تصدر صائب عريقات حديث العرب جميعهم، وذلك بعد وفاة شيطان أريحا اليوم عن عمر ناهز 65 عاما، وذلك متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد تطور حالته الصحية للأسوء، وقضى متأثرا بذلك المرض اليوم في أحد مستشفيات التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وانهالت التعليقات على وفاة الراحل صائب عريقات من كل جهة، حيث دعا له العرب بالرحمة، بينما أقدم البعض الآخر على صب اللعنات على مسارات حركة فتح التطبيعية مع الاحتلال، كما وصفوها، محملين عريقات ورفاقه المسؤولية عما وصلت إليه القضية الفلسطينية الآن.
وعلى إثر ذلك نقدم إليكم أبرز المعلومات عن الراحل من خلال هذا التقرير.
حياة صائب عريقات
ولد الراحل عام 1955 بمدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، وكان السادس من بين سبعة أخوة وأخوات وأسرته تنحدر من بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس.
درس في أريحا ووصل إلى المرحلة الثانوية، وبعدها سافر إلى الولايات المتحدة وحصل على شهادتي البكالريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، وبعدها سافر إلى المملكة المتحدة وحصل على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام والصراع عام 1983 من جامعة برادفورد شمالي انجلترا.
وبعد حصوله على الدكتوراه عاد عريقات إلى مدينة نابلس في الضفة الغربية، وعمل كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة نجاح الوطنية كما عمل أيضا في الصحافة بهيئة تحرير صحيفة القدس الفلسطينية.
السياسة
عمل عريقات في السياسة التي درسها بدءا من عام 1983، وقد دشن برنامجا للتبادل الأكاديمي للحوار بين الأكاديميين الفلسطينيين والإسرائيليين، خالقا من ذلك حالة أزمة الفلسطينيين هي اختيار التفاوض السلمي مع العدو المحتل.
عام 1991 كان قد وصل لما رنا إليه حيث أصبح رئيس الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد لما زعم وقتها أنه السلام، وتابع في المحادثات الأخرى في واشنطن بين عامي 1992 و1993، ثم بعدها بعام أصبح وزيرا للحكم المحلي في السلطة الفلسطينية وكذلك رئيسا للوفد المفاوض للاحتلال.
عام 1995 كان قد حصل على منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال مفاوضات اوسلو وبعدها تم انتخابه في المجلس التشريعي الفلسطيني، عام 1996 ممثلا عن دائرة أريحا، وعام 2003 عندما تم تعيين محمود عباس رئيس للوزراء، تم تعيين عريقات في منصب رئيس دائرة شؤون التفاوض في منظمة التحرير. حيث كان وقتها من المقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات.
أطلق على صائب عريقات شيطان أريحا من قبل ياسر عرفات، وذلك في إشارة لأن عريقات لديه موهبة في المناورة واللعب السياسي على حد زعمه، على الرغم من أن العملية السياسية والتفاوضية التي قادها عريقات لم تسفر عن أي شئ يذكر لصالح القضية الفلسطينية سوى مزيد من حسم أوراق اللعبة لصالح المحتلين، إلا أن الاسم لازمه حتى وفاته.
كان عريقات يحظى باحترام الساسة الفلسطينيين وعلى رأسهم محمود عباس وحركة فتح، وتحدثت تقارير عام 2003 على أنه كان هناك صراعا داخل السلطة الفلسطينية بين الزعيم القديم ياسر عرفات والزعيم الذي يحاول أن يصنع نفسه محمود عباس، مشيرين إلى أن عباس وعرفات كانا قد اختلفا بعد أن كان قد تم اختيار عريقات وزيرا للمفاوضات في الحكومة الجديدة وقتها، ثم بعدها استقال من وفد المفاوضات، ليعاد تعيينه في وقت لاحق في منصبه عام 2007.
عام 2006 كان قد انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية فتح، ثم أصبح عام 2009 عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي عام 2009 تم تعيينه من قبل محمود عباس رئيسا للوفد الفلسطيني لكنه استقال بعد تحقيق السلطة الفلسطينية في قضية تسريب وثائق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط التي كشفتها قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية عام 2011، وثتها على التلفزيون برنامج الوثائق الفلسطينية في سلسلة مكونة من أربع حلقات في القناة القطرية. لكنه لاحقا تراجع عن استقالته.
لدى عريقات كتب سياسية، أهمها الحياة مفاوضات، الذي صدر عام 2008 وبين علي وروجز الذي صدر عام 2014.
أصيب بنوبات مرضية عدة، أبرزها عام 2012 عندما أصيب بأزمة قلبية، لكن بعد ذلك عام 2017 خضع لعملية زراعة رئة.
موضوعات تهمك:
| وفاة صائب عريقات القيادي في حركة فتح |
