أثار قيام ستاند اب كوميدي مصري، بالسخرية من مذيعي اذاعة القرءان الكريم موجة من الجدل في مصر، استمرت ايام، وذلك بعد انتشار فيديو الشاب الذي سخر من أداء المذيعين وقال أنها كانت طريقة أداء مخيفة بالنسبة له عندما كان طفلا.
وأشعل هذا الفيديو غضب محبي الاذاعة الدينية العريقة، بينما صبوا الهجوم واللعنات على الشاب، وتقدم أحد المحاميين برفع دعوى قضائية ضد الشاب في النيابة العامة لتحريك السلطات ضد الشاب من أجل القبض عليه ومعاقبته بالسجن، وهو الأمر الذي أثار غضبا مضادا من قبل نشطاء أكدوا أن الشاب لم يرتكب جرما في ذلك.
وقرر حسين زين الدين رئيس الهيئةالوطنية للإعلام للشؤون القانونية، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية على الفور ضد الشاب صاحب الفيديو الساخر من الاذاعة ورموزها، واكدت الهيئة أنها ستخاطب الجهات المعنية للعمل والتنسيق من أجل محاسبة ذلك الشخص على ما “اقترفه من خطأ جسيم في حق اذاعة القرءان الكريم التي لها قدسية وتقدير واحترام ومكانة خاصة في قلوب المستمعين”.
تعليق الدكتورة هاجر سعد الدين
ورد اسم الداعية المصرية هاجر سعد الدين في فيديو الشاب الساخر، لتعلق رئيس الاذاعة السابقة على الفيديو قائلة أن الحرية لها حدود حيث أنه حر ما لم يضر ولكن التهكم غير مقبول، والحرية تكون وفقا للمسؤولية الاجتماعية ما لم تضر الآخرين، مشيرة في اتصال هاتفي مع برنامج تلفزيوني إلى أن اذاعة القرءان الكريم شكلت وجدان وعقول المستمعين في مصر والعالم العربي كما ان العاملين في الاذاعة على قدر كبير من الثقافة واتقان اللغة العربية.
وأضافت هاجر سعد الدين أنه يجب على الأجيال الجديدة الانتباه للسخرية دون وعي من القامات الدينية والإسلامية موضحة أن الشاب لا يعرف مدى خطأه في السخرية والشباب الموجودين حوله وهم يضحكون، متابعة “ربنا يهديه”.
اذاعة القرءان الكريم بين القدسية والسخرية
اشعلت تلك التصريحات والاجراءات، غضب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي رؤوا فيها مبالغة في تقديس الأشخاص المرتبطين بالدين، مؤكدين انه يسخر من طريقة الأداء وليس المحتوى الديني، ومبدين قلقهم على الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير، بينما علق أحدهم ساخرا: “قدسية اذاعة القرءان الكريم؟ ناقص يتكلموا عن قدسية حلاوة المولد النبوي الشريف”، على حد تعبيره.
إلا أنه على الرغم من الانتقادات التي طالت الإجراءات تلك، إلا أن هناك من أيدها وأكد على حقهم في حماية رموزهم الدينية، مؤكدين أنه كان لهم ذكريات طيبة وداعمة نفسية لهم طوال حياتهم التي نشأوا فيها على تلك البرامج وما تقدمه من فائدة وقيم أخلاقية ودينية يجب أن يكن لها كل احترام وتقدير احتراما لمشاعر المصريين المحبين لتلك الاذاعة العريقة.
بينما اتجه البعض لانتقاد اذاعة القرءان الكريم من منظور آخر وهو ما يتعلق بكونها تحولت إلى بوق للسلطة، مؤكدين أن الاذاعة لها احترامها الفعلي في القلوب، لكنها تنتقص من رصيدها من خلال تحول لأداة تحاول التملق ودعم القمع والظلم على طول الخط.
بينما تناول البعض الآخر الموضوع من منظور آخر، حيث وجهوا الانتقادات للشاب الساخر من اذاعة القرءان الكريم قائلين أنه لا مشكلة في السخرية في حد ذاتها، إلا أنها سخرية رديئة مؤكدين ان الشاب ليس خفيف الظل وهو ما أغضبهم، وكتب احدهم: “يعني تتريق على حاجة بنحبها وجميلة مش مهم أهي آراء وأذواق لكن يكون دمك تقيل كمان لا صعب ندافع عنك ازاي دلوقت؟!”.
موضوعات تهمك: