كيف تجعلين طفلك يحب العودة إلى المدرسة ؟
يعاني الآباء في الكثير من الأوقات، من كراهية طفلهم للتعلم، و نفوره عن أساليب تحصيل العلم، و الدراسة بعد أن وُلد محبًا للمعرفة بالفطرة.
و يتحمل الآباء مسؤولية نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى لدى الطفل، و خلق الجو الملائم لمساعدته في التحصيل العلمي بشكل أكبر.
إذا كنتِ تسألين دوماً عن كيف تجعلين طفلك يحب العودة إلى المدرسة نقدم لكِ بعض النصائح الهامة.
الهدف من التعليم
ينبغي على الأهالي معرفة أن التعلم ما هو إلا غريزة فطرية لدى الطفل، فهو يحب أن يبحثن و يتفكر في العديد من الأمور، لكن مع الضغط المستمرن بالإضافة إلى ملاحقتهم بالواجبات والعلامات في كل مادة، والمقارنات مع زملائهم، ومعاملات سلبية سواء من المعلمين أو من والديهم.. إلى آخره، أصبح الكثير منهم يعتقد أن التعليم عملية معقدة، ويرتبط التعليم لديهم بالألم والمشاعر السلبية، فيحاولون الهرب من هذا الشعور السيئ.
لذلك يجب عليهم اليقين من أن الهدف العام من أي عملية تعليمية هو الوصول إلى الكفاءة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق حجم أو مستوى معين من النواتج بأقل التكاليف، و ذلك يتنمية الرغبة لدى الطفل في التعلّم، و الحرص على زيادة قدرته في التحصيل العلمي.
الترغيب في التعليم
تتحق إرادة تحصيل العلم لدى الطفل، بإشباع فضوله لتساؤل ما، أو إثارة استكشاف موضوع جديد، أو حماس الانخراط في نشاط ممتع، فالشعور بلذة الإنتاج وفرحة الإنجاز، ومواكبة نهم العقل النامي للتعلم والمعرفة تعتبر المحفزات الأقوى للتعلم.
ويعتبر اللعب أيضاً من احتياجات الطفل الأساسية لذا أدرجه في جدوله اليومي، وفي حال تقديم مكافأة مادية يفضل أن تكون من الأشياء التي تزيد من حماس الطفل وحبه للدراسة.
توجيه النصيحة بشكل محبب
يقع الآباء في فخ تقديم النصيحة على هيئة “الأمر”، في؟ُصدر كل منهما الأوامر للطفل من أجل تحصيل أكبر كم من العلم، لذا يجب أن يتوقف الآباءعن قول: ذاكر، واستعانة بكلمات محفزة توجهها نحو كيفية إدارة وقته بالشكل الأمثل، فمن الخطأ أن يمكث الطفل عدداً من الساعات متواصلة في عملية المذاكرة دون فواصل، المخ يفقد تركيزه بعد 45 دقيقة على الأكثر، لذا يجب التوقف وأخذ فاصل قصير (خمس دقائق مثلاً) كل نصف ساعة.
ويجب عليك الاتفاق مع الطفل قبل بدء عملية المذاكرة على خطة اليوم، من مواد يجب مذاكرتها، و التشديد على أن وقت الراحة يقابله وقت المذاكرة، و لابد بالالتزام بقواعد التعلم من أجل الحصول على الرفاهيةن كما يجب الأخذ في الاعتبار الأنشطة التي سيقوم الطفل بممسارتها أثناء فترة راحته.
ترتيب الأولويات
يساعد هرم بلوم للإدراك المعرفي على تحقيق أقصى استفادة ممكنة للطفل من الدراسة، و في البداية تأتي مرحلة التذكر، ثم مرحلة الفهم، التطبيق حيث يجب أن يطبق الطفل ما يتعلمه في مختلف جوانب حياته، التحليل و يأتي ذلك للموقف بعناصره الأساسية، التقويم بفحص مصادر المعلومات لتقييم جودتها، و أخيرًا الابتكار بإعادة تنظيم المعلومات بطرق جديدة ومختلفة.
عوامل تحفيزية
يجب مرعاة تهيئة بيئة ملائمة للمذاكرة مثل الإضاءة الجيدة، والتغذية المتوازنة، والمكان الهادئ نسبياً مع مراعاة البعد تماماً عن السرير أو على الأقل أن يكون مواجهاً لظهر الطفل بحيث لا تقع عليه عينه.
من الأفضل التعرف على معلميه بالمدرسة ومتابعة كيفية تعاملهم معه، والاطمئنان أن العلاقة بينهم وبين الطفل قائمة على الاحترام والتحفيز، وليس على الخوف.