انتشرت تقارير صحفية، أفادت وجود 5 مقابر جماعية في مناطق الأقلية المسلمة الروهينغا في ميانمار بولاية راخين. والتي قام فيها الجيش في ميانمار بإنتهاكات عسكرية بحق الأقلية المسلمة التي تراها السلطات متمردة. لكن الجيش في ميانمار، نفى قيامه بإرتكاب تلك الجرائم، وكانت الأمم المتحدة اتهمت الحكومة في ميانمار بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما قالت منظمة العفو الدولية أن السلطات في ميانمار ارتكبت جرائم وصفتها بـ”التطهير العرقي”.
وكانت وكالة أسوشيتد برس قالت أن تحقيق صحفي أفاد أن القوات في ميانمار قامت بقتل العشرات من الروهينغا، كما كشفت عن وجود 5 مقابر جماعية في بلدة غوادوربين في ولاية راخين، مناطق الروهينغا قبل تهجيرهم القسري منها من قبل الجيش.
مقابر سابقة
برغم نفي السلطات في ميانمار، لكن الإتهامات تشير إلى أنها من ضمن الفظائع التي ارتكبتها ضد الأقلية من الروهينغا بحسب وصف الأمم المتحدة في وقت سابق، وفي وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الماضي تم اكتشاف مقبرة جماعية لعدد من الأقلية الروهينغا في ولاية راخين. وقال الجيش في بيان له أنه سيجر تحقيقات بشأن الواقعة، وأعترفت بعدها السلطات لأول مرة بقتل عدد من الروهينغا ودفنهم في مقبرة جماعية.
لكن السلطات في ميانمار اتهمت القتلى الذي دفنتهم في مقبرةة جماعية بالتمرد، لكن ناشطون اكدوا في وقت سابق أنهم ناشطين من الأقلية في راخين عملوا على فضح جرائم الروهينغا، وقامت السلطات بإعدامهم ميدانيًا.
عودة مؤجلة
وكان القمع الممنهج الذي قامت به السلطات في ميانمار ضد الروهينغا قد أدى لمقتل الألاف من المدنيين، إضافة إلى نزوح مئات الألاف والذي تقدره الأمم المتحدة بـنحو 650 ألف نازح وصلوا إلى بنغلاديش. وجرى اتفاق بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يفيد عودة النزاحين الروهينغا إلى مناطقهم، على مدار عامين من تاريخ الإتفاق على أن يجري بدأ عودة اللاجئين إلى بلادهم في 23 من الشهر الماضي، لكن سلطات البلاد لم تنفذ الإتفاق.
وأجرى سلطات البلدين إجراءات تنفيذ الإتفاق إلا أن في 23 من الشهر الماضي أعلن البلدين تأجيل بدء تنفيذ الإتفاق، لعدم إكتمال إجراءات إحصاء اللاجئين على الطرفين، ولم تذكر سلطات البلدين عن موعد بدء تنفيذ الإتفاق مشيرين إلى أن التأجيل إلى حين الإنتهاء من الإجراءات.
قلق أممي
وبعد الإتفاق بين البلدين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ما تم الإتفاق عليه بين بنغلاديش وميانمار، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أن إعادة اللاجئين يجب ان يكون بشكل طوعي، محذرًا من الإعادة القسرية للاجئين. وقالت الأمم المتحدة انه يجب أن يتم تهدئة الأوضاع في مناطق الروهينغا قبل إعادتهم، كما دعت الجيش في ميانمار إلى وقف العلميات العسكرية ضد المدنيين.
أوضاع متدهورة
كما تم نقل الروهينغا من أماكن نزوحهم داخل بنغلاديش إلى مخيمات حدودية بين بنغلاديش وميانمار، ويرى مراقبون أن تأجيل تنفيذ الإتفاق تم بعد نقل الروهينغا من أماكن نزوحهم في بنغلاديش إلى أماكن حدودية مطوقة امنيًا، ويعاني اللاجئون من أوضاع إنسانية متدهورة.
ومازالت السلطات في ميانمار تتهم القرويين الذين قتلتهم بالإرهاب، كما أن السلطات مازالت تسمي النازحين بالمتمردين، ويأتي كل هذا برغم الإتفاق الذي وقعت عليه ميانمار والذي يفيد إعادة النازحين إلى مناطقهم. مما يثير الشكوك حول نوايا السلطات في ميانمار، وتبرز على الواجهة انتقادات سابقة لمنظمات حقوقية دولية إضافة للأمم المتحدة تصف النهج الذي تتبعه السلطات في ميانمار ضد المدنيين بعمليات تطهير عرقي.