يعتبر الحشيش أكثر المواد المخدرة تعاطياً على مستوى العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية و الهيئات العالمية المنبثقة عن الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة المخدرات، فهو شائع الإنتشار بين قطاع كبير من الشباب، خاصةً المراهقين و أيضاً البالغين في أعمار مختلفة.
المحتويات
لماذا ينتشر الحشيش بشكل كبير ؟
ويساعد في إنتشاره إعتبار الكثير إنه لاينتمي إلى العائلة الإدمانية ولا يحوطه في كثير من المجتمعات المحاذير الإجتماعية والدينية التي تحد من إنتشار غيره من المواد المخدرة.
وأوراق نبات القنب تحتوى على مادة تتراهيدرو كانابينويد THC وتحتوي الماريجونا على تتراهيدروكانابينول بنسبة 15-20%.
من أين ينتج الحشيش ؟
يُستخلص من قمم زهور نبات القنب Hempplant وهي شجرة تنبت في المناطق الجبلية وتشيع زراعة في الصين والهند والشرق الأوسط.
ما الفرق بين الحشيش والبانجو (الماريجوانا)؟
الحشيش:
هو السائل المجفف من المادة الصمغية التي يتم جمعها من على سيقان نبات القنب والنموات التي تسمى (Trichomes) التي تنتجها نبتة القنب.
وكما ذكرنا أنفاً فإن مادة تترا هيدرو كانبينويد Tetrahydro-Cannabinol والتي تذكر تعرف في الأوساط الطبية بـTHC وهذا المادة توجد بشكل مركز في (المادة الصمغية) فتوجد بما يقدر 10% من اجمالي وزن الحشيش بينما يكون اقأ بكثير في باقي أجزاء النبات كالسيقان والأوراق.
البانجو:
هو ببساطة القمم المزهرة التي تقطف من أعلى شجرة ” القنب الهندي” ثم تجفف في الظل وتصحن في شكل بودرة غير ناعمة، تتكون من الزهر والأوراق الصغيرة والفروع الرقيقة والبذور.
ولكونه خليط من الأوراق المجففة والمقطعة مع بعض البذور والسوق والأزهار من نبات القنب فيبدو أيضاً خليطاً من ألوان الأخضر والبني والرمادي. والمادة المخدرة في البانجو THC تساوي حوالي 2% من الوزن الكلي. قطع أوراق النبت وتجفف وتُفرم ثم تُلف في رقائق ورقية ليسهل استعمالها كسجائر أو تدخينها من خلال الشيشة أو مضغة بعد وضعه في الطعام وخاصة الحلويات .
تأثير الحشيش على المخ:
تحتوي نبتة الحشيش أكثر من 400 مادة كيميائية ترتبط منها حوالي 60 بمادة الـ دلتا 9-تتراهيدروكانابينول والتي تلتحم بمستقبلات خاصة بمادة الحشيش تنتشر في المخ ولكنها في مناطق معينة مثل العقد القاعدية Basal Gangliaوالهيبوكامباس Hippocampus والمخيخ Cerebellum وتوجد هذه المستقبلات بتركيز أقل في قشرة الدماغ Cerebral Cortex
لا توجد مستقبلات كيميائية للحشيش في جذع المخ وهذا يفسر قلة تأثير الحشيش التثبيطي على وظائف القلب والجهاز التنفسي إضافة إلى ذلك فإن الكثير يتساءل هل للحشيش تأثير على مراكز الرغبة أو اللذة في المخ .
التأثير الفسيولوجي:
عندما يُدخن الحشيش فإن تأثيره يظهر مباشرة خلال دقائق ويصل للذروة خلال 30 دقيقة ويستمر من ساعتين إلى أربع ساعات
حيث يشعر المتعاطي بالنشوة والبهجة والاسترخاء والأحساس بالاستمتاع بكل شيء حوله والضحك وإطلاق النكت، وتستمر هذه التأثيرات بشكل مؤقت لكن التأثيرات الغير مرغوبة تستمر لفترات طويلة فقد يستمر تأثيره على الإدراك والقدرات الحركية لمدة تصل إلى 12 ساعة.
أكثر الأعراض شيوعاً:
- توسع الأوعية الدموية في ملتحمة العين مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأحمر
- زيادة طفيفة في ضربات القلب
- مع تعاطي كميات كبيرة يعاني المتعاطي من انخفاض الضغط الانتصابيOrthostatic Hypotention
- زيادة الشهية للطعام
- جفاف الفم
- يتسبب تعاطيه في الإصابة بسرطان الرئة نتيجة استنشاق مادة الهيدروكاربون الموجودة في التبغ عند تدخينه
هذيان التسمم بالحشيش
حتى الجرعات المتوسطة منه قد تؤدي إلى الهذيان الذي يظهر بفقد القدرات الإدراكية والإنتباه والتركيز والذاكرة والقدرة على أداء المهام. تؤدي تعاطي الجرعات الكبيرة إلى إختلال درجة الوعي لدى المتعاطي.
الذهان الناتج عن تعاطي الحشيش
رغم أن حصول الذهان بصورته الكاملة مع تعاطي الحشيش نادراً نسبياً إلا أن المتعاطي يعاني من أعراض باراونية (إضطهادية) عابرة التي تتميز بالشك في الآخرين ووجوج هلاوس وأوهام لا تتفق مع الواقع.
علاج إدمان الحشيش
الحشيش هو خلاصة قمة زهور نبات الكنابس (القنب) ويمكن :
- تدخينه.
- شربه مع الشاى أو القهوة.
- مضغه مباشرةً.
ويعتمد علاج أعراض انسحاب إدمان الحشيش على نفس المبادئ و الأسس التي تستخدم في علاج أى مواد أخرى:
- التوقف عن تناول الحشيش.
- دعم المريض بعد التوقف لضمان الاستمرارية.
ويمكن مساعدة المريض في التوقف عن التعاطي عن طريق التدخل المباشر مثل:
- احتجاز المتعالج داخل المستشفى
- المتابعة الدقيقة للمتعالج خارج المستشفى (المنزل) عن طريق تحليل المواد المخدرة بالبول و الذي يرصد وجوده بالبول لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد التعاطي.
كيف يمكن دعم المتعافى ؟
ويعتمد دعم المتعالج على استخدام وسائل العلاج النفسي المختلفة مثل: الفردي و النفسي و الجماعي .
مع تمام العلم بأن حجر الأساس في استمرارية الإقلاع عن تناوله و الاستفادة من أكبر قدر من الدعم الموجه إلى المتعالج هو الفهم الكامل لدى الشخص المتعالج للدوافع العقلانية وعواقب المشكلة نفسها و إثارة التحفيز لدى الشخص إلى استمرارية الإقلاع.
العلاج الدوائى :-
تستخدم أحيانًا مضادات الاكتئاب إذا كان من المحتمل أن يكون السبب الحقيقي (الخفي) وراء إدمان الحشيش معاناة من الاكتئاب و يمكن استخدام مضادات القلق لفترات قصيرة في بداية العلاج للإقلال من أعراض القلق المصاحبة للانسحاب و يمكن استخدام مضادات الذهان في حالة حدوث هذيان .
بقلم د/ محمد عوض