قرار جريء اتخذته الحكومة مؤخرا بإعادة هيكلة الرسوم الجمركية وتخفيضها يُؤمل منه أن يشهد المواطنون موجة انخفاض للأسعار.
هناك يأس شديد وعدم ثقة لدى المواطنين فقد اعتادوا على أن السلع التي ترتفع أسعارها لا تنخفض أبدا إلا في حالات نادرة.
يقول مواطنون إن الذي سيستفيد من إعادة هيكلة الرسوم الجمركية هم كبار المستوردين والتجار الكبار، فيما لن يلمس المواطنون أو تجار التجزئة أي فرق!
الحيتان يتصرفون كالحكومة ويقتدون بها إذ تبادر برفع أسعار مشتقات النفط حال ارتفاعها عالميا فيما تتلكأ وتتحجج لعدم خفض أسعارها مع انخفاضها عالميا!
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
القرار الجريء الذي اتخذته الحكومة مؤخرا بإعادة هيكلة الرسوم الجمركية وتخفيضها يُتأمل فيه أن يشهد المواطنون موجة انخفاض للأسعار توازي على الأقل قيمة التخفيض. وخاصة أن معظم التخفيضات ستشمل تلك السلع القادمة من الصين وتركيا.
رئيس غرفة تجارة الأردن يقول إن المواطنين سيلاحظون فروقاً في السعر بعد شهرين تقريبا، وذلك لتعديل السوق والموازنة بين الموجود في المخزن والمعروض والمستورد من الخارج.
وهو ما أكده ممثل قطاع الألبسة والأحذية في الغرفة الذي قال إنّ انعكاس تخفيض الجمارك على الألبسة والأحذية والحقائب، سيظهر في بداية آذار المقبل، لوجود بضائع في السوق المحلية خاضعة للتعرفة القديمة.
دعونا ننتظر شهرين لنرى.
ومع ذلك فهناك يأس شديد وعدم ثقة لدى المواطنين؛ فقد اعتادوا على أن السلعة التي يرتفع سعرها لا تنخفض أبدا إلا في حالات نادرة. يقول مواطنون إن الذي سيستفيد من هذه الحركة هم كبار المستوردين والتجار الكبار، فيما لن يلمس المواطنون أو تجار التجزئة أي فرق!
ويقول آخرون إن الحيتان يتصرفون كالحكومة ويقتدون بها، وهي التي تبادر برفع أسعار المشتقات النفطية حال ارتفاعها عالميا، فيما تتلكأ وتجد الحجج في عدم تخفيض أسعارها توازيا مع انخفاضها عالميا!!
وهو ذاته مبدأ الحيتان الذي يسارعون إلى رفع الأسعار بمجرد زيادة التكاليف، لكنهم يتلكأون أو بالأحرى يرفضون تخفيضها إذا ما انخفضت التكاليف.
تقول الحكومة وعلى لسان رئيسها إن إعادة هيكلة التعرفة الجمركيَّة سيكون له أثر إيجابي في الموردين والتجار، وستسهِّل عليهم نشاطاتهم وأعمالهم، وتنعكس بتخفيض الكلف والوقت والجهد. وسيسهم ذلك في تعزيز القوة الشرائية محلياً، وتوفير العديد من احتياجات المواطنين بأسعار أفضل.
نتمنى أن نلمس آثار القرار انخفاضا على أسعار السلع المستوردة، ونتمنى ألا نسمع بمتغيرات أخرى قد تكبح إيجابيات القرار وتجعل تأثره صفرا مثل ارتفاع تكاليف النقل عالميا!
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: