قال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن شريعة الإسلام لم تتوقف للحظة عن دعم كلِّ خيرٍ نافع، والتَّحذير من كل شرٍّ ضارٍّ فى مُختَلف الأزمنة والأمكنة، وتميزت بالواقعيّة، وراعت جميع أحوال الناس واحتياجاتهم وحقوقهم فى شمولٍ بديعٍ، وعالميّة لا نظير لها فى الشّرائع.
وأضاف مركز الازهر عبر الفيسبوك : لا عجب -إن علمت هذا- من إباحة اللعب والترويح فى الإسلام إذا اعتُبرت المصالح، واجتُنبت المضار؛ مُراعاةً لنفوس النّاس وطبائعهم التى تملُّ العادة، وترغب دائمًا فى تجديد النّشاط النَّفسىّ والذهنىّ والجسدىّ.
وأوضح: مع هذه الإباحة والفُسحة، لا ينبغى أن نغفل ما وضعه الشّرعُ الشّريف من ضوابط لممارسة الألعاب، يُحافظ المرء من خلالها على دينه، ونفسه، وعلاقاته الأسرية والاجتماعية، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره.
ويمكن إجمال هذه الضَّوابط في النِّقاط الآتية:
1) أن يكون اللعب نافعًا، تعود فائدته على النفس أو الذهن أو البدن.
2) ألا يشغل عن واجب شرعي، كأداء الصلاة أو بر الوالدين، وألَّا يؤدي إلى إهدار الأوقات والعمر.
3) ألَّا يشغل عن واجب حياتي كطلب العلم النافع، والسعي في تحصيل الرزق، وتلبية حقوق الوالدين والزوجة والأولاد العاطفية والمالية وتقوية الروابط معهم.
4) ألَّا يُؤدي اللعب إلى خلافات وشقاقات ومُنازعات.
5) أن يخلو من الاختلاط المُحرَّم، وكشف العورات التى حقّها السِّتر.
6) أن يخلو من إيذاء الإنسان؛ لأنه مخلوق مُكرَّم فلا تجوز إهانته بضرب وجههٍ -مثلًا- أوإلحاق الأذى به.
7) أن يخلو من إيذاء الحيوان؛ فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إليه، وحرَّم تعذيبه وإيذاءه بدعوى اللعب والتَّرويح.
8) ألَّا يشتمل اللعب على مُقامرة.
هذا فى الألعاب عمومًا؛ واقعيّةً وإلكترونيّةً، ويُزاد عليها إن كانت الألعاب إلكترونية الآتى:
1) ألّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على مُخالفات عقدية كاحتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو شعائر ومُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصّحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية عن طريق جعل الهدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة.
2) ألَّا تشتمل على إباحية؛ من صور عارية، وممارسات شاذة.
3) ألا تشتمل على فُحشِ قولٍ وسِبَاب، وأصوات مُحرَّمة.
4) ألا تُنَمِّي الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على الكراهية، أو ازدراء الأديان، أو إيذاء إنسان أو حيوان، أو تُسوِّل له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر ولعب القمار وفعل الفواحش.
5) ألا تؤذي اللاعب بدنيًّا كالألعاب التي تستوجب تركيزًا كبيرًا يُؤدي إلى ضعف البصر، أو إيذاء الأعصاب.
وبين مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية ضوابط الألعاب في الإسلام مما يُؤكِّد أنَّ إباحة أي لعبة أو تحريمها مُتعلق بمراعاة هذه الضَّوابط؛ فإن رُوعيت جميعًا صار اللعب مُباحًا، وإن أُهدِرت أو أُهدِر أحدها صار في هذا اللعب من الحرام والإثم بقدر ما فيه من الشَّر وما أُهدِر من الضَّوابط.
كما اهاب المركز بالآباء والأمهات -حفظهم الله- أن يحرصوا على تنشئة أولادهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، وألّا ينشغلوا بشيء عن إحسان تربيتهم وتعليمهم، وأن يَقُوهُم مخاطر كثيرٍ من هذه الألعاب؛ فقد قال ﷺ:
«كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ..» [أخرجه البخاري].