كما كان متوقعا ان داعش سيتبنى الهجوم الارهابي على العرض العسكري الارهابي في ايران، لان هذا التنظيم المشبوه والمكشوف لجيمع المسلمين العقلاء في العالم، لم يترك جريمة قذرة في العالم الا وتنباها حتى لو كانت صادرة عن معتوه او شاذ، بل يزعمون فوق ذلك ان هذا المجنون اسلم قبل فترة قصيرة و انتمى لـ”دعوشة” وقام بتنفيذ هذه العملية بناء على طلبهم. ولا يخفى على عاقل ان هذا التبني هدفه تشويه السلام عموما والاهل السنة خصوصا كونهم يشكلون 90% من المسلمين، وكون الغربيون لا يفرقون بين الاسلام وبين “دعوشة”.
صحيح ان النظام الارهابي في ايران وداعمه الخفي اسرائيل هم من خلقوا داعش وهم اكثر من استفاد منه، في ظل نوم عميق لحكام عرب يفترض بهم ان يضطلعوا بمهام التنمية والتنوير وتطوير العالم العربي والاسلامي الا انهم فضلوا النوم في اقبية “المكتبات” يمارسون اما “المطالعة” اما “الممانعة”.
أقرأ/ي أيضا: كيف تتألم إفريقيا من أنياب الطائفية الإيرانية؟
على أية حال فأربعة مسلحين إرهابيين مجهولين، يحملون أسلحتهم النارية، يختبأون خلف عرض عسكري، يظهرون عند بدأ العرض، ويفتحون النار على الجنود في العرض الذي كان يحمل كل مظاهر إستعراض القوة والعظمة، ليهرول بعض الجنود هاربين، البعض الاخر ينبطح على الأرض والبعض الأخر يسقط قتيلا أو مصابا، وسط هرج ومرج يختفي بعد مدة قصيرة جدا الرئيس حسن روحاني من على منصته.
يعد ما سبق ملخصا لما حدث صباح السبت، في العرض العسكري الذي بدأته القوات المسلحة الإيرانية، بعرض عسكري ضخم بمشاركة الحرس الثوري، ليقتل في الهجوم الإرهابي 11 عسكريا بحسب إحصائيات رسمية، وتقارير تتحدث عن أعداد أكبر، وإصابات بالعشرات من بين العارضين العسكريين.
القصة إجمالا لم تبدأ اليوم ولا من شهور بينما تستمر منذ سنوات وعقود، لكن البداية القريبة لقصة اليوم، يبدو أنها بدأت في وقت سابق أمس، مما أضطر طهران كعادتها لإتهام جماعات تكفيرية تمولها وتدعمها دول خليجية، ومن ورائها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبرغم ان اتهام طهران يأتي ككل حادث، وكل فعل وكل حركة، حيث عادة ما تحمل كل مصائبها لقوى خارجية، في مقدمتهم المملكة العربية السعودية، إلا أن طهران هذه المرة قد تكون محقة بحسابات بسيطة.
أقرأ/ي أيضا: السؤال الحقيقي من البصرة.. هل يولد عراق جديد؟
إيران بدأت استعراض فيلم رعب و إرهاب أمس في مناورات عسكرية، واعترفت أنه من أجل استعراض القوة وإرهاب الأعداء بالقرب جدا من سماء أعدائها، والتي أطلق عليها “الرد الساحق”، في ظل توترات تتصاعد بين طهران وواشنطن وإسرائيل وحلفها، الرافض لتواجد إيراني في سوريا واليمن ولبنان.
التوترات من البديهي كونها تتعلق بالعقوبات التي فرضت على طهران لإجبارها على القبول بشروط ترامب بشان اتفاق أو معاهدة نووية جديدة، كانت لابد وأن تتصاعد، لتزيد حدتها، بعد تهديد أكبر رأس إيرانية بحرب ورد قوي إذا فكرت الولايات المتحدة بشكل عسكري، ليتلوه المزيد من التصريحات والتصعيدات كان أخرها مناورات طائرات طهران في سماء الخليج الجمعة.
لم تكتفي طهران بهذه المناورات لكن مسؤولون في الجيش هددوا بأن تلك المناورات موجهة للقوى المتغطرسة، وذلك الوصف الإيراني الدائم للولايات المتحدة أكد عليه عدد من مسؤولي الجيش، الذين هددوا أمريكا ضمنيا برد إذا ألمحت أو وجهت أنظارها العسكرية بإتجاه ايران، خلال تصريحات بشأن المناورات نقلتها وكالات إيرانية.
أقرأ/ي أيضا: خبير بالشئون الإيرانية في حواره للساعة 25: ما يحدث في سوريا تمهيد لنشوب حرب عالمية
لم تتوقف تهديدات إيران عند هذا الحد بل تعدى لتنقل وكالة إيرانية عن رجل دين ايراني تهديده لإسرائيل كونه حان الوقت للملاقاة عسكريا بين إيران وإسرائيل. الأمور لم تقف عند ذلك الحد من الاستفزازت الإيرانية، لكنها تعدت لان يعلن الجيش عن مناورات بحرية أوسع ستصل لـ600 قطعة بحرية حربية بعد العرض العسكري اليوم في تصعيد لاستعراض القوة.
مازاد الأمور سوءا تهديد إيران بضرب الخليج عسكريا لمنع تصدير النفط، ردا على عقوبات أمريكية، وذلك لابد جن جنون واشنطن ومن خلفها مما دفعها لتأديب إيران من خلال ذلك الهجوم السريع الخاطف والمرتب له بشكل قوي، وربما لا.
ولكن عندما تتعامل مع دول مثل ايران وليس مع شيوخ ديسكو، فيجب ان تضع كل الاحتمالات في الحسبان، منها ان القضية كلها عبارة عن مسرحية ايرانية للقيام بعملية اعتقالات ارهابية لترويع اي مجموعة تفكر بالانتفاضة ضد الحكم المستبد في ايران، وعلى الاخص العرب في عربستان. تتبعها تصفيات بين مراكز القوى في ايران، او من يحاول منهم ان يغير من النهج المتخلف الذي تتبعه “شركة اللاهوت الصفوي” في ايران،
نقطة أخيرة تتعلق بتنظيم داعش الإرهابي “دعوشة” الذي تبنى الحادث، دوما كانت هناك دلائل ومؤشرات بأن طهران كانت ممولا وداعما للتنظيم الإرهابي دعوشة، ومنها عدم تنفيذه هجمات في إيران، الأن سقطت هذه التهمة عن دعوشة وعن شركة اللاهوت الصفوي، ولكن في الحقيقة فإن كل من دعوشة وشركة اللاهوت الصفوي ليسوا الا فروعا لشركة اللاهوت الصهيوني المتحدة، وسواء كان دعوشة من نفذ أم انه من استغل البروبغاندا الا انه ستظل الحقيقة واضحة، أن واشنطن بدأت بمرحلة المصارحة العلنية وان “كل شئ مباح”.
أقرأ/ي أيضا: حقائق الهيمنة الاستعمارية