شرت صحيفة «ديلي تلغراف» تقريرا، تتحدث فيه عن قيام روسيا بحشد بوارجها وسفنها الحربية بكثافة في البحر الأبيض المتوسط.
ويكشف التقرير عن أن روسيا تقوم بهذه التحركات العسكرية استعدادا للمشاركة في الهجوم الأخير على موقع المعارضين المسلحين في إدلب شمال سوريا.
وتفيد الصحيفة بأن روسيا أرسلت على الأقل 10 بوارج حربية وغواصتين في منطقة الشرق المتوسط، فيما يعد أكبر حشد عسكري بحري للقوات الروسية منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015.
ويشير التقرير إلى أن هذه التحركات العسكرية الروسية تأتي في وقت حرف فيه النظام السوري اهتمامه للمعقل الأخير للمعارضة السورية في إدلب، لافتا إلى أن البوارج الروسية سلحت بصواريخ طويلة المدى، يمكن أن تستخدم في ضرب أهداف على الأرض لدعم قوات الأسد.
وتعلق الصحيفة قائلة إن الحشد البحري الروسي لا يهدف فقط إلى دعم قوات الأسد في هجومها على إدلب، من خلال قصف مواقع المعارضة من البحر والجو معا، لكنه يهدف أيضا إلى منع تدخل الولايات المتحدة عسكريا إذا استخدم الأسد أسلحة كيمياوية في هذا الهجوم.
ويلفت التقرير إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون حذر الأسبوع الماضي من أن بلاده سترد وبقوة على أي استخدام جديد من نظام الأسد للسلاح الكيماوي، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الروسية ردت بعد أيام قائلة إن لديها أدلة على امتلاك قوات المعارضة في إدلب أسلحة كيمياوية وأنها تخطط لاستخدامها.
وتؤكد الصحيفة أن الحشود العسكرية الروسية في البحر المتوسط تزامنت مع تحضيرات روسيا لأكبر مناورات تجريها منذ أكثر من أربعة عقود، لافتة إلى أن وزير الدفاع سيرغي شويغو قال إن مناورات شرق 2018 ستنظم في وسط وشرق روسيا في أيلول/ سبتمبر، وسيشارك فيها حوالي 300 ألف من الجنود، وأكثر من ألف مقاتلة، وأسطولان من الأساطيل البحرية الروسية وحاملات الطائرات.
ويورد التقرير نقلا عن وزارة الدفاع، قولها إن هذه المناورة ستكون الأكبر منذ المناورة العسكرية التي نظمها الاتحاد السوفييتي السابق غرب-81 في عام 1981، مشيرا إلى أن قوات منغولية وصينية ستشارك في المناورة الحالية.
وترى الصحيفة أن السيطرة على إدلب ستكون المرحلة الأخيرة في الحرب، وستمثل مرحلة نهائية حاسمة في طموحات الأسد لوضع حد للتمرد الذي اندلع عام 2011، لافتة إلى أن روسيا حريصة على الحفاظ على علاقتها مع تركيا، التي تخشى من أن تؤدي عملية عسكرية لتشريد الملايين نحو حدودها، فيما قالت وزارة الدفاع إنها على اتصال مع جماعات المعارضة في إدلب لمناقشة إمكانية استسلامها من خلال التفاوض.
وبحسب التقرير، فإن موسكو حذرت الغرب من أن المعارضة السورية ستحاول استخدام السلاح الكيماوي في إدلب، وإلقاء اللوم على نظام الأسد؛ لدفع الغرب للهجوم عليه وشن عمليات انتقامية.
وتختم «ديلي تلغراف» تقريرها بالإشارة إلى أن السيطرة على المحافظة، التي يعيش فيها 2.5 مليون مدني، معظمهم من مشردي مناطق المعارضة الأخرى، ستكون معقدة.