يتواجد رئيس الموساد الصهيوني حاليا في العاصمة واشنطن، فيما تقول تقارير أنه يحاول اقناع واشنطن من خلال معلومات استخباراتية يعرضها على الجانب الأمريكي، بضرورة اتخاذ موقف أكثر تشددا ضد إيران، في وقت لا تزال مفاوضات فيينا لم تسفر عن نتائج ملموسة، وسط تكهنات بإمكانية التوصل لاتفاق بنهاية المطاف.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الموساد الصهيوني ديفيد برنيغ الذي يزور واشنطن، سيطلع الجانب الأمريكي على معلومات استخباراتية حديثة جمعها دولة الاحتلال بشأن “أنشطة إيران النووية”، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي المسؤول الصهيوني بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن وعدد من كبار المسؤولين لإجراء محادثات تتركز حول ملف إيران النووي.
الصحيفة قد نشرت في وقت سابق تقرير قالت فيه أن الإدارة الأميركية أبلغت مسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل بأنها تعارض أي مفاجأة يقدم عليها الموساد من خلال تنفيذ عملية سرية في إيران، خلال المفاوضات النووية.
وكان رئيس الموساد قد تعهد قبل أيام بأن إيران لن تتملك سلاحا نوويا، لا في وقت قريب أو بعيد، على حد قوله.
وعلى غرار زيارة رئيس الموساد لأمريكا، سيزور بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي واشنطن يوم الخميس المقبل، من أجل تكثيف الجهود والضغوط على الولايات المتحدة، لدفع الولايات المتحدة إلى عدم استكمال العودة للاتفاق النووي بشروطه السابق مع إيران.
وعلى الفور بعد وصوله سيتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الأمريكي أوستن لويد، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، من أجل العمل على دفع واشنطن لوضع خطة للتعامل مع المشروع النووي الإيراني، تتضمن تشديد العقوبات المفروضة وأيضا التلويح بالخيار العسكري.
إيران ترد على زيارة رئيس الموساد
إيران في ردها على تحركات تل أبيب، قالت أن إسرائيل كانت دائما ضد الاتفاق النووي منذ البداية، متهمة الأطراف الغربية بعدم الجدية في مقترحاتها في محادثات فيينا، في حين يقوم رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع بزيارة إلى واشنطن لبحث الملف النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الإيران حسين أمير عبداللهيان، اليوم الاثنين، أن الغرب عليه المشاركة في المفاوضات بحسن نية، وعن طريق خطة لإغاء العقوبات مضيفا أنه يجب على واشنطن رفع العقوبات إذا كانت قلة من البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الادعاء بأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمائة يجري في إيران افتراء وكذب، زاعما أن أنشطتهم النووية تتم بشفافية.
وتابع عبداللهيان قائلا أن بلاده تسعى في المفاوضات إلى اتفاق جيد يحظى بقبول الأطراف ويؤمن مصالح طهران، معتبرا أن الاتفاق المؤقت ليس في صالح إيران وأنه ينبغي رفع العقوبات بشكل فاعل ومؤثر.
كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أكد أمس الأحد أن بلاده لن تربط الاقتصاد بالمفاوضات من اجل التوصل لاتفاق نووي، مؤكدا أن طهران تسعى لإفشال أثر العقوبات عليها، مؤكدة أن لديهم إرادة كافية وجادة في المفاوضات لافتا إلى أنهم أثبتوا ذلك في فيينا.
من جانبه قال سعيد خطيب زادة المتحدث باسم الخارجية الإيراني في إفادة صحفية يومية، أن إسرائيل تعارض الحوار في المنطقة ووظفت الجهود لإفشال الاتفاق، مؤكدا أن إسرائيل كانت ولازالت ضد الاتفاق النووي وإيران لا يهمها موقفها، مضيفا أن مبدأ الخطوة مقابل الخطوة في محادثات فيينا غير مطروح.
وأشار زادة إلى أن بلاده لا تتفاوض حول أمنها أو تقدم أي تنازلات بهذا الشأن، وأنها لا تستعجل المفاوضات لكنها لن تسمح بأن يضاع الوقت، مؤكدا أن العقوبات الأمريكية تشكل عقبة حقيقية امام المضي قدما في المحادثات، متهما الأطراف الغربية في محادثات فيينا بعدم الجدية تجاه المقترحات الإيرانية مشددا على أن طهران لا تقبل بأقل ما ينص عليه الاتفاق النووي، لافتا إلى أن واشنطن ليست عضوا في هذا الاتفاق ولا يحق لها انتقاد الآخرين.
وتأتي تلك التصريحات بعد يوم من نشر الخارجية الإيرانية بيانا، وجهت فيه تلك الاتهامات للأطراف الغربية، داعية واشنطن لوقف حملة “الضغط الأقصى” وأن يظهر الأوروبيون العزم السياسي اللازم لفتح الطريق أمام التوصل السريع للاتفاق.
وعلى الرغم من أن مراقبين يقللون من اهمية الحديث عن التلويح بالخيار العسكري في مواجهة إيران، إلا أنه ينظر على أن زيارة رئيس الموساد إلى واشنطن على أنها هامة في ترجيح اتجاهات واشنطن ضد طهران.
موضوعات تهمك: