حلت ايران محل انتقادات العالم العربي وأنظاره، وتوجهت لها أولا وأخرا، أصابع الاتهام فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار العاصمة الكردية أربيل شمالي العراق، فيما لم يتم توجيه أي اتهام رسمي حتى الآن إلى طهران، إلا أنها على ما يبدو تستشعر ذلك وتعرف أن اللوم سيسقط عليها آجلا أو عاجلا، خاصة وأنه كان لها يد كبيرة في الاعمال التخريبية التي تحدث في المنطقة خلال السنوات الماضية.
ايران تدافع عن نفسها رسميا
أصدرت الخارجية الإيرانية اليوم، بيانا تنفي فيه استهداف مطار أربيل ومناطق أخرى بالعاصمة الكردية، قائلة في البيان: “إن كل الجهود التي تعمل على تحميل ايران مسؤولية محاولة تعطيل مطار اربيل مثيرة للشك ومدانة بشدة”، مشيرة إلى أن الخارجية الإيرانية تعتبر امن العراق واستقرار مفتاحا للحلول في المنطقة وأمن دولها، مؤكدة رفضها لأي أعمال تخل بأمن واستقرار العراق، على حد زعمها.
وأضافت الخارجية الإيرانية في بيانها أنها تدعو الحكومة العراقية إلى إصدار أوامر للتعامل مع من يبث الشائعات وينسب الهجوم على مطار أربيل إلى ايران نافية أي صلة لها بهجوم أربيل.
الهجوم وقع أمس بثلاثة قذائف هاون سقطت في محيط مطار أربيل الدولي، بينما شهدت المنطقة انتشارا أمنيا مكثفا وتم قطع بعض الطرق لبحث الهجوم وأسبايه، بينما أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد واين ماروتو أن استهداف قوات التحالف في أربيل بنيران غير مباشرة أدى إلى مقتل متعاقد مدني واحد وإصابة 6 آخرين من بينهم جندي أمريكي.
ايران متهمة في وقت تختبر صاروخا جديدا
جاء ذلك الاتهام لإيران في وقت تختبر فيه إطلاق صاروخ دقيق قصير المدى وفقا لما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن قائد القوات البرية الجنرال كيومرت حيدري قوله أن مدى الصاروخ كان 300 كيلو متر، مضيفا أن الصاروخ الذكي الدقيق قادر على العمل تحت أي ظروف جوية، ولم يوضح المسؤول العسكري الإيراني موقع اجراء اختبار الصاروخ.
وقالت تقارير ان الجيش الإيراني يسيطر على ترسانة الصواريخ قصيرة المدى، لكن الصواريخ طويلة المدى تقع تحت سيطرة الحرس الثوري، بينما قال قائد الجيش أن إيران وروسيا ستجريان تدريبا مشتركا في الجزء الشمالي من المحيط الهندي في المستقبل القريب.
وأوضح الأميرال سياري أن التدريب يهدف إلى تعزيز الأمن بالمنطقة وهي التدريبات الثانية من نوعها في عام 2019.
ايران تحاول الخروج من النفق
خلال الأيام القليلة الماضية زادت الضغوطات على طهران بما يتعلق بعدة قضايا تخص نشاطها الإرهابي في المنطقة والعالم، كان أبرزها التركيز الأمريكي للإدارة الجديدة على قضية الاتفاق النووي والعودة إليه، في وقت تضغط الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق بكل طاقتها على طهران للعودة للالتزام بالبنود الخاصة بالاتفاق التي تنصلت منها طهران مع العقوبات الأمريكية.
ولدى إدارة بايدن توجه خاص بما يخص البرنامج النووي الإيراني، ولعلها كانت سببا رئيسا في تصريحات نتنياهو التي اكدت أن هناك خلافات مع الإدارة الجديدة على هذا الملف.
في الوقت الذي وجه الاتهام لطهران على استهداف مصالح أمريكية في إفريقيا وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، حيث ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن ايران مسؤولة بشكل واضح عن هجوم استهدف دبلوماسيين إماراتيين في أديس أبابا، بعد تفكيك الأخيرة خلية مكونة من 15 شخصا حاولوا استهداف السفارة بمتفجرات وأسلحة.
كل تلك الهجمات واختبار الصاروخ الدقيق وغيرها، تحاول من خلالها طهران الضغط على الغرب، كما يضغطون بكل ثقلهم، وترغب ايران في تخفيف الضغط عليها عن طريق الاعمال التخريبية، في وقت قد تقدم تلك الأعمال المزيد من الأزمات للنظام الإيراني، في حال تم إثبات تلك التكهنات والاتهامات بالأدلة.
موضوعات تهمك: