تميل كبرى المجموعات الإنتاجيّة لفكّ قيود المنافسة إلى ابتلاع الشّركات الأصغر وإدماجها في مجموعاتها شراءً أو شراكة أو ما شاكل.
تنخرط في صناعة الاستهلاك جيوشٌ خبراء تجنّدها الرّأسمالية وتتدخّل مؤسّسات عدّة في هذه الورشة الضّخمة في شّراكة تّعاقديّة تصلأحيانا حدّ الاندماج.
تُحْرِزُ استراتيجيّةُ تنمية النزعة الاستهلاكيّة نجاحاً كلّما خاطبت غرائز البشر واستدرجتْهُم بوسائل إغراء مختلفة للنزوع نحو إطلاق الرّغبة بإشباع حاجاتهم.
مع الرّأسماليّة رُبِطَت كلّ قيمةٍ اجتماعيّة بالاستهلاك! حتّى التّحصيل المدرسيّ والعلميّ والعمل لا وظيفة لهما إلا تنمية موارد ماديّة لتحصيل القدرة على الاستهلاك.
كان النّاس يستهلكون ما يُنتجه عملُهم ليعيشوا ثم أصبحوا يستهلكون ما لا ينتجونه ليعيشوا أيضا ومع نجاح الرّأسماليّة في تغيير القيم باتوا مدفوعين إلى أن يعيشوا ليستهلكوا!
* * *
بقلم: عبدالإله بلقزيز
* د. عبد الإله بلقزيز كاتب وأكاديمي مغربي
المصدر: الخليج
موضوعات تهمك: