أكد أ. د عبدالله محي عزب أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين على أنُّ مايحدث اليوم في العالم ، خاصة المجتمعات الإسلامية من سفك للدماء وإستباحة للأموال والأعراض ، وتدمير وخراب للأوطان ، يندرج تحت التطرف الفكري القائم علي فهم جماعات التكفيرية لنصوص الوحي ” القرآن والسنة ” فهماً خاطئاً بحملها علي ظاهرها أووبعزلها عن سياقها ولحاقها التي وردت فيه ، أو الإستشهاد بالأحاديث الضعيفة أو المحتملة لأكثر من معني ، أو بإجتزاء النص وتوجيهه الوجهه التي تتوافق مع تطرفهم وغلوهم ، ومن هنا نشأ ” مصطلح دار الإسلام ودار الكفر ” لتكفير الحكام والمجتمعات .
جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان ” دار الإسلام ودار الكفر قديما وحديثا ” بالمنظمة العالمية لخريجى الأزهر بدورتها التدريبية لأئمة ووعاظ اندونيسيا بمقرها الرئيس بالقاهرة، عبر تقنية “فيديو كونفرانس”، تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19 .
وأشار د. عزب إلى أن هؤلاء الجماعات المتطرفة أصبح لديهم معتقد أن حكام الأمة كفار والمحكومين كذلك كفار لأنهم أرتضوا بحكمهم ، وكفروا العلماء لأنهم لم يكفروا الحكام ، وأن من لم يكفر الكافر في نظرهم فهو كافر بالتبعية ، ويكفرون كل من يخالفهم الرأي، ومن ثٌمٌ القول بوجوب الهجرة علي المسلم الذي يعيش في دار الكفر علي زعمهم، وإلا أصبح حلالً دمه ، عرضه ، ماله ، تحت مسمي الدفاع عن الإسلام ” في حين أن المسلمين هم أول الضحايا ، موضحًا أن هذا المصطلح لا يأخذ بقول الله تعالي ” لاإكراه في الدين ” ، ولايؤمن بالتعايش السلمي لكافة الأديان والمجتمعات، وتناسوا أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق ديار السلم والسماحة والمحبة والأخوة يعيش فيها المسلمون مع غيرهم تحت مظلة الوسطية وترفع فيها شعائر الدين ولا تغيب عنها أحكام الشريعة .