يسعى موقع الساعة 25″ لنشر ما كان يدور إبان الثورة السورية من نقاشات وحواراتنا مع اههم المفكرين والساسة بالإضافة لأهم ما كان ينشر في الصحف ووسائل الإعلام وقتها، لأهمية فهم ما كان يدور في ذلك الوقت.
بدأ القادة الدوليين التكهن بأن أيام الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت معدودة، حيث المطالبة بتنحيه السلمي عن السلطة زادت وعَلا صوتها. ولكن ماذا لو سقط، ماذا سيحدث إذا سقط وانهار النظام؟
لقد أظهر التاريخ وأيضاً التجارب الأخيرة في العالم العربي صعوبة التحديات في المرحلة الانتقالية التي تعقب النزاعات. فعلى القيادة الجديدة أن تتعامل ليس فقط مع الإرث الديكتاتوري ولكن مع العواقب الفورية للعنف -الإنساني، الاجتماعي، المؤسساتي والاقتصادي- هذه العواقب سوف تتعقّد وغالباً ستطغى على كل الجهود المبذولة لبناء وتعزيز المؤسسات الديموقراطية وقواعدها في مجتمع ما بعد الصراع المصدم. سيكون هناك حاجة إلى هيكل إداري انتقالي مُنَظم للتصدي للتحديات التي يمكن أن تنشأ بمجرد أن يسقط نظام الأسد.
لهذا السبب قام المعهد الأمريكي للسلام بالمساعدة لتسهيل المشروع “اليوم التالي” وهو جهد يقوده سوريين للتخطيط لمرحلة ما بعد الأسد الانتقالية.
ستيفن هايدمان الذي يعمل في المعهد الأمريكي للسلام وهو المساعد الرئيسي لهذه الجهود سيناقش المشروع والتحضيرات لمرحلة ما بعد الأسد. واحتمال الانزلاقات والمضاعفات في العملية الانتقالية في مرحلة ما بعد الصراع، وهذا الحوار نشر لأول مرة في معهد الولايات المتحدة للسلام.
- ما هو مشروع “اليوم التالي”؟
– لضمان نجاح وانسيابية العملية قام مشروع “اليوم التالي” ويضم ٤٥ شخصية سورية تُمثل كافة أطياف المعارضة السورية الذين سيتشاركون في تطوير خطة لتسهيل عملية الانتقال الديموقراطي وذلك إذا نجحت المعارضة بإسقاط النظام الحالي. تضم المجموعة ممثلين كبار عن المجلس الوطني السوري واللجان التنسيقية المحلية في سوريا وأيضاً تضم ضباط سابقين، اقتصاديين ومحاميين من داخل سوريا والشتات الذين يمثلون كافة الاتجاهات السياسية الرئيسية ومكونات المجتمع السوري. سيتشارك الرجال والنساء معاً. وكل المجموعات الدينية في البلاد أيضاً ممثلة في هذه المجموعة. -
كيف بدأ المشروع؟ ماذا تم عمله حتى الآن؟
– المعهد الأمريكي للسلام والمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن بدأوا بهذا المشروع بعد فترة قليلة من بداية الانتفاضة، وقد اعتبر المشروع كمجهود لمساعدة المعارضة السورية بالشؤون التقنية للفترة الانتقالية مثل تحديد القضايا الرئيسية ووضع أهداف للسلطة الانتقالية.
في الفترة بين كانون ثاني وحزيران/ يونيو من العام 2012 شارك السوريون والخبراء الدوليين في اجتماعات شهرية للتخطيط لفترة ما بعد النزاع ولتطوير رؤية مشتركة لمستقبل سوريا الديموقراطي. أيضاً تم تحديد أهداف ومبادئ للانتقال وأيضاً التحضير لوثيقة مفصلة لكن مرنة للمرحلة الانتقالية.
وبمساعدة خبراء تقنيين قامت المجموعة بالتركيز على ست نقاط حاسمة: سلطة القانون، إصلاح قطّاع الأمن، العدالة في المرحلة الانتقالية، وضع الدستور، وتصميم نظام للانتخابات.
في نهاية هذا الشهر ستقدم المجموعة بناءً على اللقاءات والاستشارات التقنية وثيقة نهائية وتُنشر من قبل منظمة سورية غير حكومية.
- ماذا سيوجد في الوثيقة النهائية؟
– سيتم تداول الوثيقة النهائية بين عناصر تعتبر مركزية قبل نشره للجميع في نهاية شهر آب/ أغسطس. ستُستعمل الوثيقة كوثيقة تنظيم وتخطيط للمرحلة الانتقالية والتي ستحدد تحديات أساسية ستواجه السلطة الانتقالية بدورها في سوريا وستقوم الوثيقة بتطوير الخيارات والاستراتيجيات لمواجهة هذه التحديات. الهدف من الخطة الانتقالية هو وضع خريطة طريقة قابلة للتنفيذ للقيادة لمرحلة ما بعد الأسد مهما كانت تركيبة هذه القيادة. ستحوي الخطة في مضمونها توصيات لخطوات ممكن أن تبدأ فوراً لوضع أساسيات المرحلة الانتقالية. -
لماذا تم مشاركة المعهد الأمريكي للسلام بهذه الخطة؟
– المشاركة هي لعدة أسباب:
أولاً، المعهد له تاريخه في دعوة أطراف متباينة ومجموعات متنوعة لتدريبهم على التواصل الفعال فيما بينهم. ولذلك فإن مشروع اليوم التالي هو لتقوية المشاركة والتعاون والرؤية المشتركة لسوريا المستقبل بين مختلف السوريين وفي بعض الأحيان بين أطراف المعارضة المجزأة.
ثانياً، المعهد مُشارك بسبب خبرته في التخطيط للمرحلة الانتقالية. وكما وضّحت سابقاً أن التاريخ برهن على صعوبة المرحلة الانتقالية وتعقيداتها بعد أي نزاع وحتى عنفها مثل النزاع نفسه. المعهد له تاريخ يشهد بنجاحه حيث عمل مع عدة بلدان في المرحلة الانتقالية مثل العراق، ليبيا، الفليبين وكوسوفو وغيرها من الدول. المعهد أيضاً معروف بخبراته في سلطة القانون، قطاع الأمن، مرحلة البناء الاقتصادي ما بعد النزاع وأيضاً قضايا الخطوط الدستوري. هذه الخبرات جعلت من المعهد الأمريكي للسلام ومن شريكه الألماني مكان طبيعي لتسهيل الجهود للمجموعات المتنوعة وممثلين مجموعات المعارضة المختلفة ليتناقشوا في كيفية معالجة مرحلة ما بعد الأسد.
- من هو الممول للمشروع؟
– المشروع ممول من وزارة الخارجية الأمريكية، وزارة الخارجية السويسرية، مجموعة هولندية غير حكومية، المعهد الإنساني للتعاون والتطوير (HIVOS)، مجموعة نرويجية غير حكومية (NOREF) . هيكلية المشروع وتعدد الممولين تؤكد على سوريا المشروع وقيادته وأيضاً للتأكيد على أن دور المعهد الأمريكي والألماني هو لتسهيل وتيسير المشروع. -
ما هي بعض أهداف السلطة الانتقالية؟
– حدد المشاركون في المشروع أهداف عدة لتوجيه ومساعدة السلطة الانتقالية في جهودها:
– تطوير وتدعيم وتعزيز مفهوم المواطنة والهوية.
– تعزيز الوحدة الوطنية.
– بناء توافق حول القيم والمبادئ الأساسية للبلاد والإطار الجديد للحكم.
– العدالة والمواطنة لجميع المواطنين بغض النظر عن الطائفة والعرق والجنس.
– سورية ستكون دولة مدنية حيث مهمة قوات الأمن هو حفظ الأمن و حقوق الإنسان لجميع المواطنين.
– توحيد الدولة والمحافظات مع بعضها بعناصر اللامركزية سيساعد المواطن للمشاركة على كافة الأصعدة.
– الاقتصاد يجب أن يُدار بطريقة تضمن العدالة الاجتماعية وتطوير الإنسان واستمرارية التطوير وحماية الموارد الطبيعية.
– بناء الثقة بين المجتمع والمجموعات.
– كسر المورثات الاستبدادية من خلال إظهار التزام القيادة السياسية والحكومة بالمبادئ الديموقراطية وممارساتها.
– تثقيف وتمكين المواطن بمبادئ الديموقراطية وممارساتها.
-والدعم لزيادة الاحتمالية لحدوث إطار حكومي شرعي وقانوني فعال.