لا إعادة في التاريخ ولا رأفة في ساحة العلاقات الدولية لدولة فرطت أو بددت!
قدرت أمريكا أن اللحظة العربية أي قدرة العرب على التأثير المهم في السياسة الدولية اقتربت من نهايتها أو لعلها انتهت.
الخلافات العربية اتسعت في الآونة الأخيرة وتعقدت بشكل قطعي فرص أن يكون للجامعة العربية دور في تسوية النزاعات.
فاتتنا لحظة تاريخية لم نحسن قيادها وفاتتنا فكرة لم نخلص في تبنيها لكنني ما زلت رغم كل ما عانيت أتمسك بأمل نهوض جديد.
يتوقع كثيرون تصاعد الانفجارات الاجتماعية في الإقليم الذي تعوزه بوصلة ويفتقر إلى فكرة ويعيش خارج لحظة تخلى بنفسه عنها.
كان خروج الاستعمار شهادة عملية على ما يمكن أن يحققه التنسيق العربي والعمل العربي المشترك ثم بدأت الفكرة العربية طريق الانحسار البغيضة.
لم يمانع المنتصرون بالحرب العالمية الأولى في إعلان العرب تمسكهم بهويات وطنية وقومية بشرط الاحتفاظ في الوقت نفسه بحماية كل من فرنسا وانكلترا.
تكالب جديد من دول كبرى وإقليمية على سيادة عدد غير مسبوق من الدول العربية ويحدث التكالب في جو الوفاق والتشاور أحيانا خاصة بين روسيا وأمريكا والغرب.
بانحسار اللحظة العربية وخفوت صوت العروبة جدّت ممارسات ضد دول عربية وتدخلات فظة وضغوط لا تحتملها ظروف دول عربية لم تعد تربطها الفكرة الواحدة.
* * *
بقلم: جميل مطر
* جميل مطر مفكر سياسي ودبلوماسي مصري سابق
المصدر| الشروق – القاهرة
موضوعات تهمك: