كشف مجموعة من العلماء والباحثين، عن مدى اقتراب كوكب الأرض من يوم القيامة وذلك في العام الجديد 2022، في مؤتمر عقد افتراضيا أمس الخميس.
ما هي ساعة يوم القيامة
قبل 75 عاما أنشأ علماء من علماء الذرة والفلك الدوليين، ما يسمى بساعة القيامة من أجل التحذير من تدخل البشر في الأرض واقتراب نهايتها، على أيديهم، وذلك في العام 1947، حيث دعا العلماء في مجلس العلوم والأمن الأذري لاتخاذ إجراءات لإنقاذ البشرية.
وتداول علماء ساعة يوم القيامة أو ما يسمى “The Doomsday Clock”، وهي الساعة الافتراضية الرمزية لتذكر العالم بمدى الخطر المحيط بالكوكب، لكن تاريخ انشاءها عام 1947 كان خلال سباق التسليح النووي الذي دار بين الولايات المتحدة من جانب والاتحاد السوفيتي سابقا وقتها.
وقتها في عام 1947 بسبب التهديد النووي كانت الساعة الافتراضية ليوم القيامة، نشرت صورة على غلاف وقتها تشير إلى 7 ثوان حتى منتصف الليل وهو الوقت الذي تقوم فيه القيامة ويتدمر كل شئ في إشارة لمدى الخطر من التسلح النووي خلال عقود الحرب الباردة التي تلت ذلك، إلا أن وبعد تفجير أول قنبلة هيدرجينية عام 1953 إلى دقيقتين حتى منتصف الليل، لكن أكثر وقت كانت الأرض قريبة فيه من ساعة يوم القيامة كان في العام 2020 حيث نقلت عقارب ساعة النهاية الافتراضية إلى 100 ثانية حتى منتصف الليل أي أقل من دقيقتين، ثم عادت 2021 إلى دقيقتين.
أين العالم من يوم القيامة 2022
أفادت مناقشة العلماء من “Bulletin of the Atomic Scientists”، بأن الأرض أصبحت قريبة من النهاية أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من أنهم وضعوا عقارب الساعة عند 100 ثانية من منتصف الليل، إلا إنهم حذروا في الوقت نفسه من أن مخاطر تواجه البشرية حيث لا “نزال نتسكع عند عتبة الموت” بحسب راشيل برونسون المديرة التنفيذية للمجموعة العلمية.
تضيف برونسون، أن العالم يواجهه إلى جانب التهديدات الخطيرة المتعلقة بتغير المناخ ووباء كورونا، مما أدى إلى انتشار المعلومات الخاطئة والاستجابات غير الكافية من جانب الأنظمة والقادة إلى إعاقة تقدم العالم في معالجة تلك التحديات الخطيرة.
ولفتت إلى أن العام الماضي شهد العديد من النقاط المضيئة، والاتجاهات المزعجة، مع زيادة مرتفعة للمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، محملة إياها المسؤولية عن إعاقة التطور في محاربة انتشار وباء كورونا، ومواجهة تغير المناخ.
وأشار هانك جرين مقدم البرنامج الافتراضي، إلى أن العالم “اثبت في العامين الماضيين أن التحديات الكبيرة لا تجمع البشرية بالضرورة بما يكفي”.
عادة ما يتم التساؤل كل عام عندما يتم ضبط ساعة يوم القيامة او نهاية العالم، هل البشرية أكثر أمانا؟ أم لا تزال معرضة للخطر الأكبر هذا العام بالمقارنة بالعام الماضي، مع التأكيد على أهمية مواجهة التهديدات من صنع الإنسان والمخاطر النووية وتغير المناخ والتقنيات الأخرى بحسب برونسون.
وقال سسكون ساجان عضو مجلس الأمن والعلوم BAS، واستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، أن العام الماضي جلب عدد من التطورات الإيجابية في إدارة الأسلحة النووية حيث استأنفت روسيا وواشنطن الحوارات الدبلوماسية حول حدود الترسانات والحفاظ على الاستقرار النووي في كاليفورنيا، إلا أن العلاقات لا تزال متوترة، مشيرا إلى أنه مع قيام الصين وروسيا باختبار أسلحة جديدة مضادة للأقامة الصناعية وانتاج كوريا الشمالية لأسلحة نووية جديدة وتطوير صواريخ قصيرة المدى للأسلحة النووية وما زال التخزين النووي جاريا في الهند وباكستان وإسرائيل، فإن العالم سيواجه سباقات تسلح متعددة دون الحد من التسلح.
ساعة يوم القيامة الافتراضية، الأحدث، تعكس مدى انتشار وباء كورونا الذي تسبب مقتل 5 ملايين شخص حول العالم، مع 30 مليون وفاة غير معلنة، بحسب عضو مجلس إدارة المجموعة العلمية آشا جورج، المدير التنفيذي للجنة الحزبيين للدفاع البيولوجي.
وذكر عضو مجلس الإدارة سوزيت ماكيني ورئيس ومدير علوم الحياة في الشركة، أن المرض يستمر في الانتشار والتطور جزئيا لأن العديد من قادة العالم فشلوا في تطبيق إجراءات سريعة وموثوقة مثل التطعيم وارتداء الكمامات والذي من شأنه صد الانتشار السريع للمرض.
وأضاف ماكيني أنهم رأوا الحكومات في جميع أنحاء العالم تدرك التأثير الحقيقي لفشلها في الاستجابة بشكل مناسب للجائحة، لافتا إلى أن مئات الملايين من الحالات وملايين الوفيات تثبت هذا الفشل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المعلومات المغلوطة، أعاقت استخدام الأساليب العلمية في مواجهة العدوى، كما أعاقت عمل الأطباء ومسؤولي الصحة خاصة في فرض ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
كما تطرق المؤتمر حول قرب الأرض من ساعة يوم القيامة إلى الكوارث البيئية والمناخية، التي سيطرت على عناوين الأخبار العام الماضي، مع موجات من الحر والفيضانات وحرائق الغابات غير المسبوقة والمقترحات والإجراءات لتقليل استخدام الوقود الأحفوري واستبدالها بالبنية التحتية للطاقة المستدامة، التي سيكون من شأنها تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما يؤثر على زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
عضو مجلس الإدارة في المجموعة العلمية غير الربحية، ريموند بيريهمبرت، وأستاء الفيزياء بجامعة أكسفورد قال خلال المناقشة الافتراضية، انه في كل عام تستمر أنشطة البشر التي تزيد من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وهو ما يزيد من خسائر البشر من خلال استمرار تدمير النظام الإيكولوجي الناجمين عن اضطراب المناخ العالمي، بالتزامن مع وصول جائحة كورونا إلى ذروة غير مسبوقة لا يمكن التراجع حيالها، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن عقارب ساعة يوم القيامة لم تفلت من أيدي البشرية، مشيرا إلى أن التغيير الواسع في المناخ والوباء سيتطلب جهودا سياسية موحدة وتحولات سياسية عالمية مع اهمية المبادرات الفردية، بحسب تعبيره.
ويشير جرين إلى أنه إذا دفعك الفضول تجاه مشكلة وتمكنت من حلها أو جعلها أفضل، قليلا فإن آخرون قد يقدمون على الأمر ذاته بحل مشاكل هامشية أخرى، لكن في الوقت نفسه فإن أي إجراء يتم من خلاله إصلاح أي مشكلة بإجراء بسيط لا يعتقد أنه مؤثر، فإن هذا يعني أنه غير مؤثر فعلا.
موضوعات تهمك:
التغير المناخي يجبر الصين على دق ناقوس الخطر