مقدمة: ليس هدفنا في هذا السرد اسرار وفضائح وزارة الاوقاف في سوريا ان نسئ لاحد ولكن لابد ان يكتب احد ما الحقيقة للاجيال مهما كان الثمن.
الاوقاف الاسلامية كانت صرخا شامخا عبر العصور وكان السلاطين لا يخشون احدا كما يخشون علماء الدين وعلى رأسهم المفتي، عندما كانت المفتي عالما يستقي علمه من العلماء لا من فروع المخابرات وزرائب الحكام.
الاوقاف اسلامية كانت ترعى شؤون الفقراء والايتام والمساكين، بل حتى الحيوانات المريضة والكبيرة في السن، وفي مدخل مدينة دمشق الساحر في منطقة الربوة (كيوان) كان هناك وقف اسلامي على شكل ارض واسعة جدا تمر به الانهار وبه من مختلف اصناف الفاكهة والثمار، ومخصص للرفق بالحيوانات اذ ترك به الحيوانات والدواب التي كبرت بالسن لتعيش ماتبقى من حياتها فيه راحة وأمان. هذا الامر الذي لم يعد يحلم به المواطن العربي في هذه الايام.
اقرأ/ي أيضا: بعد سنوات من قتله.. ما حقيقة “الملاك” أشرف مروان؟
لذلك كانت محاولة السطو على الاوقاف الاسلامية وتلويث سمعة العلماء الربانيين، والرموز الاسلامية ومناصب الافتاء وعلماء الشريعة من اهم المناوات الاستخباراتية خبثا وقذارة، وكيف يكون ذلك الا بان تقوم بدس الجواسيس والحثالات في مثل هذه القلاع الحصينة عبر التاريخ؟!. وما ينطبق عل علماء الدين ينطبق ايضا على الرموز الوطنية والاخلاقية، فكل هؤلاء عبارة عن خطوط دفاع عن الامة وعن الوطن ، وسقوط هذه الخطوط انما هي انتصارات للمخطط الصهيوني لتدمير الاخلاق والرموز والمؤسسات العريقة في جميع انحاء الامة العربية والاسلامية.
ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع الذي اعرفه منذ عقود وأكره ان ألوث قلمي به، هو صدور مرسوم تشريعي من رئيس المافيا الحاكمة في سوريا بشار الأسد رقم 16 الخاص بتحديد مهام واختصاصات وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية. والواضح في هذا المرسوم ان هناك حربا طائفية جديدة لابادة ما تبقى من اصحاب المبادئ والاخلاق في سوريا تحت عنوان مكافحة الارهاب والوهابية، ولكن على أيد ضباط المخابرات السورية والمختبئين تحت العمائم وفي عباءات المشائخ، ومناصب وزارة الاوقاف السورية.
من لا يعرف عن قرب بيت الاسد لا يمكن ان يتخيل كمية التشوه العقلي والاخلاقي والشذوذ السلوكي الذي توارثته عن هذه العائلة المعتوهه والنجسة التي نجست وحاربت كل ماهو نظيف في سوريا موطن الرقي والتسامح والرجولة والرحمة. لذلك لابد من الهبوط الى مستوى هذه الحثالة المافياوية التي مازالت تدمر في الاخلاق والقيم والمؤسسات السورية منذ خمسون عاما. ولعل افضل ما يعكس هذه الصورة هو قصيدة مظفر النواب : القدس”، وقد دافع الشاعر مظفر النواب عن استخدامه الفاظا نابية جدا في اشعاره خصوصا في قصيدته الشهيرة “القدس عروس عروبتكم” قائلا: ائتوني بواقع افضل لكي استخدم الفاظا افضل.
ولعل اغرب ما جاء من تعليقات على هذا المرسوم الاسد رقم 16 حول اختصصات وزارة الاوقاف السورية، هو تحليلات بعض “المخلوقات” العجيبة من رئيس المافيا الحاكمة في سوريا يريد ان يلغي العلمانية ويستنسخ النظام السعودي وهيمنة المؤسسات الدينية.
إقرأ ايضا: “برج العرب” فضائح ومشاهد وأسرار ورموز خفية في رؤوس أسياد جزيرة العرب والأعراب!
لذلك هذا السرد انما يحمل تفاصيل قد يكون بعضها بسيطا بمعاير هذا الزمان ولكن وضعها في مكانها وزمانها الصحيح يفسر لنا امورا كثيرة كانت تعد وتطبخ على نار هادئة حتى وصلنا لما وصلنا له اليوم. وانا شخصيا مسؤول عن كل كلمة في هذا التقرير التاريخي:
في عام 1975 ساقت الاقدار ان يكون لدينا زميلا في الصف العاشر (الأول ثانوي) اسمه أيمن الخطيب، وهو شاب من عمري تقريبا، كان مسكينا درويشا فقيرا، و متدينا بمعنى انه يصلي ولا علاقة له باحد، فيما بعد علمنا بأن اباه الحاصل على اجازة في الشريعة كان هاربا الى السعودية، وحينها لم نكن نعلم لماذا، ولم يكن يهمنا اصلا هذا الأمر. وبعد ذلك حدثني احد الثقات المطلعين على خفايا الامور ان والده كان متهما بـتهمة خطيرة قد تودي به الى الاعدام في منتصف السيتينات. وربما تكون مرتبطة باعدام جواسيس في تلك الحقبة. (ارجو من لديه معلومات دقيقة حول هذا الموضوع ان يتواصل لتاكيد هذا الخبر او نفيه فلسنا بواد ان نسوق الاتهامات جزافا).
فجأة تتطور احوال هذا الشاب الصغير “تقريبا 16 سنة”، فيعود اباه الى سوريا ثم يصبح لديهم سيارة. المضحك انه حدث خلاف بين مجموعة شباب فاذا بهذا المتدين يأتي بسيارة مليئة بعناصر سرايا الدفاع ليضربوا الطرف الاخر. وحينها علمنا ان ابا هذا الشاب قد عاد الى سوريا من السعودية وقد اصبح من المقربين جدا الى رفعت الأسد، وفعت الأسد هذا شخص شبه أمي وثلاث ارباع مجنون، وحثالة مركة بجيمع المعاير، مع انه حصل على شهادة دامعة وبعدها دكتوراة بالتزوير وبقوة اخاه الذي كان وزير دفاع وبعدها رئيسا للجمهورية بعد دفع ثمن ذلك وهو بيع الجولان لاسرائيل.
ثم تنتقل عائلة هذا الشاب من بيتها المتواضع الى شقة فخمة في حي المالكي. ويصبح والد هذا الشاب وزيرا للأوقاف السوري!. ويحصل ايمن على سيارة مرسيدس من “عمو رفعت”، ويدخل كلية الهندسة المدنية بجهده وليس كما كان يحدث مع باق أولاد المسؤولين، وهذا للانصاف والحقيقة.
اقرأ/ي أيضا: سلامة كيلة نموذج للوعي العربي النقدي
ابن وزير الاوقاف لم يكن لا شكله ولا اسلوبه يجذب الفتيات، ولاحتى وظيفة اباه “وزير اوقاف” تشجع الفتيات على الاقتراب منه، ولكنه شاب في التاسعة عشر من عمره والهرمونات لا تفرق بين ابن وزير اوقاف وبين ابن وزير دفاع، ولكن “عمو رفعت” ساعده على تخطي حاجز الخوف الهرموني عندما عزمهم مع ابيهم الشيخ “الفار” الى مطعم به شرب كحول وديسكو وعربدة مع اخاه الاصغر منه وابا أيمن، (هذه القصة نقلا عن ايمن الذي اعتبر هذا اهم انجاز في حياته!)، وفي ذلك الوقت (نهاية السبعينات من القرن المنصرم) لم نكن نرى هذه الامور الا في الافلام، ولذلك فأيمن واخاه أنس طلعت عيونهم من مكانها، ورفعت الاسد قال لهم: قوموا “عمو” انطلقوا، قوموا رقصوا، فقام اولاد وزير الاوقاف الى الرقص في الديسكوا _يا راعكم الله_ واباهم الشيخ “الفاضل” ينظر يتأمل ويسكت لأن التنازلات وصلت لأولاده!!!. ومن هناك تبدأ مسيرة التقي ابن التقي على اياد ابن …..،
باسل الاسد وغرامياته في سيارة ابن وزير الاوقاف
أيمن ابن وزير الاوقاف كما ذكرنا كان مايزال طالبا مجدا حتى نهاية الثانوية، ودخل الى كلية الهندسة عام 1978، ثم بعده بعام يدخل باسل ابن حافظ الاسد الى كلية الهندسة، الفارق ان باسل دخل بدون حق مثل باقي عائلة الأسد الذين لم يهبهم الله مهارة الا مهارة الكذب والتزوير والوقاحة والهستيريا.
في احد الايام كان هناك مبارة كرة سلة بين كلية الطب وكلية الهندسة، وذهب الجميع للتشجيع بما فيهم “الفتى الخلوق الشهم الشريف باسل الاسد” والتقى بالشابة الجميلة (ر. ن)، وهذه الفتاة الجميلة ابنة شخصية عسكرية من جماعة صلاح جديد، كانت تظن انها بجمالها تستطيع استعادة مافقده والدها من امتيازات، اما باسل الذي تدرب في مدرسة اباه “بائع الجولان” فكان يهمه ان يزيد من اذلالها واذلال اهلها المحسوبون على خصومهم.
اقرأ/ي أيضا: تناقضات الزمان القبيح
ولذلك بعد ان حصل على مايريد وأنتهى منها، قام بتجويلها الى ابن احد اركان النظام والذي اصبح فيما بعد رئيسا للاركان، ولكن ماذا حدث في هذا اللقاء الغرامي الرياضي؟!، بعد انتهاء مباراة كرة السلة، فعلا لم تستغرق الامور الا فينة من الوقت والفتاة تم تطبيقها، ولكن كيف يذهب معها وهو ابن رئيس جمهورية امام الناس بسيارته؟!، وهناك توصيات واضحة من والده ونظامه بان عليكم ان تقوموا بكل انواع القذارة ولكن لا تلفتوا النظر لكم واكذبوا ثم اكذبوا حتى تصدقوا انتم كذبتكم. لذلك التفت باسل الاسد الى أيمن ابن وزير الاوقاف، وقال له “اعطينا سيارتك ناخذ هذه ….”، وطبعا انصاع أيمن لهذا الامر وقلبه يرقص الفرحا، فقد تعلم ان هناك طرقا للسعادة أسهل من إلتزام الاخلاق والصلاة والتقوى، فقدم سيارته التي هي اصلا من اموال الشعب السوري وتقدمه هذا النظام المافاوي، والنتائج بدأت تظهر سريعا!، فها قد بدأت الفتيات يصعدن الى سيارته وكما يقول المثل أول الرقص حنجلة. ومن ذلك الوقت اصبحت سيارة وزير الاوقاف هي افضل السيارات المستخدمة في القوادة لباسل الأسد.
وبما أن شر البلية ما يضحك: تدور الأيام وارى المدعوة (ر.ن) دكتورة واستاذة جامعية مدعوة الى برنامج على التلفزيون السوري كخبيرة تربوية عظيمة!، وتدرس في جامعة دمشق في كلية التربية!، لذلك لا تتعجب ياصديقي ان اذا ضاعت الاجيال في احضان هؤلاء المربيات.
اقرأ أيضا: عدنان الأسد جاسوسا لإسرائيل.. كيف أخفى “قصر حافظ” الفضيحة؟
قد يظن القارئ انني تكلمت عن اكبر الفضائح لهذه الوزارة ولكن الحقيقة انها لاشئ بما سيأـي ذكره فيما يتبع..