسي، ما قد يقيد ميزانيتها الحكومية، وبالتالي إنفاقها الدفاعي. من خلال تبني سياسات توسع العرض العالمي وتخفيض الأسعار العالمية، يمكن للولايات المتحدة أن تحد من الإيرادات الروسية. يؤدي القيام بذلك إلى القليل من التكلفة أو المخاطرة»
كما يتحدث هنا عن العقوبات التجارية فيقول الباحثون، إنه «من المرجح أيضا أن يؤدي فرض عقوبات تجارية ومالية أعمق إلى تدهور الاقتصاد الروسي، خاصة إذا كانت هذه العقوبات شاملة ومتعددة الأطراف».
ويأتي الذكر الوحيد لأوكرانيا في التقرير من خلال تحذير من التورط في صراع تكون الكفة الراجحة فيه لروسيا، فيقول «تقديم مساعدة مميتة لأوكرانيا من شأنه أن يستغل أكبر نقاط الضعف الخارجية لروسيا، لكن أي زيادة في الأسلحة العسكرية الأمريكية والمشورة لأوكرانيا، يجب أن يتم ضبطها بعناية لزيادة التكاليف التي تتحملها روسيا للحفاظ على التزامها الحالي، من دون إثارة صراع أوسع بكثير يكون لروسيا فيه، بسبب القرب، مزايا كبيرة».
وكذلك ينظر الأمريكيون إلى آسيا الوسطى كدائرة مقفلة للمصالح الروسية، من الصعب والمكلف مواجهة موسكو في هذا الملعب: «سيكون الحد من النفوذ الروسي في آسيا الوسطى صعبا للغاية وقد يكون مكلفا».
وعند الحديث عن توسع قوات الناتو قرب حدود روسيا كما تخشى موسكو، يقول الباحثون إن «عمليات الانتشار واسعة النطاق على حدود روسيا، ستزيد من خطر نشوب صراع مع روسيا، لا سيما إذا نُظر إليها على أنها تتحدى موقف روسيا في شرق أوكرانيا، أو بيلاروسيا أو القوقاز».

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني
المصدر| القدس العربي

موضوعات تهمك:

بعد تفعيل “قوة الرد” لأول مرة.. هل يقترب الصدام العسكري بين الناتو وروسيا؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة