أعلن بوتين تحديه للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بعد أن اعترف باستقلال المناطق الانفصالية في أوكرانيا وأطلق عملية عسكرية على أراضيها.
ظل الغرب ثمانية أعوام حين أعلن الانفصاليون جمهوريتيهم أحاديا يطلق تهديدات ازدادت حدتها قبل شهر حين حشدت روسيا قوات كبيرة على حدود أوكرانيا.
رد فعل الغرب باهت ولا يعكس النبرة الحادة ولغة التهديد التي كان يستخدمها قبل ذلك وإقدام بوتين على الخطوة يثبت أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها في العالم.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن تحديه للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، بعد أن اعترف باستقلال المناطق الانفصالية في أوكرانيا وأطلق عملية عسكرية على أراضيها.
بوتين مصرّ على إلحاق أوكرانيا بروسيا، وها هو مستمر بقضم مناطقها الواحدة تلو الأخرى، فبعد أن ابتلع شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا في عام 2014، ها هو بعد ثمانية أعوام يعترف باستقلال الإقليمين الأوكرانيين “دونيتسك” و”لوغانسك”، وهي خطوة تمهد لضمهما لاحقا كما حصل بجزيرة القرم.
الغرب الذي ظل طيلة ثمانية أعوام، حين أعلن الانفصاليون جمهورياتهم من جانب واحد، يطلق التهديدات التي ازدادت حدتها قبل شهر تقريبا حين حشدت روسيا قوات كبيرة على حدود أوكرانيا.
هدد الغرب بعقوبات قاسية، وترافق ذلك مع إمدادات كبيرة لكييف بالسلاح، كما عزز حلف الناتو قواته في شرق أوروبا، وبات المسرح مهيأ لحرب جديدة.
وبعد أن اعترف بوتين باستقلال تلك المناطق أمر قواته بدخولها “لحفظ السلام”، وقف الغرب عاجزا، ولم يف بتعهداته بإيقاع عقوبات قاسية وفورية، بل أخذ يتدارس الأمر.
بوتين وضع الغرب في مأزق، فهو لم يسيطر على كييف كما كانت التسريبات الغربية تتحدث، لكنه أدخل قواته لتلك المناطق بعد أن اعترف باستقلالها وبدأ عملية عسكرية، وهو بذلك لا يدخل أراضي أوكرانية ولا يغزو دولة أجنبية، بل دخل أراض بناء على طلب من سكانهما.
ردة الفعل الغربية كانت باهتة ولم تعكس النبرة الحادة ولغة التهديد التي كان يستخدمها قبل ذلك، وإن كان الوقت لا زال مبكرا على تقييم الوضع، إلا أن ما إقدام بوتين على هذه الخطوة يثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها في العالم.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك:
