تصريحات بينيت حول الاتفاق النووي لا تتعدى الحرب الاستباقية ضد نتنياهو!
تراجع أسهم بينيت وحزبه “يمينا” لدرجة توقع استطلاعات إسرائيلية ألا يجتاز نسبة الحسم لدخول الكنيست.
إذا لم يكن استخدام الخيار العسكري مضمون النتائج لجهة إغلاق الملف النووي الإيراني فيستحسن التفكير بالأمر مرتين.
تصريحات بينيت، في سياقها الصحيح، لن تتعدى كونها حرباً استباقية ليس ضد إيران أو حتى أميركا، بل موجّهة بالأساس لخصمه اللدود نتنياهو.
الخيار العسكري الإسرائيلي ورغم تهديدات بينت ليس جاهزاً ويلزمه على الأقل عام من التدريبات ولن يكون وارداً فعلياً بسبب تفادي أزمة مع الولايات المتحدة.
* * *
بقلم: نضال محمد
جاءت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينت، في مؤتمر هرتسليا، الثلاثاء الماضي، بأنه في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران فلن يكون ملزماً لإسرائيل، وأن إسرائيل قد تخوض في خلافات مع أكثر الدول الصديقة لها، مفاجئة للإدارة الأميركية الحالية، خصوصاً بعد أن كان بينيت والرئيس الأميركي جو بايدن قد اتفقا في لقائها في أغسطس الماضي، بعدم مفاجأة أحدهما الآخر.
لكن تصريحات بينيت، إذا وُضعت في سياقها الصحيح، فلن تتعدى كونها حرباً استباقية ليس ضد إيران أو حتى الولايات المتحدة، بقدر ما هي موجّهة بالأساس لخصمه اللدود، رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، لا سيما في ظل تراجع أسهم بينيت وحزبه “يمينا” لدرجة توقع استطلاعات إسرائيلية ألا يجتاز نسبة الحسم.
والواقع أن هذه التصريحات لا تختلف عملياً عن تصريحات مشابهة اعتاد نتنياهو الإدلاء بها في سياقات مختلفة، إلا أنها تكشف أيضاً عمق أزمة رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينيت، الذي تتقلص باستمرار شعبيته وشعبية حزبه، فيما يواصل نتنياهو حصد أكبر تأييد في الاستطلاعات الإسرائيلية.
ولعل ما يؤكد أن “الخلاف” المفتعل من قِبل بينيت، لدرجة خرقه تعهدات لإدارة بايدن، حظي بسببها بتأييد أميركي لكل موبقات حكومته في الشأن الفلسطيني، ليس حقيقياً، هو أن تصريحاته هذه لم تلقَ دعماً مباشراً من أركان حكومته، فقد أصر وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، أثناء تواجده في المغرب، على تأكيد ضرورة التعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بملف إيران.
وإذا كان هذا غير كافٍ، فقد أجمع ثلاثة من الصحافيين والمحللين المخضرمين في الصحافة الإسرائيلية: ناحوم برنيع في “يديعوت أحرونوت”، وعاموس هرئيل في “هآرتس”، وطال ليف رام في “معاريف”، على أن الخيار العسكري الإسرائيلي، ورغم تهديدات بينيت، ليس جاهزاً بعد ويلزمه على الأقل عام من التدريبات، وفق طال ليف رام، ولن يكون وارداً فعلياً بسبب تفادي أزمة مع الولايات المتحدة، وفق برنيع وهرئيل.
وما يعزز كون الخيار العسكري الإسرائيلي، بالوناً منفوخاً، غير حقيقي، على الأقل حالياً، هو أيضاً ما صرح به رئيس الموساد الأسبق تمير باردو، في مؤتمر هرتسليا الثلاثاء، أن قدرات الجيش الإسرائيلي ممتازة ويمكنه توجيه ضربات في سورية، لكن إيران هي دولة “من أوبيرا” مغايرة، فهي دولة في الحلقة الثالثة، وإذا لم يكن استخدام الخيار العسكري مضمون النتائج لجهة إغلاق الملف النووي الإيراني، فيستحسن التفكير بالأمر مرتين.
* نضال محمد وتد كاتب صحفي فلسطيني
المصدر| العربي الجديد
موضوعات تهمك: