أمريكا قلقة من تحول العملة الرقمية لبديل واقعي للدولار الذي يواجه ضغوطًا تضخمية قوية.
سلاح العقوبات الأمريكي أصبح تهديدا يعيق النمو العالمي والتعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.
الدولار مهدد بفقدان مركزه عالميًّا بصعود مراكز مالية جديدة كاليوان وعملات رقمية أمرٌ تسعى الإدارة الأمريكية لتجنبه بالسيطرة على العملات الرقمية.
الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، ونظمه المالية مهددة نتيجة صعود الصين والصراع الدائر بأوكرانيا وأدوات ومراكز مالية خارج سيطرة الفيدرالي الأمريكي.
النظام الدولي بات أكثر تعددية مما نظن باليوان الصيني والعملات الرقمية والنفط الروسي الذي هدد بتحويل أوكرانيا لمعركة الدولار الأخيرة دفاعا عن مركزه عالميًّا.
مخاوف من تحول العملة الرقمية بديلا تلجأ اليه الدول لتبادل السلع وعلى رأسها النفط هروبًا من عقوبات أمريكا وقيود تفرضها على الدول بفعل الصراع في أوكرانيا.
* * *
بقلم: حازم عياد
وقع الرئيس الامريكي جو بايدن يوم امس الاربعاء أمرًا تنفيذيا لتقييم مخاطر وفوائد إنشاء دولار رقمي للبنك المركزي الأمريكي، ناقلًا معركة أوكرانيا الى ساحة جديدة؛ فالحافز الأساس لقرار بايدن جاء للحيلولة دون نقل روسيا نشاطها التجاري الى العالم الافتراضي، بعيدًا عن سيطرة البنك الفيدرالي الأمريكي، ونظام سويفت للتحويل المالي.
مرسوم بايدن تضمن – بحسب البيت الأبيض – طلبًا من وزارة الخزانة ووزارة التجارة والوكالات الرئيسية الأخرى إعداد تقارير حول الدولار الرقمي، والدور الذي ستلعبه العملات المشفرة مستقبلًا؛ فالقلق في امريكا كبير من انتقال مركز الثقل إلى العالم الافتراضي، وليس فقط الى الصين.
المسؤولون بالإدارة الامريكية حددوا دوافع بايدن بالقول إن “الإشراف الواسع النطاق على سوق العملات الرقمية الذي تجاوز 3 تريليونات دولار في نوفمبر الماضي، ضروري لضمان الأمن القومي الأمريكي، والاستقرار المالي، والقدرة التنافسية للولايات المتحدة، ودرء التهديد المتزايد للجرائم الإلكترونية”.
فأمريكا قلقة من تحول العملة الرقمية الى بديل واقعي للدولار الامريكي الذي يواجه ضغوطًا تضخمية قوية، مقرونة بمخاوف من تحول العملة الرقمية الى بديل تلجأ اليه الدول لشراء وبيع السلع، وعلى رأسها النفط؛ هروبًا من العقوبات الأمريكية، والقيود التي تفرضها على الدول بفعل الصراع الدائر في أوكرانيا؛ فسلاح العقوبات الامريكي تحول الى تهديد يعيق النمو العالمي، وجهود التعافي الاقتصادي لما بعد جائحة كورونا.
الدولار بات مهددًا بفقدان مركزه عالميًّا؛ بفعل صعود مراكز مالية جديدة كاليوان والعملات الرقمية، أمرٌ تسعى الادارة الامريكية الى تجنبه من خلال فرض سيطرتها على سوق العملات الرقمية؛ فالقرار التنفيذي لبايدن جاء بمثابة اعتراف امريكي رسمي بأهمية العملات الرقمية، اذ رفع سعرها بعد سلسلة من النكسات التي واجهتها العملة عالميًّا بمقدار 150 مليار دولار، لتصبح ملاذًا محتملًا الى جانب الدولار في ظل الأزمة الاقتصادية المستعرة عالميًّا.
الهمينة الامريكية على الاقتصاد العالمي، ونظمه المالية باتت مهددة؛ نتيجة الصعود الصيني، والصراع الدائر في أوكرانيا، وتَخَلُّق أدوات ومراكز مالية بعيدًا عن سيطرة الفيدرالي الامريكي، حيث النظام الدولي بات أكثر تعددية مما نظن بوجود اليوان الصيني والعملات الرقمية، والنفط الروسي الذي هدد بتحويل أوكرانيا الى معركة الدولار الاخيرة للدفاع عن مركزه عالميًّا.
هل تنتصر أمريكا بمعركة العملات، وتسيطر على سوق العملات الرقمية المشفرة، أم أن قرارات بايدن ستعطي أثرًا عكسيًّا بتعزيز مكانة العملات المشفرة، وخروجها عن نطاق سيطرة الدولار، والاقتصاد الامريكي المثقل بالتضخم، والقرارات التشريعية المقيدة لعمله؟
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك: