كلما ازدادت قابلية المجتمع للفساد قل شعوره بكينونته لأن الشعور بالكينونة قيمة بحد ذاتها والفاسد لا يشعر بكينونته كإنسان شعوراً صادقا.
تصبح قابلية المجتمع للفساد نمطا سلوكيا مقبولا وشائعا من خلال التقليد إذ يقلد الموظف مديره الفاسد ويقلد المدير وزيره الفاسد وهلم جرا.
يعفى المسؤول لفساده من الباب ليعود من الشباك فعدم جدية وشمولية العقاب جعل ممارسة الفساد فرصة العمر دون تكلفة باهظة فالمجتمع يتجاوز وينسى.
قابلية المجتمع للفساد تقوى وتشتد عندما يغيب مثال النزاهة والأمانة وفي غيابه يحدث التماثل وهو حالة للاختباء والاندراج مع القائم، خوفاً من العزلة والتهميش.
هشاشة المجتمع أمام الفساد امتدت لاعتبار أن هناك هشاشة للتدين أمام الفساد «قبل ما تموت حج حجتين وابن مسجداً» والله غفور رحيم بهذه السهولة والسطحية.
* * *
بقلم: عبدالعزيز الخاطر
* عبد العزيز الخاطر كاتب صحفي قطري
المصدر| الشرق
موضوعات تهمك: