الامير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يصعد مجددا على السطح بعدما خسفت السلطات السعودية وجوده وذكره وكل ما يتعلق به، بعد آخر موجة اعتقالات عنيفة حدثت خلال شهر مارس الماضي، وذلك مما يستدعي التساؤل حول مكان وجود الأمير المختفي منذ السابع والعشرين من مارس/ آذار الماضي.
وكان أول من تحدث عن الأمر مؤخرا منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، التي أكدت أن نجل الملك الراحل عبدالله آل سعود، والرئيس السابق لهيئة الهلال الأحمر السعودي مختفي قسريا من قبل السلطات السعودية، وذلك في التاريخ المذكور، مؤكدة أنه يبدو أن المملكة احتجزته منذ تلك الهوجة من الاعتقالات وهو الآن في منطقة معزولة عن العالم الخارجي، بينما ترفض السلطات كشف مكانه أو وضعه، مما يعني أنه مختفي قسريا من قبلها.
وأكدت المنظمة أن تلك المعلومات منقولة عن أحد المصادر المقربة من العائلة.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن الامير فيصل هي احدث احتجاز تعسيي معروف بحق السعوديين البارزين وخاصة أعضاء العائلة المالكة.
واعتادت المملكة وعلى رأسها عمد محمد بن سلمان ولي العهد، على جرجرتهم إلى السجون واماكن الاحتجاز على مدار اشهر حكمه الفعلية للمملكة.
اعتقال سابق
وأكدت المنظمة أن السلطات السعودية ألقت القبض سابقا على الأمير فيصل في نوفمبر عام 2017، واحتجزته مع أكثر من 300 من رجال الأعمال والأمراء البارزين، ومسؤولين كانوا وقتها في مناصبهم ومسؤولين كانوا سابقين في فندق الريتز كارلتون في العاصمة الرياض.
وكانت السلطات وقتها قد ضغطت عليهم للحصول على أموال كمقابل للإفراج عنهم، وذلك قبل أي تحرك قانوني ضدهم، حيث كانت حاكم المملكة يطالب بتعوضيات مقابل عدم تحريك قضايا وحبسهم بشكل قانون بحكم محكمة. وأفرج بعدها عن الامير فيصل بن عبدالله في ديسمبر، من العام الذي اعتقل فيه أي بعد شهر تقريبا، بعد أن وافق على تقديم أموال.
الامير فيصل وسلمان العودة واللا سبب
وبهذه المعلومات فإن مصير الامير السعودي بات معروفا، مثله مثل النشطاء والمفكرين والعلماء الذين تعتقلهم المملكة منذ سنوات بسبب تغريدات أو كلمات تبدو فيها مخالفة لتوجهات الأسرة الصغيرة الحاكمة حاليا، أو لأسباب تتعلق بأمور شخصية، كما حدث مع الأمير نايف ولي العهد السابق والمعتقل في وقت سابق هو الآخر.
وذكر المصدر انه لا يوجد لديه ما يمكن قوله حول سبب اعتقال الامير فيصل، حيث أنه منذ الافراج عنه في ديسمبر عام 2017 لم ينتقد السلطات في المملكة ولا مرة، حيث أنه قرر المحافظة على صحته من الأذى، حيث أنه مريضا بالقلب.
وتعد تلك الاعتقالات تمتد إلى كافة أطياف الشعب من أصحاب الفكر أو الرأي، من مفكرين وعلماء ورجال دين وحقوقيون ونشطاء سياسيون إلى فئات الشعب من رجل الشارع العادي. والذين عانوا من معاملة سيئة داخل السجن والكثيرين منهم تعرضوا للتعذيب. حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في وقت سابق عام 2018 أن 17 شخصا من المحتجزين احتاجوا لدخول المستشفى بسبب سوء المعاملة، وهذا بما يتعلق بأفراد ملكيين ورجال أعمال ليس لديهم أي رأي معين ضد السلطات، فما مصير المناوئين للسلطة الحاكمة؟
يذكر ان أحد الأقلام المعارضة لولي العهد الحاكم الفعلي تعرض لحادث اغتيال بشع في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث لاقى مصيرا موحشا، عندما قطع عملاء سعوديون أوصاله بعد أن قتلوه ثم أذابوه بحمض الأسيد قبل أن يتم التخلص من بقايا جثته.
فيروس كورونا
ووجه نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، مايكل بيج، انتقادات شديدة للسلطة الحاكمة في مملكة بن سلمان، حيث قال: “على الرغم من الانتقادات المتتالية لهم، تستمر المملكة في سلوكها غير القانوني، أثناء حكم مخمد بن سلمان، وفقا لما يتبعه من أسلوب فرض الأمر الواقع، حيث يمكن الآن الحديث عن الامير فيصل بن عبدالله كأحد المحتجزين بشكل غير قانوني في المملكة دون سند أو أساس”.
ووفقا لما نقلت المنظمة عن مصدر مقرب من الأسرة السعودية، فإن المملكة اعتقلته في السابع والعشرين من مارس الماضي، حيث كان يقيم في احد المجمعات العائلية بمنطقة شمال شرقي الرياض، حيث كان يقيم فيها ضمن حجر منزلي ذاتي بسبب فيروس كورونا المستجد، بينما تم اعتقاله.
ووفقا لتلك المعلومات فإن المملكة أيضا لا تراعي ازمة فيروس كورونا وإمكانية إحداثها كارثة في السجون، حيث لم تقوم بإطلاق سراح أي معتقل لديها، والجدير بالذكر في هذا الشان إمام مسجد قباء عندما علق مطالبا بذلك بعد إذن “السيد الحاكم الملك سلمان ونجله محمد”، فإنه تعرض للإيقاف وتمت الإطاحة به من منصبه.
ووفقا للمصدر فإن أسرته لا تعرف عنه أي شئ حول موقعه أو حالته الصحية ولا حتى أي تفاصيل أخرى، وذلك بعد مرور نحو شهرين، وهوا ما يعني اخفاءا قسريا، حيث يعرف الاخفاء القسري في القانون الدولي على أنه احتجاز شخص من قبل مسؤولين ورفض الاعتراف بذلك، أو إصدار معلومات حول مصيره.
موضوعات تهمك: