تصعيد إسرائيل في اللاذقية محاولة من الكيان الصهيوني لإقحام نفسه في مفاوضات بوتين – بايدن بإحراج روسيا في مفاوضات حول أوكرانيا.
عدوان إسرائيل جاء قبل ساعات من قمة بوتين – بايدن عبر تقنية الفيديوكونفرس وقبل 48 ساعة على انطلاق جولة مفاوضات فيينا النووية غدا الخميس.
زمان ومكان الهجوم حمل دلالات أغضبت الروس إذ جاء لإحراجهم لمحاصرة نفوذ إيران في سوريا وتبني رؤية الكيان الصهيوني في الملف النووي الايراني
ما رسالة لافروف إلى بينيت وغانتس هذه المرة؟ هل الزيارة هي ما يريده قادة الكيان الصهيوني أم محاولة لرسم مسار جديد لمرحلة ما بعد التوتر الامريكي الروسي؟
* * *
بقلم: حازم عياد
إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نيته لقاء قادة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الاحد القادم الموافق 12 ديسمبر الحالي جاء بعد ساعات على الغارة التي هاجم فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي ميناء اللاذقية السوري ليلة الثلاثاء.
العدوان الاسرائيلي جاء قبل ساعات من قمة الرئيس الروسي بوتين والرئيس الامريكي بايدن عبر تقنية الفيديوكونفرس، وقبل 48 ساعة على انطلاق مفاوضات فيينا النووية الخميس القادم.
التصعيد الاسرائيلي في اللاذقية أقلق الروس إذ جاء كمحاولة من قادة الكيان الصهيوني لإقحام انفسهم على طاولة المفاوضات الامريكية الروسية التي تضم بوتين وبايدن؛ بإحراج روسيا في هذه المفاوضات التي تركز على أوكرانيا.
كما ان الهجوم أغضب روسيا من ناحية أخرى باستهدافه مدينة تعج بالروس والمصالح الروسية؛ فميناء اللاذقة يخضع لنفوذها لا للنفوذ الايراني، وهي غارات طالما احتج عليها الروس إلا أنها هذه المرة جاءت بصيغة الابتزاز وخلط الاوراق.
زمان ومكان الهجوم حمل دلالات أغضبت الروس؛ إذ جاء لإحراجهم لمحاصرة النفوذ الايراني في سوريا، وتبني رؤية الكيان الصهيوني في الملف النووي الايراني بعيدًا عن التفاهمات الثنائية، دافعًا لافروف للاعلان عن زيارته “الكيان” لمناقشة تداعياته، فهل يسجل التحرك الروسي كإنجاز لغانتس وبينيت؟
الغارات الإسرائيلية أغضبت روسيا، لكنْ ليس للحد الذي يدفعها لتفعيل منظومة “إس 400” المحيطة بقاعدة حميمم، أو “إس 300” المقدمة للنظام السوري، لكنه قلق لا يدفعها للاستجابة للابتزاز الإسرائيلي، وتجاهل شركائها في دمشق وإيران.
الرد الروسي للتعامل مع الابتزاز الاسرائيلي دبلوماسي، ولكنه رفيع المستوى تصدره لافروف في زيارته الاولى منذ 3 أعوام.
ما يدفع للسؤال عن طبيعة الرسالة التي سيحملها لافروف لنفتالي بينت وبيني غانتس هذه المرة، وهل الزيارة هي جُل ما يريده قادة الكيان أم إنها محاولة لرسم مسار جديد يتناسب مع طبيعة المرحلة لما بعد التوتر الامريكي الروسي؟
* حازم عياد كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: