يسعى إعلام النظام السوري، وأيضًا الإعلام الروسي، لتصور الوضع في إدلب على أنه مواجهة للإرهابيين، كتبرير للقصف المستمر منذ أيام باستخدام كافة الأسلحة المحرمة دوليًا، بما فيها الكيماوي، –حسب ما أثبتته الإدارة الأمريكية-، إلا أن ما لا يعلمه البعض أن هناك قوة أساسية قوامها 70 ألف مقاتل تمثل المعارضة المعتدلة هي من تقوم بالدفاع عن المدينة في وجه الهجوم الدموي المستمر من قبل روسيا وحلفائها.
وشهد أغسطس الماضي اتحاد 14 فصيلا من المعارضة المعتدلة تحت سقف واحد، مع بدء النظام السوري وميليشياته الحشد المكثف خلال الأشهر الماضية، استعدادا للهجوم على المنطقة.
وتضم فصائل المعارضة المعتدلة، التي تقع تحت اسم جبهة التحرير الوطنية، كل من فصائل: فيلق الشام، وجيش النصرة وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والفرقة الساحلية الثانية، والفرقة الأولى، والجيش الثاني، وجيش النخبة، وشهداء داريا الإسلام، ولواء الحرية، والفرقة 23، وجبهة تحرير سوريا، وجيش الأحرار، ومجموعات صقور الشام.
وعلى الرغم من وجود عدد من مقاتلي هيئة تحرير الشام داخل إدلب، إلا أن المدينة تخضع لسيطرة قوى المعارضة المعتدلة بشكل رئيسي.
وتناضل الجبهة الوطنية للتحرير ضد النظام السوري في محافظتي إدلب شمال غربي البلاد وشمالي محافظة حماة (وسط)، ومع انضمام الفصال الجديدة فإن الجبهة أصبحت تضم في بنيتها حوالي 70 ألف مقاتل، لتكون أكبر كيان عسكري يقاتل ضد النظام حاليا، وتتموضع عناصر المعارضة في كافة خطوط جبهات المواجهة.
أمّا هيئة تحرير الشام القوة الأخرى صاحبة النفوذ في المنطقة، فتم تشكيلها من قرابة 25 مقاتلا بعد إنحلال جبهة النصرة العام الماضي.
وخلال الشهور الأخيرة، تعرضت الهيئة إلى خسائر ملموسة مع انفصال عدد كبير من الجماعات التي كانت تعمل تحت سقفها.
وقد شكّل بضعة آلاف من المقاتلين المنفصلين عن الهيئة جماعة أسموها “حراس الدين”، وتُعرف هذه المجموعة بتبعيتها لتنظيم القاعدة.
ومنذ 10 أيام، يشن النظام السوري وحلفاؤه غارات جوية مكثفة على مناطق جنوبي وجنوب غربي إدلب، وشمالي حماة.
وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 30 مدنيا على الأقل، إلى جانب عشرات الجرحى.
وردا على هذه الهجمات، تقصف قوى المعارضة نقاط عسكرية تابعة للنظام.
يُذكر أنه تم إعلان منطقة إدلب كواحدة من مناطق خفض التوتر، بموجب جلسة اتفاق أستانة في 4-5 مايو 2017، بضمانة كل من تركيا، وروسيا، وإيران.
وأقامت تركيا بموجب الاتفاق 12 نقطة مراقبة في منطقة إدلب خلال أكتوبر 2017، حيث أصبح حوالي 4 ملايين مدني يقيمون تحت الحماية التركية.
وفي الجهة الأخرى، سيطر النظام السوري وحلفاؤه على مناطق خفض التوتر الأخرى، وعددها 3، في كل من حمص، والغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة في الجبهة الجنوبية.