“لن تكون هنالك حرب باستخدام الأسلحة بين بولندا وبيلاروسيا بل حرب هجينة جارية بالفعل بين البلدين”.
هناك ما يثير الشكوك حول الجهة الحقيقية المبتَكِرة هذا النوع من الحروب والاستراتيجيات المهددة للاستقرار.
“إن روسيا تخوض الحرب الهجينة في اوروبا”؛ إن فكرة دفع المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي هي مثال كلاسيكي على هذا النوع من الأشياء.
“الحرب الهجينة” مفردة جديدة اطلقها نيك كارتر ليتردد صداها في أوروبا كوصف حاذق لما يجري على الحدود مع بولندا وبيلاورسيا، بل حدود أوكرانيا أيضًا.
توَسَّع المفهوم ليشمل نشر معلومات مضللة لتقويض الاستقرار كأحد تعريفات “الحرب الهجينة” الهادفة إلى نقل الأزمات وعدم الاستقرار الى أراضي الخصم.
* * *
بقلم: حازم عياد
نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي اطلق تصريحا استثنائيا مساء أمس الاثنين قال فيه: “لن تكون هنالك حرب باستخدام الأسلحة بين بولندا وبيلاروس، وإنما حرب هجينة جارية بالفعل بين البلدين”.
لم يكن كاتشينسكي سبَّاقًا إلى اطلاق مصطلح “الحرب الهجينة” على ما يحدث على الحدود البولندية البيلاروسية (روسيا البضاء) إذ سبقه الى ذلك قائد هيئة الاركان البريطاني نيك كارتر الذي قال لمحطة (بي بي سي) الاخبارية قبل ذلك بأيام: “إن روسيا تخوض حربًا هجينة في اوروبا”، موضحا ذلك بالقول: إن فكرة دفع المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي هي مثال كلاسيكي على هذا النوع من الأشياء.
كارتر حذر قبيل رحيله من منصبه رئيسًا لهيئة الاركان البريطانية نهاية هذا الشهر من ان “الحرب مع روسيا ممكنة”، رغم عدم توافر النية لروسيا إلا أن الامر ممكن.
وبذلك يشير كارتر الى تكاثر البؤر الساخنة، وخطوط التماس الملتهبة في البحر الأسود وعلى الحدود مع اوكرانيا وبولندا ولاتافيا، ناقلًا هذا الإرث الى خليفته الأدميرال البحري قائد القوات البحرية الحالي توني راداكين، بحسب ما اوردت صحيفة الغارديان.
“الحرب الهجينة” مفردة جديدة اطلقها نيك كارتر ليتردد صداها في القارة الاوروبية؛ اذ انها وصف حاذق لما يجري على الحدود مع بولندا وبيلاورسيا، بل حدود أوكرانيا أيضًا!
فكارتر وَسَّع المفهوم ليشمل نشر معلومات مضللة لتقويض الاستقرار كأحد التعريفات لـ”الحرب الهجينة” الهادفة إلى نقل الأزمات، وحالة عدم الاستقرار الى أراضي الخصم.
وهو التهديد ذاته الذي استشعره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اعقاب الانسحاب الامريكي من افغانستان؛ اذ حذر من محاولات زعزعة استقرار دول آسيا الوسطى الحليفة لروسيا، وانتقال الفوضى الى روسيا الاتحادية عبر المهاجرين واللاجئين الأفغان، وعبر الإرهابيين على حدود طاجيكستان وقرغيزستان.
ختامًا..
الحدود البيلاروسية البولندية بهذا المعنى ليست الساحة الوحيدة للحرب الهجينة؛ اذ سبقتها الحدود الافغانية مع دول آسيا الوسطى وباكستان وإيران؛ فـ”الحرب الهجينة” مفردة لم يبتكرها الروس بل رئيس هيئة الاركان البريطاني نيك كارتر، وروج لها نائب رئيس الوزراء البولندي.
حقيقةٌ تثير الشكوك حول الجهة الحقيقية المبتَكِرة هذا النوع من الحروب والإستراتيجيات المهددة للاستقرار.
* حازم عياد كاتب صحفي أردني
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: