الطلاب: نبدأ الحجز من يوليو والأسعار نار
أولياء الأمور: حجز الدروس الخصوصية يبدأ من يوليو وإحنا معذورين
متحدث الوزارة: خطة طموحة لإلغاء مراكز الدروس الخصوصية
” أنت حجزت مواعيد الدروس ولا لسه “… جملة تتردد على ألسنة الطلاب وأولياء الأمور منذ شهر يوليو من كل عام ، وكأن بداية الفصل التعليمي في مصر يبدأ مع يوليو وليس سبتمبر .
طلاب الثانوية العامة هم أكثر الفئات التي تسأل هذا السؤال هم وأهاليهم الذين يرون أن التأخير في حجز المدرسين معناه أن ابنهم أو بنتهم مصيرهم ليس إلى كليات القمة والعكس صحيح .
بمجرد دخولنا في شهر يوليو ، ترى طوابير تقف في أماكن معينة وكأنها سوبر ماركت أو منافذ لتوزيع المواد الغذائية للمصريين ، لكنها في الحقيقة هي مراكز للدروس الخصوصية ، حيث يتجمع الطلاب والطالبات أمامها من أجل حجز مواعيدهم للعام الدراسي الجديد .
وقد تكون هذه المراكز شقة في مبنى سكنى أو مركزاً تابعاً لمسجد أو كنيسة، يعمل على فترتين الأولى صباحًا كحضانة أطفال والثانية بعد الظهر كمركز للدروس الخصوصية، بالإضافة إلى قاعات الأفراح صباحًا التي تقام فيها المراجعات الأسبوعية والنهائية، نظرًا لاتساعها لعشرات الطلاب.
موقع الساعة 25 تخترق حاجز الصمت الرهيب عند هذه المراكز ، نتحاور مع الطلاب وأولياء الأمور لمعرفة كيف يتم تدبير حاجاتهم الأساسية في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وتلبية طلبات أولادهم من هذه المراكز عالية الثمن من خلال التحقيق التالي ,,,
الدرس الخصوص مفيد بس نار
وتقول أميمه العربي – طالبة بشعبة العلمي بالثانوية العامة – إن الدراسة صعبة، وتحتاج إلى مزيد من التركيز والشرح المفصل، إضافة إلى أن مدرس الفصل لا يشرح غير القشور لضيق وقت الحصص ، على عكس المدرس الخصوصي الذي يزيد ويفيض في شرحه لان سعر الحصة عنده كبير فهو لا ينظر إلى العائد المادي من وراء الطلاب ، لذلك فإنني اعتمد على الدروس الخصوصية ، رغم ما تتطلبه من مصاريف باهظة ، فسعر الحصة الواحدة تصل إلى 40 جنيهاً ، وهذا يتوقف على عدد الطلاب الذين سيحضرون ، فمثلًا مدرس الفيزياء يطلب 100جنيه للحصة ، إضافة إلى سعر المذكرات والامتحانات.
تهاني حسين – طالبة بالثانوية العامة علمي علوم – بدأت في الحصول على الدروس الخصوصية منذ مطلع أغسطس بأحد المراكز ، وأنا كده كنت متأخرة جدا، وبصراحة الدروس الخصوصية شيء هام وضروري لطالب الثانوية العامة، فطريقة شرح وتعامل المدرس داخل المدرسة تختلف كثيرا عن المدرس الخاص رغم أنه من الممكن يكون هو نفسه مدرس المدرسة لكن هنا شيء وهناك شيء أخر تماما. فمثلا الحصة تستغرق الحصة ، بينما حصة المدرسة لا تزيد عن نصف ساعة فعلياً ، وسعر الحصة في السنتر تختلف حسب أهميتها ، فالمواد العلمية تتراوح سعرها بين 40 و 50 جنيهاً للحصة، وباقي المواد تصل إلى 30 جنيهاً، بخلاف ثمن الملازم للمادة الواحدة شهريًا 15 جنيهاً، ومراجعة ليلة الامتحان يتوقف سعرها على حسب المدرس ومسئول المركز.
ويرى أحمد جمال– طالب بالثانوية أن طالب الثانوية العامة بدون دروس خصوصية لن يستطيع اجتياز بعبع الثانوية ، وذلك لأن المدرس بالمدرسة لا يوصل المعلومة بكفاءة ولا يلتزم بالشرح المفصل، أما المدرس الخصوصي فيركز على النقاط المهمة التي تأتى في الامتحانات والمراجعات الدائمة.
والأمر الذي لا يُصدق أن تصل حصة مادة الإنجليزي إلى 50 جنيهاً و100جنيه شهريًا للفرنساوى والتاريخ ، 80 جنيهاً شهريًا للغة العربية والفلسفة والجغرافيا، إلا أن أهم ما في الموضوع هو كيفية اختيار المدرس الكفء الذي أستفيد من علمه طوال السنة .
لا بديل عن الدروس
عبرت تهاني المرجوشي– ولى أمر طالبة بالثانوية – عن رأيها في اعتماد ابنتها على الدروس الخصوصية، قائلة: ليس أمامنا حل آخر، فجميع التلاميذ يعانون من سوء حالة المدرسين داخل المدارس، والثانوية العامة محتاجة لتركيز واهتمام لذلك ليس لدينا سوى الدروس الخصوصية.
وتعتبر أمال المغربي– ولى أمر ، أن استقطاع ثمن الدروس الخصوصية بات أمر ضروري من مصاريف المنزل، ووصفت مدرسي الدروس الخصوصية بالجشع.
أين العائد المادي
ويدافع المدرسين عن أنفسهم فيقول إبراهيم محمد – مدرس لغة إنجليزية – بأنه لا توجد مقومات داخل المدرسة تجعل المدرس يقوم بعمله على أكمل وجه داخل الفصل، وذلك لعدم وجود عائد مادي يكفى احتياجات المدرس، ويطالب بزيادة الرواتب وفقًا للأقدمية وبما يتناسب مع زيادة الأسعار، وأشار إلى أن المدرس في حال تقاضيه ما يكفيه سوف يمتنع عن الدروس الخصوصية وسيوفر مجهوده ووقته للمدرسة ولأسرته، وأشار إلى أن نسبة غياب طلاب الثانوية العامة تصل إلى 100%، ويعتمدون كلية على الدروس الخصوصية وإهمال دور المدرسة، ويرجع ذلك لإهمال تطبيق قرارات فصل الطالب لعدم حضوره المدرسة.
التباهي الأسري
وأفاد صلاح عبد الحي ، مدير مدرسة خاصة بالقاهرة بأن فترة السبعينيات وما قبلها كان الطالب الذي يلجأ إلى الدرس الخصوصي ويتخفى عن أعين الناس لان هذا يدل على أنه طالب ضعيف المستوى، لكن الأب والأم حاليا يتباهون بأنهم يعطون أولادهم دروساً خصوصية عند أكابر المدرسين وتم حجزهم مبكرا ، ومنذ الثمانينيات والتعليم فى تدنٍ والمناهج غير مترابطة ومتشعبة، ولذلك اضطر الطالب للذهاب إلى مراكز الدروس الخصوصية لما تتوافر بها من مدرسين على درجة من الكفاءة، والقدرة على معرفة كيفية وضع أسئلة الامتحانات.
الرد الحكومي جاهز
وبتواصل موقع الساعة 25 مع أحمد خيري ، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم ، أفاد عبر الهاتف أن الوزارة قامت بتوزيع بيان رسمي للمحافظين، من أل حصر وتشميع مراكز الدروس الخصوصية، وتحرير كافة المضبوطات وإنذار المدرسين بالفصل لمخالفتهم قرارات الوزارة ، لكن حتى الآن لم تنته المحافظات من إجراءاتها.
مشيراً إلى خطورة استمرار مراكز الدروس الخصوصية، بالسلب على الطلاب والطالبات من جهة ، وعلى المجهودات التي تقوم بها الوزارة من جهة أخرى ، وعلى العملية التعليمية برمتها ، خاصة أنها تساهم في إهدار جزءاً كبيراً من الدخل القومي، والتأثير على نسبة حضور الطلاب إلى المدارس، مؤكدًا أن الخطة التي وضعتها الوزارة، سوف تنفذ كاملة مع بداية العام الدراسي الجديد.
أقرا/ي أيضا
أطفال سوريا مهددون بالحرمان من التعليم