أصبح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته قاب قوسين أو أدنى، من رحيل مشابه لزميله في اليمينية المتطرفة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه وإن كان جميع التقدميين اتحدوا على إزاحة دونالد ترامب من خلال الانتخابات ووقف إلى جانبه معسكره اليميني من الحزب الجمهوري حتى اللحظة الأخيرة، إلا أن بنيامين نتنياهو قد اتحد ضده اليمين والوسط إلى القائمة العربية المشكلة من المكون العربي صاحب الأرض التي يحتلها الصهاينة.
حالة من الترقب تنتظر أداء حكومة الاحتلال الجديدة المكونة من الأضاد، إلا أنه على ما يبدو فإن الحكومة لن تطول كثيرا، وأن المتناقضات ستتفكك، لكن ما أتت من أجله ستؤديه على أكمل وجه وهو أن تزيح بنيامين نتنياهو من السلطة أخيرا بعد 12 عاما.
ويشغل رئيس حزب يمينا اليميني نفتالي بينيت، منصب رئيس الوزراء أولا قبل أن يخلفه يائير لابيد زعيم حزب يش عتيد بموجب اتفاق وقع عليه الحزب مع القائمة العربية الموحدة.
نتنياهو إلى السجن
يتأكد الجميع من أن بنيامين نتنياهو أو بي بي، لن يعود للسلطة مجددا، فبعد أن يخلع عن كرسي رئيس الحكومة لديها الكثير من الأمور التي سيتم تصفيتها معه كرئيس وزراء سابق،إلا أن مراقبون أكدوا أن نتنياهو لن يسقط بتلك السهولة وسيقاتل من أجل حماية نفسه من السجن، وسيفعل المستحيل من أجل الاستمرار في المنصب.
وعلى ما يبدو واضحا فإن نتنياهو قد يستمر في منصبه كرئيس لحزب الليكود، وسيكون عمله على محاولة إنهاء الحكومة، وهو ما سيكون في صالح بقاءه على باب السجن، وإن نجح في استغلال التناقض بين أطراف الحكومة ومن خلاله يتم إسقاطها،وإن كان يجمع التحالف الجديد راية إزاحة نتنياهو فقط،فمن المرجح أن تستمر في رفع رايتها حتى يدخل بي بي إلى السجن.
ويقول البعض أن المعركة لا تزال طويلة من أجل إسقاط نتنياهو الذي يختلف نفوذه داخل دولة الاحتلال عن نفوذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يعمل حاليا هو الآخر على نشر خزعبلات تتعلق بعودته القريبة للسلطة.
ولكن ماذا إن لم يدخل نتنياهو السجن؟
ويقول محللون أن اليمين الصهيوني يتصدع من داخله بشدة، وفقا لمقال نشر في صحيفة الأيام للكاتب هاني حبيب، الذي كتب عنوانا يقول: “هل هي بداية تصدع اليمين الإسرائيلي؟”، حيث يؤكد أن ما يحدث في السياسة الصهيوني معناه ليس فقط إزاحة نتنياهو الذي وصفه لملك في مدة استمرت 12 عاما، بل ستؤدي إلى إمكانية تفكك اليمين الإسرائيلي وتآكله من الداخل لينهار ويبتعد عن السلطة بعد هيمنته على دولة الاحتلال لعقدين.
في مقال نشرته صحيفة الحياة للكاتب باسم برهوم، حول الاتفاق بين لابيد وبينيت على إزاحة نتنياهو، يقول كاتب المقال ان ما يدو هو أشبه بحرب أهلية داخل معسكر اليمين الصهيوني، وهناك بيئة سياسية تشبه إلى حد كبير الأجواء التي كانت في دولة الاحتلال عام 1995.
ووفقا للكاتب فإن الأحداث تلك أشبه بالأحداث التي انتهت باغتيال رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحاق رابين على يد أحد أفراد المعسكر اليميني الصهيوني ذاته، مؤكدا أن نجاح لابيد وبينيت في تشكيل الحكومة الجديدة فإنه سيظل الاغتيال سيكون أمرا واردا ومتوقعا.
وهو ما يعني أن نتنياهو أمامه إما الاستسلام إلى السجن أو البقاء للمناكفة المستمرة لـ12 عاما، وهو ما معناه احتمالية اغتياله.
موضوعات تهمك: