لكن ماذا استفاد الوطن والمواطن من التلاعب والتدخل في تلك الانتخابات؟
خسر الوطن عندما انعدمت الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة مما لا يحتاج دليلا.
في بعض الانتخابات كان هناك تدخل رسمي فج وسافر لكن الحكومات ظلت تتحدث عن نزاهتها وحياديتها.
البعض لا يرى غضاضة في غياب الثقة بين المواطن والدولة، فهو أساسا لا يرى أن هناك مواطنون يستحقون أن تقدم لهم كشف إنجاز!
خسر المواطنون حين خسروا مؤسساتهم الوطنية وبلدياتهم، خسروا حين باتوا يعاملون من قبل من أتوا بالتلاعب والتزوير على أنهم لا يستحقون الخدمة.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
شهدت جميع الانتخابات النيابية والبلدية التي جرت منذ 1993، بعضها كناخب وبعضها كمراقب بصفتي الصحفية.
في بعض الانتخابات كان هناك تدخل رسمي فج وسافر، لكن الحكومات ظلت تتحدث عن نزاهتها وحياديتها.
في بعض الانتخابات كان الناس كلهم شهودا على تزويرها والتدخل فيها، خصوصا في الانتخابات البلدية، وكنت شاهدا على ذلك في انتخابات بلدية الزرقاء حيث كانت الباصات الخضراء والتصويت الأمي عنوانها.
لا زال بعض أولئك الذين أجبروا على الانتخاب بشكل أمي يجدونها غصة في حلوقهم.
لكن ماذا استفاد الوطن والمواطن من التلاعب والتدخل في تلك الانتخابات؟
قد يكون البعض قد حقق مآرب ومصالح شخصية، لكن الوطن وعموم المواطنين لم يستفيدو شيئا، بل كانوا هم الخاسر الأكبر والأبرز، رغم أن قاصري النظر اعتقدو أن جهة ما هي التي خسرت.
خسر الوطن عندما باتت الثقة معدومة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل أو تدليل.
البعض لا يرى أي غضاضة في غياب تلك الثقة، فهو أساسا لا يرى أن هناك مواطنون يستحقون أن تقدم لهم كشف إنجاز!
لكن ذوي البصيرة يعلمون مدى خطورة غياب الثقة بين المواطن ومؤسساته.
خسر المواطنون حين خسروا مؤسساتهم الوطنية وبلدياتهم، خسروا حين باتوا يعاملون من قبل من أتوا بالتلاعب والتزوير على أنهم لا يستحقون الخدمة.
قد لا يفهم كثير من المواطنين أنهم خسروا، لكنهم يصيحون ليل نهار من تغلغل الفساد والواسطة والمحسوبية، ويصيحون من سوء الخدمات وترديها، ويصيحون من تغول بعض الموظفين عليهم، ويصيحون من البطالة والفقر وعدم تكافؤ الفرص.
خسر الوطن وخسر المواطن، ولكن المصيبة أنه عندما يدرك غالبية المواطنين أنهم خسروا، نكون قد وصلنا إلى نقطة خطيرة وحرجة، وينطبق علينا المثل القائل “اللي قبّع قبّع واللي ربّع ربّع”!!
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك: