تصدر اسم الإعلامي المصري المثير للجدل ابراهيم عيسى محرك البحث جوجل، خلال اليومين الماضيين بعد أزمة تصريحاته، وإعلان النائب العام المستشار حمادة الصاوي بدء التحقيق في البلاغات التي قدمت ضده، مؤكدا أن النيابة ستعلن عن نتائج التحقيقات لاحقا.
أصل أزمة ابراهيم عيسى
في برنامجه حديث القاهرة الذي يبث على قناة القاهرة والناس، قال الإعلامي المصري المثير للجدل، أن 99 بالمائة من القص التي يرويها الشيوخ والدعاة كاذبة، لكن ذلك ليس ما أثار الجدل.
الجدل ثار عندما قال عيسى أن واقعة المعراج -معراج النبي محمد للسماء- عبارة عن قصة وهمية كاملة مؤكدا أنه لم يكن هناك معراجا وما ورد في القصة “وهمي تماما” وهو ما ورد في كتب السيرة والتاريخ، على حد قوله.
واضاف عيسى ان كتب الحديث قالت أنه لم يكن هناك معراجا وأن ما حدث قصة وهمية، مؤكدا ان المشايخ يقدمون أنصاف القصص وهو ما يترتب عليه أن تكون غير حقيقة، مشيرا إلى أن الحكايات الواردة عن المعراج دعائية وغير حقيقية وقصص وهمية اختلقها المشايخ وأن ما ذكر القصص التي تقول أن المعراج قصة حقيقية ولكنهم يتجاهلون الروايات التي تنفي حقيقة المعراج.
وأشار ابراهيم عيسى إلى أن المشايخ الناقلين لتلك القصص سلفيي الفكي يقدمون صوتا وحيدا للإسلام وقاصرين عن عرض وجهة نظرهم فقط ولا يسردون باقي آراء وروايات العلماء من الأشاعرة والمعتزلة ولا يقدمون الإسلام بشكل صحيح.
ابراهيم عيسى في مرمى الهجوم
أشخاص وهيئات عدة أصدرت تعليقاتها على ما تصريحات ابراهيم عيسى، ولعل أبرزهم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية الذي أكد أن “معجزة الإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد المتواترة والثابتة بنص القرأن في سورتي الإسراء والنجم وبأحاديث نبوية مطهرة في الصحيحين والسند والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة والتي انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور بما لا يدع مجالا لتشكيك طاعن أو تجريف مرجف”.
وأضاف البيان أن محاولات الطعن في صحابة الرسول والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بخير جيل من الأمة جرم محرم وجرأة مستهجنة ومرفوضة، واصفا إياها بالبائسة، وأنهم لا يقبلون المساس بجناب الرسول ولا أصحابه الذين قال الله عنهم: “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
لم يكن الأزهر من رد على ابراهيم عيسى فقط، ولكن المجلس الأعلى للغعلام أعلن إعداد تقرير بشأن ما أثير في برنامجه تمهيدا لعرضه على المجلس لاتخاذ إجراء قانون حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس، مطالبا بالابتعاد عن القضايا التي تثير الفتن في المجتمع حيث ينص كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها.
إلى جانب تلك المؤسسات صدرت تعليقات من شخصية فنية ومشهورة رفضت تصريحات ابراهيم عيسى ولعل أبرز من أثار الجدل الممثل مصطفى درويش الذي أعلن مقاطعة فيلم ابراهيم عيسى الجديد الذي يعمل به.
واتجه المحامي عمرو عبدالسلام ببلاغ للنائب العام اتهم عيسى باستغلال الدين في الترويج لأفكاره ومعتقداته “المتطرفة والمغلوطة الموجهة للجماهير قاصدا من ذلك خلق حالة من الاصطراب والفرقة والتشتت وفتنة العامة وتشكيكهم في معتقداتهم وثوابتهم الدينية دون امتلاكه لأي دليل أو سند صحيح قاصدا من ذلك إثارة الفتنة والإضرار بالأمن العام”، وبناءا عليه بدأت النيابة العامة التحقيق في تلك البلاغات.
ابراهيم عيسى المحب للجدل
مئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي علقوا على أزمة ابراهيم عيسى الجديدة، مهاجمين إياه حيث اعتبره البعض “معاديا للتعاليم الإسلامية والدين”، بينما طالب كثيرون بمنعه من الظهور الإعلامي.
لكن آخرون انتقدوا ابراهيم عيسى الذي يحب “الظهور وإثارة الجدل سواء في الفارغة أو الأشياء الهامة”، مطالبين باحترام حرية التعبير، وعدم المطالبة بمنعه أو حبسه، وانتقاد وتفنيد ما يقوله، أو حتى تجاهله خاصة وأنه لا يستند لأي قضية حقيقية وسبق أن أثار تلك القضية ولم يحدث بها أي جدل نظرا لأنه أثارها على قناة الحرة الأمريكية الناطقة بالعربية والتي لا تتمتع بنسبة مشاهدة مرتفعة من المصريين وكرر القضية ذاتها لينجح هذه المرة في إثارة الجدل.
موضوعات تهمك:
