توقيف رئيس المفوضية الإسلامية في مدريد: كل تفاصيل القصة

سلام ناجي حداد25 مارس 2021آخر تحديث :
توقيف رئيس المفوضية الإسلامية في مدريد: كل تفاصيل القصة

تصدر الدكتور أيمن إدلبي رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا، حديث السوريين والعرب في أوروبا خلال الساعات الماضية بعد ان تم استدعائه من قبل الشرطة الإسبانية لمساءلته حول “شبهات” على حد وصف بيان صادر عنه.

وقد تم استجواب إدلبي في مركز الشرطة الفرنسية بعد أن تم اصطحابه من قبل قوة من الشرطة، لمدة ساعتين اثنين قبل أن يتم إطلاق سراحه، في سابقة وصفتها زوجته الكاتبة نوال السباعي بـ”الخطيرة”.

ماذا حدث؟

وفقا لرواية زوجة المسؤول الإسلامي في إسبانيا، فقد طرق بابهم بعد منتصف الليلة الماضية قوة من الأمن والمخابرات الإسبانية، وانتشروا في جميع أرجاء المنزل، وفتشوه بناءا على أمر قانوني قضائي، مشيرة إلى أنهم بدءوا بجهاز الكومبيوتر الخاص بها، من قبل ضابطة مباحث عربية تجيد اللغة العربية.

وأضافت السباعي، أن رجال الأمن لم يجيبوها عن سبب هذا التفتيش مؤكدين سرية الأمر وعدم إمكانية الإفصاح عن شئ حتى ينتهي التفتيش، لافتة إلى أن زوجها الدكتور أيمن إدلبي المختص في الجراحة والإسعاف المتقاعد وصاحب منهج القاعدة الأندلسية لتعليم اللغة العربية ورئيس المفوضية الإسلامية في مدريد قد عاد للتو من زيارة رسمية لرابطة العلماء المسلمين في السعودية.

رئيس المفوضية الإسلامي في إسبانيا

وفي بيان آخر قالت زوجة إدلبي، أن ما حدث في منزلهما الليلة الماضية هو سابقة في غاية الخطورة من إحدى دول الاتحاد الأوروبي، وكتبت تعلق على ما نشر في الصحف صباح الأربعاء: “اعتقال رئيس المفوضية الإسلامية في مدريد”، نافية هذا الأمر، ومؤكدة على أنه لم يتم اعتقال إدلبي وقد عاد إلى منزله بعد مساءلة قصيرة.

واعتبرت السباعي أن تفتيش منزل أعلى منصب إسلامي في إسبانيا والتحفظ على أجهزته الإلكترونية والأوراق التي بحوزته منذ أربعين سنة، واصطحابه للتحقيق في مسألة تخص الإرهاب، بـ”العار” على إسبانيا وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية وعلى حكومتها وإعلامها في سابقة في غاية الخطورة.

ولفتت إلى أن تلك الأزمة أرسلت رسالة للجمهور مفادها، أنه لا فائدة من الاندماج ولا من الذوبان والاستقامة، وذلك بعد أن تم اعتقال أعلى رأس إسلامي في إسبانيا قضى حياته في خدمة المجتمع الإسباني وتطهير أفكار مئات الشباب من التطرف، على حد تعبيرها.

تعليق أيمن إدلبي

بعد ساعات قليلة أصدر رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا بيانا للتعليق على ما حدث، مؤكدا ثقته في القضاء الإسباني وعدله مهما كانت الشبهات التي لا أساس لها من الصحة على حد تعبير البيان.

وقال بيان رئيس المفوضية الإسلامية، أن الشرطة أوقفته للمسائلة في مكتبها مع آخرين، مؤكدا اعرابه عن ثقته في القضاء الإسباني، وتفهمه لقيام الجهات المختصة بالتحقيق في تلك الشبهات.

رئيس المفوضية الإسلامي في إسبانيا

كما عبر رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا عن استيائه الشديد، من وصف تلك الأحداث بالاعتقال، حيث الأمر لم يستمر لأكثر من ساعتين، وكان من الممكن بمقابلة في مقر مركز الشرطة، لكنه أكد على وجوب إعادة الهدوء والثقة في محاكم العدل وإعادة التأكيد على استمراره في مهامه بتمثيل المفوضية الإسلامية، رافضا في الوقت نفسه الشبهات الاتهامية التي لحقت به، معتبرا أنها بعيد وغربية عن المشاعر والعمل الديني الإسلامي.

واختتم البيان قائلا: “ما زلنا تحت تصرفكم ، كمجموعة من المؤمنيين وكمؤسسة دينية إسبانية، وكَمُكَوِّن يُشكل جزءا من المجتمع الإسباني، وذلك في سبيل إحقاق العدل والسلم. فمن مهامنا ضمن مسؤولياتنا، كإخوة، و كمواطنين ، تجمعهم المصالح المشتركة العامة، العمل من أجل السلام والارتقاء”.

من هو أيمن إدلبي؟

رئيس المفوضية الإسلامي في إسبانيا

من مواليد العاصمة السورية دمشق عام 1946، ويعيش في إسبانيا منذ عام 1968.

رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا، حاص على شهادة الطب من جامعة غرناطة وذلك في أربعة اختصاصات أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ودبلوم في طب الأطفال ودكتورا هفي الاسعاف العام ودبلوم في الجراحات الصغيرة.

ألف إدلبي ويدير مشروع الطريقة الأندلسية لتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقد أقدم على نشر الدعوة بين الشباب وانقاذهم من الانحراف والتطرف والمخدرات بفضل افكاره ودعواته، وكانت له حلقات يعقدها للشباب في جميع المدن التي سكنها.

أسس تجمع الشباب المسلم في العاصمة الإسبانية مدريد والذي قام من أجل محاربة الإرهاب، على خلفية تفجيرات قطار مدريد، وتم إعداد الكتاب الفريد من نوعه والضخم والذي حمل اسم نضامن ومواساة مع الشعب المدريدي وضحايا التفجيرات.

يشغل منص رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا وهو أعلى منصب إسلامي رسمي تابعة للدولة نفسها، والذي قبله بشرط تعيين مستشارين من الدولة الإسبانية نفسها للعمل معه، وهو العمل الذي يؤديه تطوعا ولا يتقاضى عليه أي مبلغ مالي، كما لم يتلقى أي اموال خلال سنوات نشاطه في العمل الديني، كما انه غير منتمي بأي شكل من الأشكال لأي تنظيم سياسي أو غير سياسي.

رئيس المفوضية الإسلامي في إسبانيا

ووفقا لزوجته فقد تم توقيفه مؤخرا ومساءلته، لأسباب تتعلق بعمله على تجديد المسجد الرئيسي في مدريد وضخ روح شبابية جديدة في إدارات مختلف الهيئات الإسلامية، مؤكدة أن ذلك لا يرضي من استماتوا من أجل تعيينه في منصبه قبل سبعة أشهر فقط، وقد واجهوه بتلك الاتهامات لإرغامه على الاستقالة من منصبه حيث لم يستطيعوا حمله على ما أرادوا، على حد تعبيرها.

اتهم بإرسال أموال إلى سوريا من قبل مواقع عربية وإسبانية، وهو ما نفته زوجته، مؤكدة أنه لم يرسل قرشا واحدا إلى سوريا، ولا حتى لعائلته التي لا تحتاج لإعانة مالية من ابنهم في الخارج.

رئيس المفوضية الإسلامي في إسبانيا

اعتبر مراقبون ومعلقون عملية توقيفه ومساءلته حملة جديدة من محاكم التفتيش الإسبانية ضد المسلمين.

موضوعات تهمك:

لقد عدنا الى محاكم التفتيش في القرن الواحد والعشرون

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة