واشنظن تطلب من محمد بن سلمان التنازل عن ولاية العهد؟! تساؤلات محللين ومفكرين وصحفيين حول مصير بن سلمان بعد تأكد مصير خاشقجي..
بعد تأكد مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حول مقتله على يد عملاء سعوديين في اسطنبول، بعد تسريب أنقرة والسي اي ايه للمعلومات حول اختفاء الصحفي السعودي، لم يعد للمحللين والمفكرين في أكبر الصحف سوى الحديث عن ردة الفعل حول الحدث، وما ستتكبده حليفة أمريكا الأولى في الشرق الأوسط، والفاتورة الباهظة التي ستدفعها ليس فقط من خلال المليارات التي ستدفعها ولكن أيضا حول اشتراط منعها من إمتلاك منظومة “إس-300″، روسية الصنع، أو حتى تحليل الصحف البريطانية حول خسارة السعودية مليارات الدولارات التي دفعتها لشركة العلاقات العامة لتحسين صورتها أمام العالم الغربي.
لكن التحليلات الأكبر ذهبت لمصير ولي العهد الشاب الصاعد نفوذه محمد بن سلمان، والتي بدأت بمخاوف تل أبيب من تهاوي مكانة بن سلمان الصاعدة، والتي تشير إلى خطرها على المواجهة والتصعيد الحالي بين حلف واشنطن والرياض وتل أبيب أمام النفوذ الإيراني في المنطقة، مسؤولون إسرائيليون أشاروا للخطر التي ستواجهه مصالح إسرائيل الإستراتيجية، وسط خيبة أمل في تل أبيب بعد ثبوت تورط بن سلمان في الجريمة.
الصحفي ديفيد هيرست، وصف أفعال بن سلمان بالجنونية، وأتى عنوان مقاله “انتهى عهد بن سلمان قبل أن يبدأ“، كما وصف بن سلمان بأنه رجل لا عقلانية له، مستندا في تحليله على فيديو القتل والتعذيب التي تمتلكه السلطات التركية، مؤكدا على أن دعم ترامب لبن سلمان بات محرجا للرئيس الأمريكي مؤكدا أن انتقادات بدأت في الاعلام الأمريكي ضد “المصلح الشاب”، فيما أشار لتحركات من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل فرض عقوبات على بن سلمان، فيما أوضح المقال ثلاثات مرتكزات أصبحت غير مكتملة لتولي ولي العهد العرش، وهي موافقة البيت الأبيض، ثم دعم العائلة المالكة، واخيرا قبول الرأي العام.
اقرأ/ي أيضا:
في تقرير لمراسل التايمز الأمريكية ريتشارد سبنسر، تسائل جول إمكانية تمرير الجريمة التي ارتكبها بن سلمان مثلما كان يحدث في الماضي، حيث حمل التقرير عنوان “هل ينجو ولي العهد السعودي؟”.
التقرير أوضح أن السعودية التي تعد حليف بريطانيا والولايات المتحدة وزبونتهما لم تكن تعجب سياستها التي تتضمن اعدامات وخطف، الغرب، لكنه أشار إلى أن الغضب من سياستها لم يصل من قبل إلى الحد الذي وصلت إليه إزاء اختطاف وقتل وتعذيب الصحفي السعودي في اسطنبول.
وأكد سبنسر في تقريره أن التساؤلات بدأت من قبل مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، مرورا بعدد من المسؤولين الأمريكيين حتى وصل إلى تساؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجميع الأسئلة وجهت لشخص واحد وهو ولي العهد بن سلمان.
ويوضح بأن بن سلمان أجرى تغييرات كبيرة في المملكة من بينها أمور لم تكن محل إعجاب الغرب، وفاقمت سياساته الأوضاع ووجهت لها الإنتقادات كما تراجع عدد مؤيديه، وأوضحت بأنه حتى في أحاديث خاصة تحدث مسؤولون غربيون حول أمور أكبر، وهو الحل بإزاحة بن سلمان وتعيين مكانه.
التقرير رأى أن ازاحة بن سلمان سترضي الغربيين الذين يريدون البقاء حلفاءا للرياض، ولكن من الصعب صعود أحد مناوئيه لمكانه.
لم ينسى التقرير الإشارة إلى استدعاء سفير الرياض لدى واشنطن خالد بن سلمان شقيقه الأصغر إلى بلاده بعدما تصاعدات التقارير حول مسؤولية بن سلمان عن مقتل خاشقجي، وبحسب تعبير التقرير فإن عود شقيق بن سلمان لها دلالات حول بحث الرياض عن تنازلات “تحفظ ماء الوجه”.
من جانبه ترامب أشار إلى عقوبات شديدة ستطال السعودية اذا ثبت مقتل خاشقجي، وبرغم أن ترامب لابد يعرف الحقيقة ولا يمكنه قولها بشكل رسمي، إلا أنه لا يستطيع تهديد الرياض بشكل واضح، ترامب في البداية تحدث عن مدى التعاون بين السعودية وأمريكا وترابط العلاقات وأن السعودية تعد زبونا هاما لواشنطن من الناحية العسكرية، إلا أن العقوبات الشديدة لابد ستطالهم والأمر اكبر من كونه صفقات سلاح.
تطورات حديث ترامب تشير إلى أن ممارسات بن سلمان أصبحت أكبر منه وأكبر من أن يساعده فيها ترامب، وبالرغم من أن صفقات السلاح التي ابرمتها الرياض مع واشنطن لم تبلغ حجمها الحالي إلا بصعود بن سلمان فإن تلك الأمور لن تشفع له.