أثار القبض على الشاب حسام سلام المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأحد مؤسسي حركة حسم المناوئة للحكومة المصرية، موجة من الغضب بين أنصار الجماعة التي تصنفها القاهرة كجماعة إرهابية، لكن في الوقت نفسه أثار موجة من الاحساس بالقوة لدى أنصار الرئيس المصري الحالي وحكومته.
ياتي ذلك على الرغم من أن السلطات المصرية لم تعلن حتى الآن بعد ما يقارب من 24 ساعة على القبض عليه، اعتقاله، كما أنه غير معروف حتى الآن مكان تواجد القيادي الشاب، الذي اعتقل على الرغم من فراره من بطش السلطات المصرية إلى دولة السودان وكان في طريقه للانتقال إلى مدينة إسطنبول التركية التي تضم عددا كبيرا من الشباب الملاحق سياسيا من الأمن المصري.
القبض على حسام سلام
وأعلنت منظمة “نحن نسجل” الحقوقية المصرية أمس الخميس، توثيق القبض على المواطن حسام منوفي محمود سلام، وهو مواطن مصري مولود في محافظة المنوفية وكان يعيش في منطقة الدقي قبل أن يفر خارج البلاد.
وقالت المنظمة في بيان لها، أن سلام اعتقل فور هبوط اضطراري لطائرة شركة بدر للطيران السودانية في مطار الأقصر الدولي، مضيفة أن سلام تعرض للتوقيف من جانب السلطات السودانية في مطار الخرطوم يوم الأربعاء 12 يناير 2022، وسمح له بعدها باستئناف رحلته إلى تركيا عبر شركة بدر للطيران التي تحمل الرقم “J4690” والتي توجهت من الخرطوم إلى إسطنبول.
أثناء الرحلة أبلغ كابتن الطائرة الركاب بوجود مكلة فنيه في محرك الطائرة تستلزم هبوط الطائرة اضطراريا بمطار الأقصر في مصر وهذا نتيجة إنذار خاطئ من نظام الكشف عن الدخان في كابينة البضائع حسب بيان الشركة، بعد ساعة من الطيران.
وقالت المنظمة الحقوقية نقلا عن شهادات حصلت عليها من ركاب الطائرة، أنهم لم يسمعوا أي صوت إنذارات في الطائرة تدفعها للهبوط الاضطراري وعند النزول إلى مطار الأقصر اطلع موظفو امن المطار على وثائق السفر الخاصة بالركاب المصريين، ليتم اعتقال حسام سلام والذي يحمل جواز سفر رقمه A25198975، وتم اقتياده إلى مكتب الأمن الوطني في المطار.
وأوضحت أن التواصل انقطع مع حسام سلام منذ ان تم توقيقه في المطار والتحقيق معه من جانب جهاز الأمن الوطني.
عملية خاصة لاعتقال حسام سلام
أثار الخبر اهتماما واسعا بين النشطاء المصريين متسائلين عن سبب اعتقال سلام، إلا أن مصدر أمني مصري نفى ما يتم تداوله مشيرا إلى أنه لا يعرف أي شئ يخص تلك القضية.
وعادة ما يؤخر الأمن المصري الإعلان عن اعتقال المعارضين، حتى يتسنى للاجهزة الأمنية استجوابه واستخراج المعلومات منه، وعادة ما تتهم منظمات حقوقية استخدام اساليب التعذيب في انتزاع الاعترافات.
وقال مصدر سوداني مطلع فضل عدم الكشف عن هويته، أن هناك محاولات مصرية عدة من أجل القبض على عدد من القيادات الإخوانية الشابة الموجودة في السودان، بينما قال مصدر مصري آخر، أن مصر مهتمة بالقبض على القيادات الشابة التي انتهجت العنف وأسلوب التدمير والتخريب في مواجهة النظام بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي راح ضحيته نحو 800 قتيل وعشرات الجرحى من أنصار الجماعة التي أطيح بالرئيس المنتمي لصفوفها.
وأشار المصدر السوداني إلى أن السلطات المصرية أبلغت من الجانب السوداني أن حسام سلام أحد المطلوبين للأمن في مصر، وهو أحد 4 شخصيات شابة يريد النظام القبض عليها لمحاكمتها، بأنه في طريقه للسفر إلى إسطنبول.
وأشار إلى أن الأمن المصري بمساعدة سودانية طلب تسليمه، لكن السلطات السودانية عرضت تسليمه من خلال تلك العملية، التي خطط لها بدقة حيث يهبط الطيار الذي يتم تجنيده، اضطراريا في مطار الاقصر الدولي، ليتم احتجاز حسام سلام.
وذكر مصدر من الركاب أن السلطات المصرية طلبت التحقيق مع ثلاثة شبان كان واضحا ملامحهم المصرية بين السودانيين، ومن بينهم شابان فاران من قضايا تظاهر، لكنه تم القبض على حسام سلام فقط وقد تم ترك الآخرين بعد تحقيق قصير معهم.
موضوعات تهمك: