والداك، سواء كانوا أحياء، أم في ظلال سدرة المنتهى، يحتاجانك، بحاجة إلى عطفك وحنانك واهتمامك واحترامك.
عند رحيل والديك أحدهما أو كلاهما لا تحولهما إلى ذكرى سنوية. أرجوك لا تحولهما إلى ذكرى، وإلى ألبوم صور.
حين يوضعان في قبريهما، ينتظران بشوق دعاءك وصلاتك، حتى تنير كلماتك طريقهما نحو سدرة المنتهى تماما تحت عرش الرحمن.
امنحهما وقتك وحبك وهم أحياء حتى لا تندم بعد رحيلهما حيث لا ينفع الندم. نحن نندم على الأشياء التي لم نقم بها أكثر من الندم على الأشياء التي فعلناها.
* * *
بقلم: حازم عياد
عند رحيل والديك أحدهما أو كلاهما لا تحولهما إلى ذكرى سنوية.
لا تطلب من الآخرين الدعاء لهما إذا لم ينفعهما عملك وصحبتك لهما أحياء، ودعاؤك وصلاتك وبكاؤك حين يرحلان، بِرَّهما أولا ثم اطلب من غيرك ذلك.
لا تنشر صورهما في الذكرى السنوية فقط، لأنهما ليسا يوما للذكرى يمضي في حل سبيله، ليسا حدثا تاريخيا، ليسا صورا في ألبومك تفتحه في الذكرى السنوية وتطويه طيلة العام.
والداك، سواء كانوا أحياء، أم في ظلال سدرة المنتهى، يحتاجانك، بحاجة إلى عطفك وحنانك واهتمامك واحترامك.
أمنحهما وقتك وحبك وهم أحياء حتى لا تندم بعد رحيلهما حيث لا ينفع الندم.
نحن نندم على الأشياء التي لم نقم بها أكثر من الندم على الأشياء التي فعلناها.
لم يتسامح الخالق في قضية الشرك أبدا، وطالب بمقاطعة المشرك، لكنه عز وجل تنازل عن هذا الحق لوالديك حين قال:
“وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا”.
حتى هذه الخطيئة لم يقل لك عاقبهما أو قاطعهما. وقال: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
أرجوك لا تحولهما إلى ذكرى، وإلى ألبوم صور.
هما في الغرفة المجاورة لك أو في غرفة الجلوس أو في المطبخ يفكران بك وبكل الأشياء الجملية التي من الممكن أن تسعدك، وحين يرحلان تكون آخر نظرة لهما قبل أن يغلقا عيناهما الطيبتين نحوك، تسألان هل
ستكون بخير وسعيد، طمنا عنك بالدعاء! آخر دمعة تكون من أجلك، نراك على خير.
وحين يوضعان في قبريهما، ينتظران بشوق دعاءك وصلاتك، حتى تنير كلماتك طريقهما نحو سدرة المنتهى تماما تحت عرش الرحمن.
أرجوك لا تجعلهما ذكرى سنوية تتوقف عندها وتمضي.
* علي سعادة كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: