تاريخ تطلع كبار الموظفين إلى عرش البلاد
أشار العُلمـــاء أن الحــاكم الأول للدولة المصــرية الموحدة بمفهومها كدولــة، كان هو المـلك ( أحــا ــ 3100 ق.م) الذي جاء إلى السلطــة بعد توحيد البــلاد وتأسيس الدولة على يد الملك (ميـنا – نارمر) موحد القُطــرين الشمالي والجنــوبي..
وتمكن العلمــاء من تحديد الفتــرات الزمنية لسبع ملــوك تولوا حُكم مصــر بعد تأسيسها كدولة ، والذين شكــلوا مع الملك ( أحا ) أول سلالة ملكيــة حاكمة فى البــلاد.. وهم:
دجــر، دت، الملكة ميرينيث، أنيدجب، سميـرخت، قــا..
واعتبــر العلمــاء القائمين على هذه الدراسة الجديدة ، أن هذه النتــائج مهمة للغــاية ليس فقــط لتسليـط الضوء على التاريخ المصــري القديم، وإنمــا لأنه يمثــل محوراً لدراسة انظمة الحُكــم وتكوين الدول فى العــالم القديـــم.. والذي تعتبــر من أكبــر وأكثــر الاسرار غموضاً حتى يومنا هذا بالنسبة لعلماء الآثار.. وتعليقا على أهمية هذه النتائج فى التاريخ.
وقال البروفيسور جوان فليتشر بقسم علم الآثار في جامعة نيويورك: “هذا عمل كبير للغاية، والتي تؤكد بدايات تاريخ مصر الأسرات كقيمة بهذه الدقة التى تبين جدول زمني لحكام مصر الأول”.
حرصت الدولة المصرية فى أغلب فتراتها على الوحدة والسيطرة الكاملة على ترابها الوطنى ومواجهة الأزمات المتوقعة ومنذ أن أرست فيه الدولة المصرية أسس الحضارة المصرية ودعمت خلاله أركان الدولة المصرية ومنذ قيام مينا بتوحيد الدولة، كما قام ملوك الأسرة الفرعونية الثانية عشر ببسط سيطرة الدولة على كافة نطاقاتها الجغرافية حيث كما أكد فراعنة هذه الأسرة سيطرتهم الكاملة على الواحات وسيناء والمناطق الصحراوية وإهتموا بالعمل فى المناجم، ومن الأعمال العظيمة لهذه الأسرة أيضاً قيام سونسرت الثالث” بحفر قناة فى شرق الدلتا لتصل ما بين نهر النيل وخليج السويس لخدمة التجارة.
أما “أمنمحات الثالث ” فقد ارتبط اسمه بإنشاء خزان كبير لمياه النيل بالقرب من الفيوم وهو بحيرة “موريس” لتخزين مياه الفيضان بها وحرص الكثير من الملوك الفراعنة على القضاء على المنازعات الداخلي وتفكيك الدولة وإشعال الفتن والاضطرابات المتنوعة وحرصهم على إصلاح البلد وتنظيم الحياة وحماية البلاد بحيشها القوى واقتصادها المتفوق ومما وزاد إحساس الشعب بالأمن وبالمشاركة فى قوة الدولة، وعند فشل الدولة ودخولها فى عصور الضعف والفوضوى وتزايد االفساد وكما شهد عصر الدولة الفرعونية الوسطى وفى عصر الأسرة الثانية عشر حيث كثر تطلع كبار الموظفين وقواد الجيش وكل ذى سطوة إلى عرش البلاد سواء عن طريق القتل أو بالمؤامرات والدسائس مما أدى إلى إندلاع الثورات وتتابع الحروب الأهلية فاضطرب الأمن واختل النظام، وساد الفساد مما أسفر عن زيادة أطماع أعداء البلاد من الخارج وأدى إضطراب الأحوال والتفكك والضعف وإنفصال الشمال عن الجنوب إلى أن تجرأت قبائل السلب والنهب الأسيوية على غزو البلاد فوقعت فى يد الهكسوس إلى أن تمكن ملوك الأسرة السابعة عشر من طردهم، ولم يفلح الهكسوس رغم محاولاتهم التقرب إلى المصريين بتبنى عاداتهم .. كما حاولوا الحكم مثل الملوك المصريين القدامى.. واتخذوا لأنفسهم اللقب الرسمى لملوك مصر..، بل أنهم اتبعوا التقاليد والديانة واللغة المصرية، وحاولوا استمرار الفن القومى والبناء والتشييد،ورغم ذلك لم يتركوا أية آثار ذات قيمة تدل على حكمهم بإستثناء القلعة التى بنوها لتكون عاصمة لهم فى “أواريس ” (صان الحجر- محافظة الشرقية)، فقد ظل المصريون ينظرون إلى الهكسوس نظرة الكراهية والإحتقار ولم يستطع الهكسوس القضاء على الروح الوطنية فى البلاد, وتوحد القوى الوطنية فى البلاد تحت قيادة الأسرة السابعة عشر والتى أخذت على عاتقها تحرير البلاد من السيطرة والإحتلال الأجنبى فتسلحوا بالشجاعة والمهارات العسكرية ضد المستعمر الأجنبى حتى أحرز أحمس النصر النهائى،وطرد الهكسوس وطاردهم حتى سوريا سنة 1580 ق.م.
وفى مواجهة المغول عندما نودى فى سائر قرى ومُدن مصــر بالنفيــر العام وإعلان الحرب رصد المؤرخون أن معدلات الجريمة والسرقة انخفضت إلى أدنى مستوياتها، لتدفق المصــريين للإنضمــام إلى الجيش.. خرج جيش مصــر – مؤلفاً من قادة المماليك ، والعساكر المصــريين، وبعض الفرق العسكــرية من الشــام والعراق – إلى غزة لملاقاة مقدمة جيش المغــول ، فهزموهم في معركة محدودة .. ثم تقدموا إلى عمق الشــام، ودارت المعركة العسكــرية التاريخية في (عين جالــوت)، التي خلّدها التاريــخ العربي والإسلامي بإعتبــارها من أعظم المعارك التي دارت في هذه المنطقة على الإطلاق ..، ولحقت بهم الهزيمة عن بكــرة أبيهم كما يقول المؤرخ الفارسي (رشيد الدين الهمذاني) مؤرخ فترة المغول، واصفاً المعركة : فقذف المغول سهامهم وحملوا على المصريين، فتراجع المصـريّون القهقــريّ ، ولحقت بهم مابدا أنها الهزيمة.. فتشجع المغول، وأعقبوهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، حتى بلغوا الكمين، فأغار المصـريّون على جنود المغــول وقاتلوهم قتــالاً مُستميتاً من الفجر حتى منتصف النهار.. فتعذرت المقاومة على جيش المغول، وخارت قواهم، ولحقت بهم الهزيمة عن بكــرة أبيهم..”يجمع المؤرخون كافة أن (عين جالوت) هي بداية النهــاية لإمبــراطورية المغــول كلهــا، وبدأ على إثــرها الإنسـحــاب التاريخي لجيوشهم الجرارة، ليس فقــط من الشرق العربي، بل من شرق أوروبا كذلك، الذي كانت جيوش المغــول قد وصــلت إلى المجــر وعلى وشك تجــاوزها لوسط أوروبا.
موضوعات تهمك: