إدعاءات الفكر الصهيونى الإجرامى ــ 1
بقلم: مستشار التحرير ……. أحمد عزت سليم
في ظل إدعاءات الفكر الصهيونى الإجرامى عن كينونة المملكة الصهيونية تاريخيا فأن المملكة المزعومة سواء فى عهد داود أو سليمان لم تعرف الاستقرار السياسى ، كما يبين النص التوراتى ذاته ، متهالكة من الداخل إلى الدرجة التى يصير فيها الأب داود مختبئاً فى إحدى الحفر أو أحد الأماكن ( صموئيل 17 ــ 9) أو قد يكون مختبئاً فى بئر ( صموئيل 17 ــ 9 1) فكيف يكون لهذا الملك الخائف المختبئ أن يقيم إمبراطورية ، وليس هناك أدل على هذا التهالك والتفتت والصراع ما حدث لسرارى داود ــ والمفترض أنه الملك ــ على يد إبنه ، أبشالوم ، فقد نصب الشعب ، ” الشعب ” !! خيمة له على السطح ليدخل إليهم ، وأمام من ؟ أمام ” الجميع ” جميع إسرائيل ( صموئيل الثانى 16 ـ 22 ) ، فكيف حسن هذا الفعل فى عيون هذا الشعب ، الذى يتهم الآخرين بأنهم ” أحط وأكثر الثقافات اللا أخلاقية التى عرفها العالم المتحضر ” فهل هناك أحط من هذا مثلاً ؟ ! ، والأمثلة كثيرة ، فلقد استجاب الأبن لدعوة أختيوفل لاستغلال ضعف أبيه ” الملك ” داود وقتله أمام جميع شيوخ إسرائيل ( صموئيل الثانى 17 ـ 1 / 4 ) . ويفضح يوآب عدم تمتع داود بالحكمة والدهاء السياسيى ونبهه إلى خطورة ذلك عندما قتل أبشالوم على يد أعوانه ” لقد أخزيت اليوم وجوه جميع عبيدك منقذى نفسك اليوم وأنفس بنيك وبناتك وأنفس نسائك وأنفس سراريك بمحبتك لمبغضيك وبغضك لمحبيك لأنك أظهرت اليوم أنه ليس لك رؤساء ولا عبيد لأنى علمت اليوم أنه لو كان أبشالوم حياً وكلنا اليوم موتى لحسن حينئذ الأمر فى عينيك ” ، وليس هناك أدل على الصراع الذى امتلأت به هذه المملكة المزعومة من النص نفسه ( كما فى صموئيل الثانى 19 ـ 9 ) والذى يقول فى وضوح صريح ” وكان جميع الشعب فى خصام فى جميع أسباط إسرائيل ” .
وصور لنا هذا السفر باختصار حالة الملك النفسية على لسانه ذاته ” أمواج الموت اكتنفتنى ، سيول الهلاك أفزعتنى ، جبال الهاوية أحاطت بى ، ُشرُك الموت أصابتنى ” ( صموئيل الثانى ــ 5 ) ، وكيف يستطيع ملك مثل داود أن يبنى حضارة راقية لا مثيل لها وأن يكون مثالاً وأنموذجاً للتضحية وقد أهلك من شعبه من دان إلى بئر سبع سبعين ألف رجل واختار أن ينجو بنفسه ولا يقع فى يد أعدائه فاختار أن يصاب شعبه بوباء فى جريمة هو ذاته قد ارتكبها وهى إحصاء الشعب ، ياله من ملك عاشت بلاده الجوع فى أيامه ثلاث سنين ، سنة بعد سنة وتآمر على أبناء شعبه ليس بالوباء فحسب ولكن بتسليمهم إلى أعدائه كما فعل وسلم سبعة من ورثة الملك شاول ، الذى أكرمه ليصلبهم الأعداء وأمام من ؟ ــــ أمام الرب !! ، ويالها من علاقة ذات دلالة قوية تلقى بكثير من المكنونات والدلالات البنائية وليست البلاغية والتى تبيح بها عبارات : ــــ ” فسقط السبعة معاً وقتلوا فى أيام الحصاد فى أولها فى ابتداء الشعير ” ( صموئيل الثانى ) وهى : ــــ
أولا : ـــــ توضح المباركة الإلهية لتسليم داود أبناء شعبه إلى الأعداء ليقتلولهم ، ومع حصدهم بأيدى أعدئهم يكون أول الخير ، حصد الشعير فيستجيب الرب وينقشع الجوع .
ثانياً : ـــــ تبين الحجم الحقيقى للتأثير الفعلى ــ للمملكة المزعومة ــ على من حولها من الشعوب الآخرى والقوى المعادية لها والتى تحكمت فيها بالحصار وإجبارها على تسليم أبناء الشعب ليقتلوا ويصلبوا علنا .
ثالثاً : ــــ على مدى تآمر داود مع أعدائه للتخلص من ورثة الملك الحقيقيين ليحافظ على عرشه المزعوم وكيف كان ينظر إلى أبناء الـ ” جميع ” ( الشعب ) . رابعاً : ــــ اختراع القصص الإلهية لتبرير التخلص من أعدائه الذين يهددون العرش .
خامساً : ــــ كيف حرص مؤلفوا النص تبرير وصول الملك لداود الذى ترجع أصوله إلى آدم وإبراهيم ، إلى العرش .
موضوعات تهمك:
تعاظم الشرعية الدموية الصهيوينة مع تخاذل الأنظمة العربية
دلالات نتائج الانتخابات الصهيونية
تهويد التراث الفكرى والحضارى للشعوب الأخرى