انتخابات امريكا لا تزال متصدرة في مواقع مختلفة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث جوجل، حيث تصدرت الانتخابات قائمة الأكثر بحثا، إلا أن الأمر المميز هو اهتمام الإعلام العربي بتلك الانتخابات، وطبيعة التغطية التي تقدمها وسائل الإعلام العربية والمواقع التابعة لها، بشكل غريب للغاية.
في البداية كان الأمر مريحا للكثيرين، عندما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متقدما في أغلب الولايات الحاسمة، وكان ترامب قد كان متقدما في ولايات ميشغان، ويسكونسون، فلوريدا، تكساس، جورجيا، أوهايو، آيوا، كارولاينا، بنسلفانيا. وكانت وسائل الإعلام العربية تغطي الأمر بشكل محترم، بل إن سكاي نيوز عربية والجزيرة كانتا الأفضل تقريبا في التغطية، لكن ماذا حديث؟
انقلبت الأمور في انتخابات امريكا عندما جاء جوزيف بايدن من بعيد جدا ليحطم كل الأرقام التي تقدم بها ترامب، ويضمن في جعبته حتى الآن 264 صوتا، مقابل 213 للرئيس الأمريكي، ويتبقى للمرشح الديمقراطي 6 أصوات من المجمع الانتخابي، للفوز بالانتخابات بشكل شبه رسمي، إلا أنه من المنتظر أن تحسم ولاية نيفادا الأمر حيث يتقدم فيها بايدن وفي نفس الوقت لدى هذه الولاية 6 أصوات في المجمع الانتخابي، وبعد فرز 75 بالمائة من الأصوات في تلك الولاية، لا يزال بايدن متقدما حيث احرز 49.3 بالمائة، بينما ترامب لديه 48.7 بالمائة ولا تزال عملية الفرز مستمرة.
ويتقدم بايدن حاليا في عدة ولايات بينما قالت فوكس نيوز أنه تمكن من حسم ولايات آريزونا، وميشيغان ونيوهامشير وويسكونسن، وقد حسم ترامب أيوا وأهاويو وتكساس وفلوريدا.
وجاء هذا الانقلاب بانقلابا مشابها في الإعلام العربي بشكل غريب للغاية.
انتخابات امريكا والإعلام العربي
مع هذا الانقلاب فين تائج انتخابات امريكا انقلب الاعلام العربي رأسا على عقب، لدرجة ذهبت إلى الردح، حيث غيرت العربية السعودية لهجتها تماما، حيث أصبحت أكثر حديثا عن أن من يفوز هو ترامب على الرغم من الأرقام إلا أن لهجتهم لا تزال تقول أن ترامب هو من سيفوز ضاربين بالارقام عرض الحائط، حيث أقدمت على عرض الولايات ونتائجها منفردة دون الإشارة إلا نادرا وعلى استحياء لعدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح في المجمع الانتخابي.
أما سكاي نيوز عربية، واكسترا نيوز، فقد ذهبوا بعيدا في تغطية انتخابات امريكا عن طريق استخدام لغة “الردح” لمن يشمتون في خسارة ترامب، على اعتباره انه راعي ديكتاتوريات المنطقة، ومفسح اللجام لدول مثل الإمارات باموالها لتعيث في الأرض فسادا، واستضافات من أسمتهم الخبراء للهجوم فقط على قطر، بل أن ضيف منهم ذهب للسخرية والقول أن فوز بايدن لا يعني ان حمد بن جاسم سيحكم الولايات المتحدة الأمريكية، (حمد بن جاسم هو رئيس وزراء قطر السابق).
بينما قلل البعض من أهمية جو بايدن بالنسبة لتركيا وإيران كخصوم إقليميين للدول الخليجية واتباعها، حيث اعتبروا أن ترامب فجأة كان صديقا حميما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما قال ضيوفهم ومذيعيهم، أن بايدن لن يكون ضارا للوجهة الخليجية، وأن خسارة ترامب لا تكايدهم أو تضايقهم في شئ. كما أقدمت القنوات على عرض تظاهرات قوية في جميع انحاء البلاد لدعم ترامب ومواجهة بايدن، وهو ما لم يحدث على الأقل في نيويورك التي خرجت لدعم بايدن.
أما عن أبرز من تناولوا انتخابات امريكا في لهجتها فكان موقع صحيفة اليوم السابع، التي جودت وزادت على اتهامات ترامب بوجود تزوير، لتقول أن هناك بطاقات انتخابية لأشخاص متوفين منذ 36 عاما وعليها صوت لصالح بايدن على حد زعمها. ثم تعود اليوم السابع في تقرير ثان للنقل عن دبلوماسي أن الانتخابات الامريكية لم تحسم بعد، كما لم تتوقف الصحيفة على موقعها عن الحديث بشأن علاقة الديمقراطيين بــ”الإرهاب” على حد قولهم العجيب.
بينما تشير التغطية العربية الإعلامية بشأن انتخابات امريكا 2020 تلمح إلى أمر عجيب، يقولون ضمنيا (أرأيتم الديمقراطية والانتخابات قاصرة لا تأتي بمن يجب أن يحكموا وتطيح بالزعماء بشكل عادي وكأنهم بشر عاديين؟!).
موضوعات تهمك:
المأكولات التي طلبها الأمريكيون يوم الانتخابات
بايدن: الشعب من يقرر الفائز وليس ترامب |