تسبب فيلم أميرة الذي من المقرر أن يمثل الأردني في مسابقات جوائز الأوسكار للأفلام الطويلة العام المقبل، في جدل واسع بعد أن عرض ضمن مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في العاصمة الأردنية عمان.
الفيلم يتناول قضية شائكة، وهي موضوع “تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال” للخارج، مما جعله يواجه اتهامات عدة من بينها الإساءة للأسرة وأبنائهم المولودين من تلك النطف، والذين يطلق عليها لقب “سفراء الحرية”، كما انه يدعم “الرواية الصهيونية” بشأن تهريب النطف الذي يعتبره الفلسطينيون نضالا.
ويروي الفيلم قصة أميرة التي ولدت من نطفة مهربة من سجن صهيوني لتكتشف بعد سنوات أن النطفة المهربة كانت لضابط إسرائيلي وليس لأسير فلسطيني كما كان يعتقد.
كتب الفيلم وأخرجه المصري محمد دياب، وتلعب دور البطولة الفنانة الأردنية صبا مبارك والممثلة الأردنية تارة عبود في دور أميرة وممثلين فلسطينيين هم صالح بكري وزياد بكري وعلي سليمان، وهو من إنتاج مصري أردني فلسطيني مشترك.
فيلم أميرة يدان رسميا
وزارة الثقافة الفلسطينية أدانت إنتاج الفيلم، وقالت أنه يعتدي ويسئ بشكل واضح لكرامة المعتقلين.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبوسيف انتقد الفيلم، وأكد أنه يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا الشعب الفلسطيني، ويضرب الرواية الوطنية والنضالية، مطالبا الجانب الأردني بأن ينظر إلى الانعكاسات الخطيرة لهذا الفيلم على قضية الأسرى وخاصة أنها تسئ لعائلات الأسرى بعد إنجابهم أطفالا من عملية تهريب النطف.
فيلم أميرة مدان شعبيا
كتلة الصحفي الفلسطيني (منظمة غير حكومية)، هاجمت فيلم أميرة واعتبره جريمة أخلاقية ووطنية ومساس بالنسيج المجتمعي الفلسطيني، مما يستوجب أشد العقوبات القانونية والنبذ المجتمعي لكل من شارك في إنتاجه.
من جانبها طالبت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في الأردن بوقف عرض الفيلم وسحبه من كافة المنصات ومحاسبة المسؤولين عنه.
واعترض أسرى محررون وعائلاتهم على هذا الفيلم وأكدوا أنه يشوه سمعة الأسرى ويحط من قيمة نضالهم، بينما قال البعض أن الفيلم لا يمثل الأسرى ولن يغير واقع أهمية تهريب النطف بالنسبة إليهم كنضال مستمر.
وعلق الأسير المحرر مازن ملص، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، قائلا أنه كان على صناع الفيلم سؤال أصحاب الشان حول الأمر ليعرفوا كيف يتم الأمر وآلياته مؤكدا أنها مشددة من أجل منع اختلاط الأنساب.
وقد انتشر عبر موقع فيسبوك في الأردن وفلسطين ودول عربية أخرى وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة، وانتشرت تعليقات واسعة تنتقد الفيلم، حتى طالب بعضهم بمحاكمة القائمين عليه، وكل من شارك في العمل، وطالت بطلة العمل صبا مبارك النصيب الأكبر من الإساءات والشتائم، على اعتبارها النجمة الأشهر في الفيلم.
صناع فيلم أميرة: “يدعم الأسرى”
وتحدثت وسائل إعلام عن اتجاه في الأردن لمنع الفيلم، لكن مدير هيئة الإعلام الأردنية طارق أبو الراغب أكد أنه لا صحة لما يتم تداوله حول إيقاف عرض فيلم أميرة مؤكدا أن الهيئة لم يصلها أي طلب عرض تجاري للفيلم في عمان وأنها ستنظر في الفيلم وتصدر بيان مفصلا حول الأمر إذا تقدم طلب منعه.
وردت الهيئة الملكية للأفلام في الأردن على الانتقادات في بيان لها، قائلة ان الفيلم خيال روائي وليس وثائقيا واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود لطاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج،.
وكان مشاركون في العمل قد أكدوا سابقا أن تقديم الفيلم لمسابقة الأوسكار، يعني نقل المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون وعائلاتهم في سجون الاحتلال للعالم، ويدعم قضيتهم ونضالهم.
وأكد الكثيرون أن فيلم أميرة ما هو إلا محاولة لكسر نضال الفلسطينيين، وإخماد عزيمة الأسرى وإحباط ذويهم، ويمس بشكل مباشر شرفهم وهو ما لن يقبله العرب وأنصار القضية الفلسطينية في العالم.
موضوعات تهمك:
