بعدما أنهت القوات النظامية معاركها في العاصمة دمشق، وفرض سيطرتها كاملة عليها بعد السيطرة على الغوطة الشرقية وإجلاء قوات المعارضة بالإضافة لهزيمة تنظيم داعش وخروج مقاتليه من مخيم اليرموك، وسيطرة القوات النظامية عليه، وانتشار التحالف النظامي العسكري مع داعميه على دمشق بالكامل، يأتي خيار النظام التوجه جنوبًا نحو درعا. تقارير صحفية قالت أن النظام سيتوجه جنوب العاصمة إلى محافظة درعا. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر مقرب من القوات النظامية -لم تسمه- تأكيده على حشد القوات النظامية للتوجه إلى محافظة درعا، وبحسب مصادر فإن قوات النظام أرسلت دعم عسكري وقوات إلى منطقة بالقرب من المحافظة مما يشير إلى إنها جهة النظام.
وقامت طائرات روسية ونظامية، صباح اليوم بإلقاء منشورات تهديدية لمقاتلي المعارضة في محافظة درعا، كما طالبت سكان المحافظة المدنيين بالمشاركة في قتال قوات المعارضة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المنشورات احتوت صور مقاتلين مقتولين وعبارات تطالب المعارضة بالإستسلام، محذرة من أن يلقوا نفس المصير، ومع إلقاء الطائرات الروسية والنظامية المنشورات شهدت مصادر تحركات عسكرية طفيفة من قبل القوات النظامية والروسية.
المعارضة
وتظل المعارضة السورية بين خيارات محدودة إما أن تستسلم للقوات النظامية، أو تعرض تسوية للإنسحاب، أو القتال ضد القوات النظامية التي تسير بكل ما أوتيت من دعم وقوة، للسيطرة على باقي الأراضي، من جهتها نقلت مواقع محلية سورية مقربة من المعارضة عن قادة في قوات المعارضة في درعا أنها لن تتراجع مؤكدةً على أنها ستجعل درعا مقبرة للقوات النظامية وداعميها الأجانب، من جهته قال أحد قادة الفصائل في بيان له أن ألة النظام الإعلامية تضلل عن الحقيقة، مطالبًا بعدم الإنسياق لإبتزاز إعلام النظام.
وقال بيان قائد فصيل “أسود السنة” أن مقاتلو الفصيل سيدافعون عن المدينة، مؤكدًا على إستبعاد خيار التسوية أو اللإستسلام، متهددًا القوات النظامية بصمود كبير وإستعصاء من قبل المحافظة على قوات النظام وداعميه.
إشكاليتان
وتواجه القوات النظامية وداعميها إشكاليتان، لن يكون من السهل التغلب عليها، فالقوات النظامية ستلتزم قوة معينة تستخدمها في العملية التي ستكون بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع سوريا، وتشير التحليلات إلى أن النظام يعي جيدًا خطورة المنطقة، لذلك فإن الوضع سيكون لصالح المعارضة حيث ستكون التصعيدات في المحافظة محدودة بما يسمح للنظام من قبل إسرائيل.
الإشكالية الأخرى في أن الفصائل التي تسيطر على نحو 70% من المحافظة تتمتع بدعم أمريكي أردني الأمر الذي سيكون مشكلة كبيرة للقوات النظامية وداعميها، إلا أن مراقبون يتوقعون أن يكون السلوك الأمريكي مع القوات النظامية والروسية والمليشيات الشيعية، كسلوكه مع التقدم التركي على حسب المسلحين الأكراد المدعومين مباشرة من واشنطن، في منطقة عفرين في الشمال، إلا أن تحليلات أخرى تشير إلى أن تسوية سياسية لابد أن تقع في المحافظة درعا حيث سيكون إنتهاء الحل العسكري المطلق من قبل النظام.