أعلن الموقع الرسمي للمنظمة الأممية للعلوم والثقافة، صباح اليوم، إختيار لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين المصور الصحفي المصري محمود أبو زيد “شوكان”، ليفوز بجائزة اليونسكو “غييرمو كانو”، لحرية الصحافة هذا العام. “شوكان” الفائز بالجائزة هو أحد الصحفيين المصريين المعتقلين من قبل السلطات المصرية، لكن شوكان يُعد أقدم هؤلاء المعتقلين حيث تم إلقاء القبض عليه أثناء تغطيته لأحداث فض إعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة بالقاهرة، ومنذ يوم فض الإعتصام 14 أغسطس/آب، منذ ذلك الوقت ويقبع المصور الصحفي الذي كان يعمل لوكالة ديموتيكس البريطانية، في السجن رهن الحبس الإحتياطي، وحاليا تجري محاكمته أمام إحدى دوائر الإرهاب التي شكلتها السلطات المصرية لمحاكمة معارضيها. وكان المدعي العام قد طالب بتوقيع أقصى العقوبة على “شوكان”، وهي الإعدام متهمًا إياه بالإرهاب. وقال فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بحالات الإحتجاز التعسفي أن اعتقال شوكان يعد إحتجاز تعسفي ومناهض للحقوق والحريات التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
نضال وشجاعة
من جهتها قالت ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم بأن: اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته، نضاله والتزامه بحرية التعبير. ولقي منح الجائزة لشوكان، إحتفاءًا كبيرًا من بين نشطاء حقوقيون مصريون وسياسيون معارضون، بالإضافة لحفاوة صحفية بالغة، وأشار الصحفيون المصريون، إلى أنه برغم صعبوة العمل الصحفي وإغلاق النظام المصري للمجال العام امنيًا، إلا أن إختيار شوكان بثعد مؤشرًا على إرادة حقيقية لدى الصحفيين المصريين لإستمرار عملهم في كشف الحقائق، برغم ما أصبحت تحيط به مهنتهم من مخاطر أمنية، قد تودي بحياة الصحفي، أو تنتهي به متهمًا بالإرهاب في أحد السجون. ومن المقرر أن تسلم الجائزة التي سميت بإسم الصحفي الكولومبي غييرمو كانو إيسازا، تكريمًا له حيث اغتيل في عام 1986، أمام مقر صحيفته، لصاحبها أو مندوب عنه في مايو/ أيار القادم.
غضب حكومي
من جهتها هاجمت وزارة الخارجية المصرية أمس ترشيح شوكان للجائزة، ذلك قبل ان يفوز بها صباح اليوم، وقالت الوزارة في بيان لها أن المعتقل محمود شوكان، متهم بالإرهاب، كما اتهم بيان الوزارة المنظمة الأممية بالإنحياز، داعيًا إياها لعد تسيس قضايا الثقافة والفن، لكن محامون حقوقيون انتقدوا بيان الخارجية المصرية، مؤكدين على ان إتهامات الخارجية والنيابة العامة المصرية تعد إتهامات “جاهزة” يتهم بها كل من يتم القبض عليه لأسباب سياسية، كما أن الإتهامات الموجهة لشوكان وجهت لـ700 شخص آخرين متهمين بنفس القضية.
وعقب إعلان منح الجائزة للمصور الصحفي المعتقل شوكان، هاجم البرلمان المصري قرار المنظمة، وقال رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال، أن القرار الذي أصدرته اليونسكو يُعد مسيسًا مطالبًا المنظمة بالنأي عن الأمور السياسية، وتهدد عبدالعال المنظمة مشيرًا إلى إجراءات لم يسمها سيخوضها البرلمان المصري لوقف إنحياز المنظمة. من جانبه أيضًا قال رئيس لجنة الحريات بمجلس النواب، أنه كان يتوجب على المنظمة منح الجائزة للاعب المصري محمد صلاح، مما أثار تصريحه موجة عارمة من السخرية والإنتقاد بين نشطاء مصريين.
الإفراج عن شوكان
ولقي الإعلان عن منح الجائزة حفاوة كبيرة من قبل عدد من المنظمات الحقوقية المحلية، بالإضافة لمنظمات عالمية، وطالبت منظمات حقوقية مصرية الإفراج الفوري عن المصور شوكان، كما طالبت منظمة العفو الدولية التي قالت في تقرير سابق لها أن شوكان تعرض لضغوطات وعمليات تعذيب وإنتهاكات، السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن الصحفي شوكان، كما انتقدت المنظمة ظروف الحبس الإحتياطي الذي يتعرض له شوكان لأكثر من 4 سنوات.
