محمد صلى الله عليه وسلم حديث العالم أجمع الآن، بين محب وبين كاره وحاقد يريد أن يكسر عظمته في نفس كل مؤمن بالله واليوم الآخر، إلا ان النفوس، أبت والألسنة لم تسكت عن هذا الحقد والإساءة للنبي محمد فخرج كل بلسانه يدافع عن نبيه، حتى أحدث ذلك زلزالا في العالم كله أجبر فرنسا على إبداء تخوفها من مقاطعة منتجاتها رسميا من قبل بعض الدول في الشرق الأوسط.
لذلك نقدم إليكم مواقف تعامل فيها نبي الرحمة محمد صل الله عليه وسلم مع المسيئين له.
ولعل أبرز تلك المواقف وأولها ما قالته عائشة زوجة النبي، رضي الله عنها، أنه كان قرءانا يمشي على الارض، من فرط رحمته ولينه وحسن خلقه.
ولعل المواقف تترى ولكن أهمها، تلك المواقف التي اتخذها مع قريش فهم قدموا إليه الإهانات تلو الأخرى، ولم يقدم على إيذاء أيا منهم، كان متسامحا وفي نفس الوقت متعاليا على أي إهانة مترفعا عن عديمي الاخلاق، فكان دليله الدائم: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” فصلت.
محمد صلى الله عليه وسلم يعفو ولا يرضى الدنية
كما كان موقفه أكثر نبلا عندما عاد مريضا يهوديا كان يؤذيه بوضع “القاذورات” امام بيت النبي، فلما لم يجدها محمد صلى الله وعليه وسلم يوما ذهب إليه يعوده ويقدم الحسن بالاطمئنان عليه.
كان نبي الأخلاق يسمع أذيته بنفسه فلا يرد، وكانت زوجة ابولهب، أم جميل، تصفه بأسوء الصفات فتقول: “مدمم أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا”، وبدلا من أن يرد الإساءة لإمرأة خرقاء، فضل أن يؤكد لأتباعه وأصحابه، “أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؛ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ”.
أما في أشد أيام الله على محمد صلى الله عليه وسلم كان يوم العقبة، حين روت السيدة عائشة، عن النبي قوله: “لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَن أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”.
لقد أبان النبي في مواقف ومواقف تعرض فيها لإهانات ومسبات وإهانات ترفع فيه وهو النبي الذي أرسله الله وكرمه واصطفاه على الخلق كلهم، إلا أنه لم يكن ليرضى الدنية يوما في دينه، ويرضى بالمتاعب ويصبر على أذاهم في سبيل دعوته. ولعل أبرز ما أظهر لنا صورة النبي العلي المترفع الكريم صاحب المقام الرفيع حين قال: “عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ!”.
موضوعات تهمك: