تحولات كبيرة وتغيرات حدثت على خلفية المصالحة الخليجية الوشيكة بين قطر والسعودية، والتي تحدثت عنها مصادر كويتية وأمريكية راعية للمفاوضات خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أشهدت تغيرات على مستوى السياسة حيث التصريحات المشحونة باتت بعيدة عن المشهد في الوقت الراهن.
إلى جانب ذلك هناك تغيرات اقتصادية حيث أرباح كبيرة جدا، تعيد دولتي قطر والإمارات لما كانتا عليه قبل القطيعة التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، لكن التغيرات التي ستكون دراميتيكية ومثيرة للغاية تلك التي ستشهدها الفترة المقبلة وتشهدها حاليا الخطابات الاعلامية الممولة والمملوكة وحتى الرسمية للدول التي تتجه للصلح المنتظر.
الجميع تسائل حول كيفية المصالحة الخليجية المنتظرة، وكيف سيتناولها الاعلام الخليجي، بعد ثلاث سنوات من الهجوم الشرس المتبادل، الذي خرج عن كافة الأعراف ومواثيق الاعلام واحترام الآخر، بدأتها دول المقاطعة وانجرت إليها مؤسسات إعلامية مملوكة أو ممولة من قبل الحكومة القطرية. حيث وصلت درجة العداء إلى السباب بأقزع الألفاظ وأكثرها حدة، ومحاولة توجيه أقسى أنواع الاهانات من كلا الجانبين للطرف الآخر، وليس مجرد الهجوم والانتقاد غير المسبوق بالأصل بين الدول الأربع الخليجية التي تشارك في الأزمة، وإن كانت مصر وقطر لهما قناة تعامل خاصة منذ عام 2013.
المصالحة الخليجية وتطورات “كوميدية”
شهد اليوم وأمس تطورات إيجابية فيما يتعلق بالخطاب الإعلامي للدول الخليجية المتناحرة والساعية للتوصل لاتفاق من أجل حل الأزمة، وعلى رأسهم قطر والسعودية.
المواقع الاخبارية والقنوات الفضائية المملوكة للدولة القطرية شهدت انضباطا غير مسبوقا قبل ثلاث سنوات، في خطابها الاعلامي، خاصة فيما يتعلق بتلك المواقع التي تكيل السباب ليلا ونهارا لولي العهد السعودي والمملكة العربية السعودية، بالإضافة للإمارات ودول اخرى مقاطعة لقطر، حيث شهدت تلك المواقع انضباطا فيما يتعلق بالسباب وكيل التعرض للأعراض والشرف، لكنه في الوقت نفسه قررت أن تفصل بين السعودية والامارات، حيث شهدت خطابا تقليديا اخباريا عن المملكة، فيما كانت الامارات لا تزال تحت سهام انتقاداتها وأحيانا الهجوم المؤطر بحد.
المصالحة الخليجية أيضا لم تؤثر في تلك المواقع التي شابها انفلاتا نوعا ما، بل أثرت في القنوات التي تعد واجهة دولة قطر مثل قناة الجزيرة وموقعها الذي تجنب نشر أي شئ سوى ما تنشره الصحف الكويتية وتصريحات المسؤولين الكويتيين عن المصالحة فقط، بينما على الطرف الآخر في الإمارات والسعودية كان الأمر مماثلا تماما.
وإن كانت تلك التغيرات في الخطاب الاعلامي بين الدول التي تبحث عن انفراجة نحو المصالحة الخليجية بعد سنوات من الأزمات المتصاعدة والتوترات، فإن الخطاب الاعلامي المصري، فإن المواقع الأكثر تشددا في التعامل مع قطر، تجاهلت الأخبار الواردة حول ملف المصالحة الخليجية تماما، دون أي ذكر عن التقارير التي تبثها جميع وسائل الإعلام العالمية والعربية.
أما المواقع والصحف ووسائل الاعلام الأكثر اتزانا واعتدالا فقد شهدت إما تجاهل تام، أو مرور عابر من تلك الصحف الأشهر على الأخبار والتصريحات الكويتية بهذا الشان.
لكن التعليق الذي أثار جدلا واسعا هو موقف الإعلامي والإداري بقناة الجزيرة القطرية، جمال ريان، الذي شهدت تصريحات تطورات غريبة فيما يتعلق بالأزمة، حيث تداول البعض تغريدة وديعة يتحدث فيها عن قادة دول الخليج جميعا.
وكان أحد المتابعين له قد كتب: “هل تعلم يا المحترم جمال ريان: أنت و بفضلك أنت عادت دول الخليج إلى بعضها البعض , لقد ناضلت و كافحت كثيرا من أجل هذا, و الآن أصبح ما كنت تتمناه حقيقة . كل العارفين يحيونك و يعترفون لك”، ليرد عليه جمال ريان: “لا والله هذا بفضل من الله وبفضل قادة الخليج اللهم وفقهم ولم شملهم.” وهو التعليق الأنسب الذي نختتم به التقرير، في إنتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تحولات دراميتيكية وفي بعض الأحيان “كوميدية”.
موضوعات تهمك: