أقل من أسبوع يفصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يجد من يناوشه حتى على قراره، عن إفتتاح سفارته في القدس المحتلة، فالسفارة التي تكرس إعترافًا أمريكيًا بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ستعد الأمر الواقع الذي فرضه ومازال يفرضه ترامب على المجتمع الدولي، الرافض على إستحياء أو الصامت أو المؤيد للمخالفة القانونية التي نفذها ترامب، ومن المنتظر أن يتلو إفتتاح سفارة واشنطن في القدس الحتلة، إفتتاح عدة دول آخرى لسفارتها في القدس المحتلة محتذيةً جانب الدولة العبرية وداعمتها الولايات المتحدة.
وبرغم أن القرار أثار موجات غضب على مستويات شعبية إلا أن حكومات استطاعت إحتواء الغضب الشعبي، كما أن حكومات آخرى قامت بقمعه، بالإضافة إلى حكومات تركت مساحات للإحتجاج لم تسفر عن جديد.
لافتات
وقالت وكالات أنباء أن لافتات تحمل إسم السفارة الأمريكية، باللغات الثلاث “العبرية والإنجليزية والعربية”، ظهرت على مقربة من شارع السفارة في الأرض المحتلة، وقالت وكالات الأنباء أن أعلام أمريكية وإسرائيلية رفعت على أعمدة الإنارة بطول شارع السفارة وشوارع قريبة منه وسط تشديدات أمنية من قبل قوات الإحتلال، وقالت مواقع فلسطينية محلية أن جرافات تابعة للإحتلال قامت بإزالة شجيرات من مساحات أراضي وثبتوا مكانها الأعمدة التي رفع عليها الأعلام، وقالت الولايات المتحدة أن الموقع المعد حاليًا للسفارة جنوب القدس، يعتبر مؤقتًا حتى الإفتتاح للسفارة في موقع ثابت، الأمر الذي قد يستغرق سنوات.
وبعد ترددات بشأن حضور الرئيس الأمريكي حفل إفتتاح السفارة، في يوم قيام إسرائيل، يوم النكبة الفلسطيني، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي لن يحضر حفل الإحتفال، وقال البيان أن الشخصية الرفيعة التي ستحضر الحفل لا تزال مجهولة، غير أنه تأكد حضور وزير المالية الأمريكية بالإضافة لإبنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، وزوجها مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.
عرض سلام
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، انتقد الحفل الذي ستقيمه واشنطن في سفارتها الجديدة بالقدس المحتلة، كما حذّر عريقات من المشاركة في الإحتفال قائلًا أن المشاركة ستضفي شرعية وقانونية للإنتهاكات الأمريكية والإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، واصفًا المشاركة بالحفل بالجريمة بإستباحة أراضي الفلسطينيين، وعاصمته الإسرائيلية، من جهته اكتفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجديد مطالبته من فنزويلا بعقد مفاوضات مع الإحتلال، مؤكدًا سعيه للحصول على إعتراف دولي بدولة فلسطين ومقعد كامل بالأمم المتحدة، كما طالب عباس بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني حتى تحقق ما طالب به، كما دعى دول قارة أمريكا الجنوبية بعدم إتخاذ خطوة مشابهة للخطوة الأمريكية بإفتتاح سفرة لبلادهم بالقدس المحتلة، مشيرًا إلى أن خطوة كهذه ستكون مخالفة للقانون الدولي.
وفي وقت سابق كشف إعلام إسرائيلي نقلًا عن مصدر سياسي -لم تسمه- أن عرض سلام جديد سيتم عرضه خلال حفل إفتتاح السفارة في القدس المحتلة، وقالت القناة الثانية العبرية أن الجانب الأمريكي سيعرض خطة سلام تتضمن تعويضات للفلسطينيين، دون تحديد طبيعة تلك التعويضات، وكان الرئيس الأمريكي قد طالب في وقت سابق بداية الأسبوع الحالي إسرائيل بترك 4 أحياء في القدس المحتلة للفلسطينيين.
إحتجاجات
من جهتها أكدت حركة حماس إستمرار الحشد ليوم النكبة الفلسطيني والذي يأتي في 15 مايو/ آيار الجاري بعد يوم واحد من إفتتاح السفارة، لكن يبدو أن المسيرات التي تقودها حماس منذ مارس الماضي، تحت عنوان مسيرات العودة، لا تستهدف بشكل مباشر الإفتتاح الأمريكي للسفارة في القدس المحتلة، بينما تستهدف الضغط على سلطات الإحتلال من أجل إنهاء الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، وقال المتحدث بإسم الحركة عبد اللطيف القانوع، أن يوم النكبة سيشهد أكبر زحف بشري ضد الإحتلال، واصفًا بأنه سيمثل يومًا تاريخيًا بالتاريخ الفلسطيني، وقال القانوع أن المسيرات تستهدف الضغط على الإحتلال لتوفير حياة أكرم للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
من جانبها دعت الهيئة العليا لمسيرات العوادة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة للمشاركة في فعاليات يوم الـ15 من مايو/ آيار القادم، كما طالبت الهيئة الشعوب العربية والإسلامية بإعتبار يوم الـ14 من مايو/ آيار القادم يوم رفض نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، مؤكدًا على أن المسيرات والحشود مستمرة حتى يتراجع الإحتلال عن حصار القطاع وإعادة الحرية لسكان غزة.